قال أهالي وناشطون لديارنا إن أجواء من الارتياح تسود في منطقة إدلب بعد العملية العسكرية الناجحة التي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) أبو بكر البغدادي.
وأضافوا أنه يبدو أن موت البغدادي يبشر بنهاية تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) وغيره من التنظيمات الإرهابية التي لا تزال تعمل في سوريا، بما فيها هيئة تحرير الشام.
وأكد الناشطون أن هذه التنظيمات أساءت إلى الثورة السورية، ومن ثم أساءت إلى الشعب السوري حيث أدت إلى صبغهم بصبغة الإرهاب.
وكان زعيم داعش، الذي كان صعب الوصول إليه لفترة طويلة، قد قتل في عملية جريئة قامت بها قوات خاصة أميركية في شمال غرب سوريا.
وقد قام التنظيم بتسمية بديل له غير معروف، وهو"أبو إبراهيم الهاشمي القرشي".
حيث قال مسؤول أميركي بارز يوم 7 تشرين الثاني/نوفمبر إن زعيم داعش الجديد "غير معروف"ولا يتمتع على ما يبدو إلا بشهرة ضئيلة.
'انتصار للحرية'
هاني النعمان، وهو من مدينة معرة النعمان، قال إن "قتل زعيم تنظيم داعش يعتبر انتصارًا للحرية على الإرهاب".
وأضاف أنه "رسالة واضحة لكل من يفكر في انتهاج هذا النهج [الإرهابي] الذي يتنافى مع العقل وكل القيم الإنسانية والدينية".
وأكد في حديث لديارنا أن "قتل البغدادي سيردع الإرهابيين في المنطقة ويدفعهم إلى الهروب منها بعدما أصبحوا أهدافًا للتحالف الدولي".
وتابع أن أهالي إدلب يريدون رؤية التخلص من المزيد من الرؤوس الإرهابية ونهاية جميع التنظيمات المتطرفة "التي حولت حياتهم إلى جحيم".
وأوضح أنهم "يتوقون للعودة إلى الحياة الطبيعية التي كانوا ينعمون بها من قبل".
وذكر النعمان أن واحدة من أسوأ نتائج مشاركة التنظيمات الإرهابية في الصراع السوري "هي تحريف مسار الثورة السورية والتسبب في وسمها بالإرهاب".
وأشار إلى أن هذه التنظيمات قد نكلت بكل من عارضها الرأي من مدنيين وسياسيين وناشطين ومقاتلين، حيث قتلت بعضًا منهم واعتقلت العشرات وأجبرت أعدادًا كبيرة على مغادرة مناطق نفوذهم.
داعش يفقد هيبته
بدوره، قال الناشط هيسم الإدلبي لديارنا إن "الأهالي فرحوا بمقتل زعيم تنظيم داعش".
وأضاف "لكنهم كبتوا فرحتهم خوفًا من انتقام التنظيمات الإرهابية المنتشرة في المنطقة، ومنها هيئة تحرير الشام وحراس الدين".
وتابع أن "التنظيم أحاط نفسه بهالة كبيرة من الغموض والسرية والقوة، وشملت هذه الهالة زعيمه الذي تم تصويره وكأنه لا يقهر على الإطلاق".
وأوضح أنه بعد مقتله، انهار كل ذلك وفقد التنظيم هيبته أمام المدنيين، "خصوصًا أن الإيقاع بالبغدادي تم بعد معلومات داخلية موثقة من قبل أحد الأشخاص".
وأكد أن "الفساد منتشر داخل صفوف التنظيم، والمال يعتبر أولوية لدى أمرائه وعناصره وليس العقيدة كما روج من قبل".
من جهته، قال الناشط مصعب عساف، وهو من مدينة إدلب، أن الأهالي يرون أن "موت البغدادي رسالة لكل الإرهابيين في المنطقة للكف عن توجهاتهم المتطرفة".
وأضاف في حديث لديارنا أنهم يعتقدون أن موت البغدادي "سيثني الشباب السوري عن الالتحاق بتنظيم داعش وباقي التنظيمات الإرهابية أو العمل معها أو القتال لصالحها".
"فالرسالة صارت واضحة، ومفادها أن لا أحد من الإرهابيين سيفلت من العقاب بسبب ما اقترفه ضد الإنسان والإنسانية".