تشهد المواقع الترفيهية النائية في قضاء الرطبة غربي الأنبار، عودة للنشاط السياحي بعد زوال خطر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عنها واستتباب الأمن فيها.
فلسنوات مضت، كان يستحيل على الزوار الاقتراب من البحيرات والمواقع الطبيعية في الرطبة خوفا من داعش.
لكن اليوم وبعد تأمين هذه المواقع، أصبحت بحيرات المنطقة وجهة للعديد من العائلات، تأتيها للاستمتاع بالأجواء الربيعية.
وفي موقع يطل على بحيرة وسد أبيلة في شمالي الرطبة، جلس حسن الكبيسي، 44 عاما، مع عائلته ليستمتعوا بالمكان.
فقد أصبحت أبيلة بعد تحرير قضاء الرطبة من داعش وجهة شعبية للاستجمام أمام العراقيين.
وقال الكبيسي لديارنا إن "العائلات حرمت طويلا من التمتع بهذه المناظر الطبيعية".
وأوضح أن "المكان كان خطيرا جدا، ولم يكن أحد يجازف بالمجيء إليه لأنه من المحتمل أن يصبح صيدا سهلا للإرهابيين الذين قد يظهرون في أي لحظة".
وأضاف: "الآن، تبدلت الأمور كليا. فالقوات [العراقية] أمنت المنطقة وبات بإمكاننا التنزه فيها مع عائلاتنا وتمضية أوقات ممتعة".
الأنبار غنية بالمعالم الطبيعية
وفي حديث لديارنا، قال قائم مقام الرطبة عماد الدليمي، إن "بحيرة وسد أبيلة هو أحد المواقع السياحية العديدة التي يزخر بها قضاء الرطبة".
وذكر أن الموقع أصبح اليوم "آمنا بدرجة كبيرة، وتعمل القوات الأمنية على حمايته"، مضيفا أنه بات بإمكان العائلات التوجه إليه دون خوف على سلامتهم.
وأشار إلى أن "جنود قوات فرقة الجيش الأولى وقيادة عمليات الأنبار ينتشرون في جميع أرجاء المنطقة، ويوفرون أجواء مطمئنة للأهالي وللرحلات المدرسية".
وأكد الدليمي إن المواطنين يأتون إلى الموقع بأعداد كبيرة، وهم فرحون لتمكنهم مجددا من زيارة هذا المعلم الطبيعي.
وأردف: "لدينا في المنطقة مواقع ترفيهية أخرى بينها بحيرة وسد حوران اللذين يقعا على بعد 20 كيلومترا إلى غرب الرطبة"، كاشفا "أن بعض المخاطر الأمنية فيه تحول دون توجه المواطنين إليه".
وتحدث أيضا عن سد الفيضة وبادية الغزلان وغيرهما من الوجهات السياحية في القضاء، لافتا إلى أنه سبق للإدارة المحلية "أن رفعت للحكومة مقترحات من أجل فتح الباب أمام الاستثمارات في هذه المنطقة".
وكشف الدليمي أن المباحثات جارية حاليا بين هيئة الاستثمار في محافظة الأنبار وهيئة السياحة الوطنية لإدراج هذه المواقع كفرص استثمارية في القطاع السياحي بعد استتباب الأمن فيها.
تعاون بين القوات العراقية والأهالي
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع تحسين الخفاجي، إن "الجنود يشاركون اليوم أهالي الرطبة فرحتهم، وهناك ارتياح عام للجهود المبذولة في تأمين أماكن الاستجمام هذه".
وأكد أن "قواتنا تتعقب فلول الإرهاب في كل مكان ونجحت في القضاء على خطرهم"، مشددا أن عمليات استهداف فلول داعش في قضاء الرطبة "تمضي بقوة".
وأشار إلى أن الأهالي والقوات الأمنية يعملون معا لإحباط المخططات الإرهابية، مضيفا أن محافظة الأنبار تزخر بالمعالم الطبيعية والسياحية.
وتابع: "لا نضطلع فقط بمسؤولية تمكين العائلات من زيارة هذه المواقع بأمان، بل نسعى أيضا إلى توجيه رسالة مفادها أن هذه المناطق باتت اليوم وجهة [آمنة للاستثمارات]".
أما عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار، شلال ناجي، فأوضح لديارنا أن عودة بحيرات الرطبة إلى مكانتها كموقع شعبي للاستجمام يؤشر إلى حالة الاستقرار التي تسود اليوم محافظة الأنبار.
وقال إن "هذا التطور يبعث على البهجة والتفاؤل"، لا سيما بعد أن كان عناصر داعش ينتشرون بكثافة في المناطق النائية.
ولفت إلى أنه بعد هزيمة فلول داعش، باتت القوات الأمنية تمسك بالوضع الأمني بيد من حديد.
وتابع أن محافظة الأنبار "عادت لتكون من جديد مقصدا سياحيا للعائلات العراقية من سائر محافظات البلاد"، مشددا على ضرورة إنعاش هذا القطاع باعتباره مصدرا للإيرادات ومحركا لعجلة التنمية.
وختم بالقول إن المحافظة "تشق طريقها بسرعة باتجاه التخلص من ذيول الإرهاب، وتمضي قدما نحو إعادة الإعمار والاستقرار".