قال أحد الناشطين في إدلب إن الشريط المصور الذي أعده مسؤول سوري في هيئة تحرير الشام وكشف فيه عن الفساد داخل التحالف المتطرف، أثار غضب أقرانه من القادة.
وفي شريط الفيديو الذي صدر تحت عنوان "كي لا تغرق السفينة" وجرى تداوله على نطاق واسع، عمد القائد في هيئة تحرير الشام عبد المعين محمد كحال (الملقب أبو العبد أشداء) إلى الكشف بالتفصيل عن الفساد المستشري داخل التحالف.
وأضاف الناشط هيسم الادلبي من مدينة إدلب لديارنا، أنه وجه كلامه إلى قادة هيئة تحرير الشام مستعرضا وقائع حول الفساد والسرقة داخل التحالف، ومستنكرا فرض ضرائب غير قانونية على الشعب السوري.
وتابع الإدلبي أن شريط الفيديو أثار ضجة هائلة بين السكان المدنيين، ومنح مصداقية للشكاوى التي يطلقونها منذ مدة طويلة ضد التحالف.
وأضاف أنها جاءت بمثابة المحفز لإطلاق مشاعر الناس، منذرا بتصعيد الرفض أكثر ضد هيئة تحرير الشام وسياساتها.
تحذير إلى قادة التحالف
وكحال مسؤول إداري في هيئة تحرير الشام وقائد فصيل جيش عمر المنضوي تحت رايتها، وحذر في شريط الفيديو أمراء هيئة تحرير الشام من الفساد المستشري والمحسوبية واستغلال السلطة للحصول على أموال من الفقراء.
وأشار إلى فرض التحالف ضرائب غير قانونية على الفقراء والتحكم بتجارة المحروقات وتكريرها كما تجارة المواد الغذائية والحبوب.
ولفت أيضا إلى فرض اتاوات مرتفعة وصلت إلى 2500 دولار على السوريين الراغبين بالعبور الى تركيا عبر منفذ باب الهوى الحدودي، خصوصا المرضى والمضطرين للسفر لتلقي العلاج.
وزعم كحال أن هيئة تحرير الشام لا تقوم بالأعمال العسكرية المطلوبة منها منعا لتقدم قوات النظام السوري والقوات الروسية.
وكشف عن تفشي المحسوبية داخل الهيئة، مشيرا إلى أن تولي المناصب الكبيرة يقتصر على بعض القادة وأقاربهم وهم يتقاضون رواتب مرتفعة.
في المقابل، قال كحال إن بعض جنود هيئة تحرير الشام لا يتلقون حتى رواتبهم ويعيشون على الصدقات والتبرعات.
وكشف أيضا عن وجود عشرات ملايين الدولارات في خزائن هيئة تحرير الشام، يتحكم بها عدد قليل جدا من القادة.
وأشار الإدلبي أنه ردا على شريط الفيديو الناري لكحال، أصدر قادة هيئة تحرير الشام بيانا أعلنوا فيه أن الهيئة قررت إقالة كحال وإحالته إلى المحاكمة امام "القضاء العسكري".
ووفقا للبيان، ستوجه إليه تهمة "التدليس والافتراء ونشر معلومات تشق صفوف المجاهدين وتخدم العدو"، حسبما أوضح الأدلبي.
ولفت إلى أن كحال وفصيل جيش عمر كانوا قد انتقلوا إلى إدلب من حلب، وذلك بعد سقوطها بيد قوات النظام السوري.