أخبار العراق
إرهاب

داعش تجمع أتاوات في المحافظات العراقية الشمالية

علاء حسين من بغداد

امرأة تحمل دلوا من المياه في مخيم ليلان للنازحين بمحافظة كركوك في 9 أيار/مايو. وقد فر أهالي ليلان من بلدتي الحويجة وبيجي في محافظة كركوك ومن قرى في محافظة صلاح الدين خلال معارك استعادة المناطق التي سيطرت عليها داعش. [أحمد الربيعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

امرأة تحمل دلوا من المياه في مخيم ليلان للنازحين بمحافظة كركوك في 9 أيار/مايو. وقد فر أهالي ليلان من بلدتي الحويجة وبيجي في محافظة كركوك ومن قرى في محافظة صلاح الدين خلال معارك استعادة المناطق التي سيطرت عليها داعش. [أحمد الربيعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

أكد سياسيون وزعماء من العشائر العراقية لديارنا، أن عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يفرضون علنا أتاوات على التجار والمزارعين في المناطق المعزولة من محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك.

وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة ما تزال محصورة، إلا أنها أثارت مخاوف أهالي تلك المناطق إذ أنها قد تؤشر إلى محاولات التنظيم إعادة إثبات وجوده عبر الابتزاز والهجمات والخطف، إضافة إلى إحراق المحاصيل الزراعية.

وفي تقرير صدر مؤخرا، أعرب نازحون يقيمون في محافظة كركوك لمحطة "العربية" عن خوفهم من العودة إلى منازلهم في قضاء الحويجة ومخمور وبعض البلدات النائية التي تقع على الحدود مع سوريا.

وذكرت المحطة أنهم عزوا ذلك إلى فرض داعش أتاوات على أهالي هذه المناطق، فتجمع من المزارعين بعد موسم الحصاد وبيع المحاصيل ما تعتبره أموال زكاة.

وفي محافظة صلاح الدين المجاورة، أكد عضو اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة خزعل حماد، وجود عناصر داعش فيها، قائلا إنهم لا يكفون عن مضايقة السكان.

واتهم عناصر التنظيم بإحراق محاصيل المزارعين في قرى صلاح الدين، داعيا القوات العراقية إلى "تكثيف عملها الاستخباراتي وجهودها الأمنية لملاحقة الخلايا النائمة للتنظيم الإرهابي حيثما يوجدون".

وكانت القوات العراقية قد أطلقت في 7 تموز/يوليو الجاري عملية عسكرية كبيرة تحت اسم "إرادة النصر"، بهدف طرد فلول داعش من الصحراء التي تمتد عبر محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وصولا إلى الحدود العراقية السورية.

مضايقة المزارعين

من جانبه، قال المتحدث باسم عشائر محافظة نينوى الشيخ مزاحم الحويت لديارنا، إن تنظيم داعش "عاد مجددا ليفرض الأتاوات وبشكل علني على المزارعين والتجار في مناطق غربي نينوى".

وأضاف أن التنظيم كان يفرض سابقا الأتاوات على مزارعي الحنطة في القرى القريبة من مدن تلعفر وسنجار والبعاج وبادوش والحضر وربيعة وزمار، فضلا عن منطقة الجزيرة.

وتابع واصفا طريقة عمل التنظيم، أن عناصر داعش "يراقبون المزارعين وهم يبيعون محاصيلهم من الحنطة ويسجلون أسماءهم والكميات التي باعوها".

وذكر أنه بعد ذلك يتصلون بالمزارعين هاتفيا أو يتوجهون مباشرة إلى منازلهم ليطالبونهم بنصيبهم من إيرادات البيع تحت تهديد القتل أو الخطف في حال امتنعوا عن الدفع.

وأشار الحويت إلى أن داعش لم تعد تقوم بهذه الأنشطة خفية أو عبر وسطاء، بل باتت تنفذنها علنا و"لا أحد يقوى على التبليغ عنها في تلك المناطق" خوفا من الانتقام.

وأكد أن التنظيم بدأ حتى بمحاولة فرض الأتاوات على التجار وأصحاب المحلات، لافتا إلى أن بعض هؤلاء أفصح عن تلقيه تهديدات بالقتل من عناصر داعش.

دعوات لاتخاذ تدابير حازمة

ولفت الحويت إلى أن قيادة عمليات نينوى برئاسة اللواء نومان الزوبعي، "تسعى جاهدة للحد من هذه الظاهرة"، إلا أن جهودها لم تنجح حتى الآن بالقضاء على تهديدات داعش.

وحذر من أن عودة الأتاوات تعني "عودة منابع التمويل للتنظيم الإرهابي، وبالتالي استعادة قدرته على تجنيد المقاتلين والقيام بعمليات إرهابية جديدة".

وبدوره، قال عضو مجلس محافظة نينوى ضحوي الشمري إن عناصر داعش يخطفون ويقتلون الناس ويحرقون المحاصيل ويهددون المزارعين لإرغامهم على دفع الأتاوات.

ودعا الجهات الحكومية إلى اتخاذ إجراءات حازمة لوقف هذه التهديدات وردع مثل هذه الاعتداءات والممارسات الإجرامية.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500