قال مسؤول في الهلال الأحمر الكردي إنه تم احتواء أعمال عنف حرضت عليها عناصر نسائية متشددة تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) داخل مخيم الهول في محافظة الحسكة السورية.
وقد ازدادت الحوادث الأمنية في المخيم المكتظ الذي يضم عائلات من مقاتلي تنظيم داعش بين سكانه الذين يبلغ عددهم 70 ألفا، وحيث تم فصل النساء الأجنبيات وأطفالهن عن مجموعة السكان السورية والعراقية.
وفي آخر الحوادث، قتلت امرأة وأصيبت 6 أخريات في المساحة المخصصة للأجنبيات، حسب ما ذكره مسوؤل كردي طلب عدم الكشف عن هويته.
وقد قامت قوات الأمن باحتجاز 40 امرأة من قسم الأجنبيات في المخيم.
وقال آزاد دوديكي وهو مسؤول بالهلال الأحمر الكردي، لديارنا إن أعمال الشغب الأخيرة ارتكبتها نساء من داعش أو مهاجرات شكلن وحدة حسبة (شرطة دينية).
وأوضح أن هذه مجموعة حراسة سعت إلى مساءلة نساء أخريات داخل المخيم بسبب خرق قواعد تنظيم داعش أو محاولة الخروج من منطقة سيطرتها.
وأضاف أن التحقيق جار لتحديد هوية النساء اللواتي حرضن على أعمال الشغب وهاجمن من حاولن الهروب من منطقة سيطرتهن.
وتابع أن النساء هاجمن أيضا قوات الأسايش (قوات الأمن الكردية) المكلفة بواجب الحراسة.
وذكر أن "الأمور توترت عندما عثر على جثة امرأة داخل المخيم. ويبدو أنها تعرضت للتعذيب".
وبحسب المسؤول الكردي الذي لم تكشف عن هويته، فإن المرأة تعرضت للطعن بسكين من قبل نساء داعش اللواتي أنشأن "محاكم" لمحاكمة النساء الأخريات.
وأكد دوديكي أن نساء داعش لم يكتفين بمهاجمة نساء المخيم، بل قمن أيضا بمهاجمة عناصر الأمن بالآلات الحادة.
وتابع أن اثنتين من النساء اللواتي تعرضن للهجوم والإصابة على يد وحدة الحسبة استطعن الوصول إلى منطقة آمنة في المخيم وتم نقلهن إلى مركز طبي خارج المخيم للعلاج.
مرتع للفكر المتطرف
وأكد دوديكي أن أعمال الشغب كانت متوقعة نظرا للاكتظاظ الشديد في المخيم ووجود هذا العدد الكبير من النساء اللواتي اعتنقن فكر داعش.
وبدوره، قال مصطفى بالي الناطق باسم قوات سوريا الديمقراطية يوم الاثنين، 30 أيلول/سبتمبر، إن الوضع داخل مخيم الهول "يتدهور بشدة".
وذكر على أحد مواقع التواصل الاجتماعي أن "مسلحي داعش قاموا في الفترة الأخيرة بتكثيف جهودهم لإعادة تجميع صفوفهم من خلال النساء في المخيم".
وقد ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن "التوترات لا تزال مرتفعة في المخيم مع وقوع أحداث أمنية أسبوعيا".
كما قال مسؤول قوات الأسايش عامر علي عن نساء داعش في المخيم، "يعتبرن أننا العدو، وهذا يخلق مشاكل".
وذكر أن تنظيم داعش يريد "نشر أيديولوجيته من خلال هؤلاء النساء"، مضيفا أن الأطفال أيضا يشكلون مشكلة.
وبدوره، قال شيخ موس أحمد وهو مسؤول كردي، "ليس لدينا الوسائل اللازمة لوضع حد لكل ما يحدث، لكننا نحاول احتواء تلك الحوادث".
وحذر أحمد من أن مناصري تنظيم داعش "لا يزالون متمسكين بأيديولوجيتهم، لذا فهم سيمثلون دائما خطرا".
يذكر أن قوات سوريا الديموقراطية طردت تنظيم داعش من آخر شريط أرض كان يسيطر عليه التنظيم في سوريا في شهر آذار/مارس.
وبعدها، تم نقل عشرات الآلاف من الناس، معظمهم من النساء والأطفال، على متن شاحنات إلى مخيمات يديرها الأكراد في شمال شرق سوريا أثناء حملة استمرت عدة أسابيع.
وبحسب السلطات الكردية، يعيش في الوقت الراهن نحو 12 ألف أجنبي، منهم 4 آلاف امرأة و8 آلاف طفل، في مثل هذه المخيمات.