دق نشطاء محليون ناقوس الخطر حول تهديد كتابي للموسيقيين في محافظة البصرة يتوعد بقتل منظمي الحفلات الموسيقية المحليين.
لكن التهديد، الذي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، قوبل باستخفاف من قبل الفنانين في المحافظة، في حين عزته الجهات الأمنية لحالات فردية مسيطر عليها.
وكانت هناك منشورات تهدد أحد المجمعات التجارية في البصرة حيث كان من المقرر إقامة حفل غنائي.
وفي مقابلة أجراها موقع بغداد اليوم الإخباري مع الفنان الشعبي عبد الله البصري، قال إنه تلقى وأعضاء فرقته تهديدًا بالقتل من قبل جماعة تطلق على نفسها "جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
وأضاف البصري أنه وجد إطلاقة رصاص في قصاصة ورقية أمام باب منزله في منطقة الخمسة ميل وسط البصرة، وقد احتوت القصاصة على تهديد فضلًا عن آيات قرآنية تتعلق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الأمر لا يستحق القلق
من جانبه، قلل عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة جبار الساعدي من خطورة تلك التهديدات، قائلًا إنها لا تستحق الوقوف عندها.
وقال في حديث لديارنا إن "الأمر لا يتعدى كونه أفعال فردية تستهدف إرباك المشهد الأمني في المحافظة، لكنها ليست جادة بما يكفي بحيث تسبب قلقًا على أرض الواقع".
وبين أن الأجهزة الأمنية والاستخبارية تتعامل بجدية في متابعة مثل هذه الحالات، وقد تمكنت مؤخرًا من اعتقال 12 شخصًا متهمين باستخدام القنابل الصوتية في تصفية خلافات شخصية مع آخرين وفي إفزاع المواطنين.
وأضاف أن عددًا من المحتجزين كانوا بالفعل ينتمون لأحزاب سياسية في المحافظة، إلا أن أحزابهم أكدت أنهم فصلوا منها منذ مدة طويلة واتهمتهم بالتستر بأسماء تلك الأحزاب من غير وجه حق.
وأكد أن "البصرة آمنة ولا يمكن أن يزعزع أمنها أفراد منبوذون من الجميع"، مضيفًا أن كل الناس يمارسون نشاطاتهم الفنية والثقافية والترفيهية بكل حرية.
الفنانون يسخرون من التهديدات
بدوره، سخر النقيب السابق للفنانين في البصرة فتحي شداد من تلك التهديدات، التي قال إنها لم تجد إلا "حيزًا وهميًا" على صفحات التواصل الاجتماعي دون أي تأثير على أرض الواقع.
وقال في حديث لديارنا إنه لا تهديدات واقعية ضد الفنانين في البصرة من أية جهة، مشيدًا بدور قوات الأمن وقيادة العمليات في المحافظة في حفظ الأمن والسيطرة على الواقع الأمني.
لكن شداد أقر بالفعل بوجود بعض الجهات "المغرضة" التي تحاول إرباك الوضع في البصرة عبر إثارة مزاعم عن تهديدات إرهابية بهدف تخريب العلاقة الطيبة بين الفنانين والجهات الأمنية في المحافظة.
وأكد أن "الفن في البصرة لن يقمع أو يتراجع استجابة لتهديدات عشوائية"، مشيرًا إلى أن نقابة الفنانين حاليًا تعد لإقامة أكبر مهرجان سينمائي في المحافظة.
وتابع أن هذا بالنسبة له يعد دليلًا كافيًا على أن "البصرة لن توقف نشاطاتها الفنية وأنها ستواصل الإبداع والتألق".
من جانبه، قال عضو نقابة الفنانين في البصرة كاظم كزار لديارنا إن الفنانين المحليين سيستمرون في أداء النشاطات الفنية وإحياء المهرجانات الثقافية التي تقام بعلم السلطات المحلية وبحضور جماهيري كبير.
وبين أن كل تلك النشاطات تراعي الذوق العام ولا تخدش الحياء، مؤكدًا في الوقت نفسه على أن النقابة لن تسمح لأية جهة بالإساءة للفن في المحافظة.