قال نشطاء محليون إنه نظرًا لحاجة عناصر هيئة تحرير الشام الماسة للمال وعدم اكتراثهم بعواقب أفعالهم على المدى الطويل، فقد كانوا يقومون بتفكيك البنية التحتية في المناطق التي تسيطر عليها الهيئة ويبيعونها كمخلفات حديد.
والبعض حتى زعم أن مخلفات الحديد هذه تباع للنظام السوري.
حيث قال الناشط مصعب عساف، وهو من مدينة إدلب، لديارنا إن ناشطين محليين قاموا مؤخرًا بتصوير عناصر الهيئة وهم يقومون باستخراج أنابيب النفط في مناطق سيطرة الهيئة.
وأضاف أنه تم رصد فرق مسلحة تابعة للهيئة وهي تحفر خنادق طويلة لاستخراج أنابيب النفط التي كانت تمر في محيط بلدة "العيس" بريف محافظة حلب الجنوبي.
وأوضح عساف أن هذه المنطقة، التي لا تزال تحت سيطرة الهيئة، ليست على الخطوط الأمامية للمعركة وأنها كانت هادئة نسبيًا مؤخرًا.
حيث أنها لا تتعرض للاستهداف بالقصف والغارات الجوية الروسية والسورية،بعكس المنطقة المتاخمة لها في محافظة إدلب التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام.
وتابع عساف أن عدة ناشطين رصدوا عملية الاستخراج وتابعوا تحميل الشاحنات ومرورها إلى المنطقة التي تسيطر عليها قوات النظام.
وذكر أن جهود الهيئة لجمع المعادن لبيعها كمخلفات حديد لا تقتصر على استخراج الأنابيب، بل تشمل أي معدن يمكن أن تضع يديها عليه ويمكنها بيعه، مثل الحديد المخصص للبناء.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن هيئة تحرير الشام كانت تقوم باستخراج قضبان السكك الحديدية وتفكك أبراج الاتصالات الخلوية لكي تبيع المعدن كمخلفات حديد.
ونوه إلى أنه يتم تجميع شاحنات نقل كبيرة لتنتقل ضمن مجموعات لا تقل عن عشرين شاحنة في كل رحلة إلى مناطق سيطرة النظام.
إدانة للنهب
ولفت عساف إلى أن الكشف عن الأمر أثار هجومًا عنيفًا من قبل النشطاء.
فهم يتهمون الهيئة بالتعامل مع النظام السوري الذي تزعم أنها تقاومه، وبإفراغ المنطقة الشمالية من أية موارد أو بنية تحتية من الممكن إعادة الاستفادة منها في إعادة إعمار المحافظة في نهاية المطاف.
وأشار إلى أنه في السابق قامت الهيئة بسحب قضبان السكة الحديدية القديمة ونقلتها إلى منطقة سيطرة النظام.
وأوضح أنه تبين لاحقًا أنه أعيد استعمالها لترميم الخط الموجود في المنطقة الساحلية التي يسيطر عليها النظام بين بانياس وطرطوس.
ولفت عساف إلى أنه حتى مع هذه المعلومات، فإن عملية تجميع مخلفات الحديد تتم بشكل مكثف في منطقتي ريف حلب الجنوبي والغربي.
وأشار إلى أن "الهيئة التزمت الصمت التام حول هذا الأمر ولم تصدر أي بيان ينفي قيامها بالتعامل مع النظام" بعكس المرات السابقة حيث حاولت التملص من مثل هذه الاتهامات.