أخبار العراق
إرهاب

وزارة الثقافة العراقية تنوي إطلاق مبادرة ضد الفكر المتطرف

خالد الطائي

ممثلون عن مؤسسات ثقافية عراقية يشاركون في اجتماع لمناقشة إعداد مشروع ثقافي شامل لمكافحة الفكر المتطرف يوم 22 أيار/مايو 2019. [حقوق الصورة لوزارة الثقافة العراقية]

ممثلون عن مؤسسات ثقافية عراقية يشاركون في اجتماع لمناقشة إعداد مشروع ثقافي شامل لمكافحة الفكر المتطرف يوم 22 أيار/مايو 2019. [حقوق الصورة لوزارة الثقافة العراقية]

تستعد وزارة الثقافة العراقية لإطلاق مشروع جديد طموح سيسعى للتصدي للفكر المتطرف على المستوى الثقافي مع مدخلات ومساعدات من مجموعة من الشركاء غير الحكوميين.

وقد عقد وزير الثقافة عبد الأمير الحمداني يوم 22 أيار/مايو اجتماعًا مع ممثلي نقابات ومنظمات ثقافية وإعلامية لطرح أهداف المشروع وخطة لتنفيذها على أرض الواقع.

وقال عدنان السراج رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية الذي حضر الاجتماع التمهيدي إن المشروع سيسعى للوقوف "ضد كل الأفكار الإرهابية الهدامة في محاولة لتطهير المجتمع منها".

وأضاف السراج في حديث لديارنا أن "الوزارة تريد من خلال مبادرتها حماية الشعب وأجيال المستقبل من خطر تلك الأفكار".

نشطاء مدنيون يعقدون جلسة لمحاربة التطرف مع تلاميذ احدى المدارس في محافظة نينوى يوم 8 أيار/مايو 2017. [حقوق الصورة لشبكة منظمات المجتمع المدني في نينوى]

نشطاء مدنيون يعقدون جلسة لمحاربة التطرف مع تلاميذ احدى المدارس في محافظة نينوى يوم 8 أيار/مايو 2017. [حقوق الصورة لشبكة منظمات المجتمع المدني في نينوى]

وأشار إلى أن المشروع سيتضمن برامج طويلة الأمد وسيشمل المنظمات الحكومية وغير الحكومية ووسائل الإعلام وغيرها من الكيانات.

وأكد أن "الكل عليه واجب وطني في محاربة التطرف".

ووفقً للسراج، فإن "البرامج والخطط حاليًا في طور الإعداد، ومن المقرر عقد اجتماعات أخرى وورش عمل صغيرة لغرض التوصل لكل جوانب المشروع"، مشيرًا إلى أن ذلك سيلقى دعمًا قويًا من الحكومة.

وتابع أنه من المتوقع أن يكون التركيز الرئيسي هو إطلاق أفلام وثائقية ومهرجانات مسرحية، فضلًا عن تنظيم أنشطة ثقافية ومعارض كتب وصور.

وذكر السراج أن الهدف الرئيسي هو تسليط الضوء على انحرافات الفكر الإرهابي عن الإسلام ونتائجه الكارثية على المجتمعات.

وأضاف أن العمل يجري الآن لتنظيم حملات توعية وتثقيف بالمدارس والأماكن العامة وتوزيع منشورات ومطبوعات تناهض التطرف وتعزز وحدة النسيج المجتمعي.

معركة شاملة

بدوره، قال الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق، إبراهيم الخياط، في حديث لديارنا إن "اندحار الإرهاب عسكريًا ليس نهاية المطاف".

وأضاف أن التحدي الأكبر يتمثل في "كيفية منع فكر الإرهابيين من التغلغل مجددًا بين أفراد المجتمع وعدم السماح لهم بتجديد دمائهم وإنشاء حواضن شعبية".

وذكر أن اتحاد الكتاب سبق أن وضع خارطة طريق لمرحلة ما بعد داعش، وعقد مؤتمرات وندوات كثيرة بهذا الصدد.

وأكد أن اتحاده يعمل على إدراج أفكاره ومبادراته في المشروع الثقافي الشامل الذي تنوي وزارة الثقافة إطلاقه.

وأوضح أن "خططنا تنصب على إشاعة ثقافة السلام والمحبة ضد الكراهية والعنف والتعصب".

وتابع أن ذلك سينطوي على "تنمية مختلف الفعاليات الثقافية التي تؤكد على أن قوة المجتمع في تنوعه وعلى أننا كلنا في مركب واحد وعلينا ترسيخ تجربتنا الديمقراطية".

وشدد الخياط على أن "مجابهة الفكر المتطرف عملية شاقة".

وأكد أنه "حتى يكتب لها النجاح، علينا عدم إقصار الجهود على الجوانب التثقيفية، وإنما العمل على تحسين الأداء الحكومي على صعيد الخدمات ومكافحة الفقر والأمية والبطالة والفساد".

وبين أن جهود القضاء على التطرف تمثل "معركة ثقافية واجتماعية واقتصادية شاملة تقتضي تسخير كل طاقاتنا لتحقيق النصر فيها"، حاثًا كل الكيانات على العمل معًا من أجل هذه الغاية.

حماية الشباب واليافعين

بدوره، قال الناشط مهند الأومري، المسؤول الإعلامي لشبكة منظمات المجتمع المدني في محافظة نينوى، لديارنا إن المنظمات المدنية تعمل منذ سنوات على مكافحة الفكر المتطرف.

وأضاف "لقد تم تنظيم الكثير من الورش وحملات التوعية لأبناء الموصل وباقي مدن نينوى، ومشاريعنا على مستوى التصدي للمفاهيم والأفكار المنحرفة، خاصة بين الشبان واليافعين، متواصلة دون انقطاع".

ودعا الأومري الحكومة لتقديم الدعم لهذه الأنشطة وتوجيه جهود الإرشاد والتأهيل النفسي باتجاه الأطفال الموجودين في معسكرات النزوح.

مبينًا "علينا احتضان ورعاية هؤلاء سريعًا حتى لا تجد الأفكار الإرهابية والمتطرفة طريقها إلى عقولهم".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500