قالت مصادر أمنية إن القوات الأمنية قامت عقب الهزيمة العسكرية لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق، بتكثيف جهودها لتحديد مصادر تمويل التنظيم والقضاء عليها.
وأكد الناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان لديارنا أن قطع مصادر التمويل هذه هو "على رأس أولويات" الجهاز، لافتا إلى أن نقص التمويل سيساعد في منع خلايا داعش الإرهابية من إعادة تجميع صفوفها.
وأوضح "نعمل مع بقية أجهزة الأمن والمؤسسات الحكومية كالبنك المركزي، على إيقاف أي تمويل يوجه لفلول التنظيم تحت أي غطاء".
وتابع أن هذا التدابير مصممة "لمنع الإرهابيين من إعادة ترتيب وضعهم وتجنيد عناصر جديدة وبالتالي استئناف أنشطتهم".
وأضاف أنها "حققت إنجازات" لا تقل أهمية عن العمليات العسكرية الجارية لتعقب فلول داعش واستهداف مخابئهم.
وأكد أن التعاون الوثيق بين أجهزة الاستخبارات ومكافحة الإرهاب العراقية والدولية عززت أيضا جهود استهداف تمويل الإرهاب.
اعتقال ممولي داعش
ومنذ أواخر العام 2017 عندما هُزمت داعش في العراق، اعتقلت القوات العراقية عشرات الممولين الذين كانوا يعملون في الكواليس لنقل وتجميع الأموال وتسليمها إلى التنظيم.
وفي هذا السياق، أوضح الخبير الأمني المتخصص في التنظيمات الإرهابية فاضل أبو رغيف أن "عمليات التحويل النقدي عبر شركات الصرافة ومكاتب الوساطة المالية كانت تمثل مصدر التمويل الرئيسي لداعش".
وذكر لديارنا أنه تم في إطار حملة القضاء على تمويل الإرهاب، الكشف عن شبكات مالية كبيرة كانت متورطة في تمويل داعش.
وأشار إلى أن هذه الشبكات تشمل "شبكة الراوي المالية" التي كانت تملك شركات قابضة واستثمارات خارج البلاد "تقدر بملايين الدولارات في قطاعات مختلفة كسوق تجارة السيارات والعقارات وتربية الأسماك".
وتم اعتقال عشرة أعضاء تابعين للشبكة وعلى رأسها فواز الراوي، وذلك خلال عملية نفذتها القوات العراقية الخاصة وقوات مكافحة الإرهاب الكردية في بغداد وإربيل في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بدعم من التحالف الدولي.
كذلك، نجحت القوات الأمنية العراقية في تشرين الأول/أكتوبر بدعم من التحالف الدولي، باعتقال ممول داعش المدعو عامر سالم حمزة بعد استدراجه من الإمارات.
وقد تم أيضا اعتقال عدد من شركائه الذين كانوا يديرون شركات خدمية في إقليم كردستان وكانوا متورطين بعمليات تمويل داعش.
تفكيك الشبكات الإجرامية
وفي 21 شباط/فبراير، فككت قوات الاستخبارات العراقية شبكة مؤلفة من 15 عراقيا و20 فرنسيا كان بحوزتهم أكثر من 500 مليون دولار استخدمت لأغراض استثمارية وكغطاء لتمويل داعش.
وأضاف أبو رغيف أن القوات الاستخبارية اعتقلت أيضا ممولين كانوا مسؤولين عن ضخ المال للتنظيم أثناء سيطرته على الأراضي العراقية.
وشمل ذلك اعتقال عنصر في داعش كان مسؤولا عن جمع الاتاوات للتنظيم، وذلك خلال عملية نفذت في 21 آذار/مارس على يد وحدة استخبارية.
وإلى جانب جمع الاتاوات من سكان المناطق الخاضعة لسيطرتها، جمعت داعش الأموال عبر تهريب وبيع النفط والقطع الأثرية والإتجار بسبائك الذهب والفضة والماشية والمزروعات.
وبدوره، اعتبر عضو مجلس محافظة نينوى حسن شبيب السبعاوي في حديث لديارنا أن الجهود الأمنية والاستخبارية لاعتقال أي شخص يتبين أنه يموّل الإرهاب هي "أمر يدعو للفخر".
وقال "كانت لنا مؤخرا لقاءات مع قيادات أمنية واستخبارية واطلعنا على أنشطة قواتنا في تجفيف مصادر تمويل داعش"، لافتا إلى أن هذه الجهود أدت إلى اعتقل عدة أفراد وشبكات.
وأضاف أن هذه التدابير "القوية والمؤثرة" ساعدت في قطع الدعم المالي عن الإرهابيين وخلاياهم النائمة.