أخبار العراق
أمن

شرطة الأنبار تمنع داعش من الوصول إلى الممرات المائية

خالد الطائي

عناصر من الشرطة النهرية في الأنبار يسيرون دورية في بحيرة حديثة يوم 21 آذار/مارس. [حقوق الصورة لمديرية شرطة الأنبار]

عناصر من الشرطة النهرية في الأنبار يسيرون دورية في بحيرة حديثة يوم 21 آذار/مارس. [حقوق الصورة لمديرية شرطة الأنبار]

قال مسؤولون عراقيون إن تسيير دوريات في نهر الفرات في الأنبار وتعزيز الأمن على طول ضفتيه وروافده، يدخل ضمن مسعى جديد لمنع فلول تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من تثبيت موطئ قدم لهم في هذه المناطق.

وكان المتطرفون قد سعوا سابقا إلى التمركز في المناطق المتاخمة للمرات المائية في المحافظة، مستخدمين ضفتي النهر كمخابئ وقنوات لتغطية تحركاتهم.

وبالإضافة إلى الجزء الرئيس من نهر الفرات الذي يدخل محافظة الأنبار من الشمال ويشطرها من الغرب إلى الشرق، هناك عدد من الروافد والجداول والبحيرات.

وأبرز هذه البحيرات بحيرة الحديثة التي تضم أحد أكبر السدود في العراق وغيرها من البحيرات مثل الحبانية والثرثار والرزازا، وكلها تعتبر أماكن سياحية.

مهمة استطلاع جوي لقيادة عمليات الجزيرة تقوم بتمشيط الأراضي الزراعية على ضفتي نهر الفرات في الأنبار، يوم 19 تموز/يوليو. [حقوق الصورة لوزارة الدفاع العراقية]

مهمة استطلاع جوي لقيادة عمليات الجزيرة تقوم بتمشيط الأراضي الزراعية على ضفتي نهر الفرات في الأنبار، يوم 19 تموز/يوليو. [حقوق الصورة لوزارة الدفاع العراقية]

وأكدت قيادة شرطة الأنبار جهوزيتها التامة لتأمين هذه البحيرات كما نهر الفرات، علما أن نباتات كثيفة تغطي ضفتيه ومن الممكن أن توفر غطاء للمسلحين وممرا سريا لهم.

عمليات الشرطة النهرية

وأوضح قائد شرطة الأنبار اللواء هادي كسار أرزيج لديارنا، أن مديرية الشرطة والنجدة النهرية التي تخضع لقيادته، تراقب نهر الفرات وغيره من المسطحات المائية.

وتشمل مهامها عمليات الإنقاذ والتدخل الفوري في حالات الغرق الناتجة عن السباحة أو حوادث السفن.

وشدد أن هذه المديرية كما كل وحدات الشرطة، تؤدي عملا مهما في حماية المواطنين لا سيما خلال المواسم السياحية.

وأضاف: "نعمل على تطوير إمكانات هذه المديرية لتؤدي واجباتها على أعلى مستوى"، مشيرا أنها تسلمت مؤخرا من الحكومة المحلية 20 زورقا لاستخدامها في تسيير الدوريات النهرية.

وتابع أرزيج أن القيادة تعمل مع حكومة الأنبار لدعم الشرطة النهرية بسبعة زوارق جديدة أخرى، للحفاظ على الأمن وتعزيز قدرتها على الرصد والاستجابة السريعة للطوارئ.

وأردف: "لدينا خطط لبناء طاقات عناصر جهاز الشرطة النهرية وتطويرها، وثمة جهود كبيرة تبذل لزيادة الطاقات البشرية النوعية".

ولفت إلى أن عديد الشرطة النهرية يضم 70 غواصا، وهذا عدد قياسي غير موجود في باقي محافظات البلاد.

وأكد أن "هؤلاء الغواصين خضعوا لدورات تدريبية عديدة، وهم يتمتعون اليوم بمهارات بدنية وفنية عالية المستوى للقيام بأكثر المهمات صعوبة وتعقيدا".

تأمين الأنهار والممرات المائية

ونوّه أرزيج بأن نهر الفرات وروافده وجميع البحيرات ومصادر المياه في الأنبار، تخضع لسيطرة الشرطة الكاملة.

وأردف: "ليس بإمكان فلول داعش اتخاذها كملاجئ آمنة أو ممرات للعبور من مكان لآخر، أو التسلل إلى المدن".

من جهته، قال نائب محافظ الأنبار مصطفى العرسان لديارنا، إن الأولوية لدى القوات الأمنية هي حماية الأنهار والممرات المائية في الأنبار، ومنع عناصر داعش من تثبيت موطئ قدم لها في هذه المناطق.

وأوضح أن "هناك دوريات مكثفة للشرطة النهرية وعمليات استطلاع جوي وبري متواصلة لاكتشاف مخابئ الإرهابيين على ضفاف الفرات وفي محيط البحيرات وخزانات المياه وتدميرها".

وأكد أن "الجهود تنصب أيضا على زيادة مستوى استعداد قواتنا على مجابهة المخاطر الإرهابية في أي مكان من المحافظة"، لافتا إلى أن هذا الأمر يشمل تحديث التجهيزات القتالية والتقنية.

وقال: "نفتخر بأن محافظتنا تمتلك اليوم أكبر مركز إقليمي للتدريب والتأهيل العسكري"، بالإشارة إلى قاعدة الحبانية.

دوريات على مدار الساعة

وذكر المحلل الأمني غانم العيفان لديارنا، أن "عناصر داعش خسروا جميع معاقلهم السرية في الأنبار، ولا يحتفظون حاليا سوى بعدد محدود جدا من المخابئ معظمها موجود في مناطق الأودية الصحراوية".

ولفت لديارنا إلى أن المسطحات المائية والروافد في المحافظة "مؤمنة"، مشددا على أن دوريات الشرطة النهرية والجيش تنشط على مدار الساعة في مراقبة أي تحركات غير طبيعية عبر معدات ومناظير خاصة.

وأضاف أنه في غضون ذلك، لم تتوقف عمليات البحث والملاحقة على ضفتي النهر المكسوة بالنباتات الكثيفة.

وختم مؤكدا أنه نتيجة ليقظة قوات الأمن الشديدة وجهوزيتها، أصبح مستوى التهديد في هذه المناطق معدوما تقريبا.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500