في منتصف شهر شباط/فبراير، نشرت مجموعة قراصنة أطلقت على نفسها اسم "غوست سكواد هاكرز" مجموعة من المستندات التي كشفت عن هوية وأنشطة العديد من عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وذكرت تقارير إعلامية أن "عملية فك تشفير داعش" شملت معلومات شخصية وسجلات نشاط إلكتروني تكشف عن هوية عناصر مستهدفين من داعش في 14 بلدا، بما في ذلك سوريا واليمن.
وتشمل المعلومات التي تم الحصول عليها والتي نشرها قراصنة "غوست سكواد هاكرز" أسماء أصحاب حسابات مواقع التواصل الاجتماعي وأرقام هاتفهم وصورهم والمواقع الجغرافية الخاصة بهم ومعلومات شخصية كأرقام الحسابات المصرفية.
وتجدر الإشارة إلى أن عملية الاختراق تلك تأتي في وقت يتهم فيه أنصار داعش بعضهم علانية عبر الإنترنت بالإهمال في القيام بأنشطتهم عبر وسائل الإعلام الاجتماعية، أو حتى بممارسة "الخيانة" ضد الجماعة.
وربما يكون كشف معلومات مقاتلي داعش في عملية الاختراق الأخيرة قد جاء نتيجة ممارسات أمنية شخصية سيئة أو تخريب متعمد من قبل فصائل متنافسة.
وفي هذا السياق، قال مدير مركز ابن الوليد للدراسات والأبحاث الميدانية مازن زكي، لديارنا إن التدقيق الإضافي في المعلومات التي تم جمعها، سيسلط الضوء على عمليات التجنيد التي ينفذها التنظيم عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أن حسابات مواقع التواصل الاجتماعي التي تم اختراقها تعتبر "خط الهجوم الأول للتنظيم"، الذي من خلاله استطاع تجنيد آلاف الشبان حول العالم.
وأضاف أن "الكشف عن هذه الشبكة سيحرم التنظيم من أهم أدوات التجنيد لديه، وسيلغي خطرا فعليا يتعرض له المدنيون حول العالم".
الكشف عن هوية عناصر داعش
وأضاف زكي أنه بحسب المعلومات التي نشرتها مجموعة "غوست سكواد هاكرز"، فإن العملية استمرت لوقت طويل قبل الإعلان عنها.
وأوضح أن العملية كشفت عن رسائل وقوائم اتصال داعش، بالإضافة إلى معلومات عن مجموعات متطرفة عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشرح أن عملية الاختراق تمت بواسطة هواتف نقالة وباستخدام طريقة "النسخ المتطابق" التي يتحكم من خلالها القراصنة بشكل كامل بهواتف عناصر داعش وكأنها لهم.
وقال "لذا كان بإمكان القراصنة التقاط صور وفيديوهات حية لعناصر داعش لدى إمساكهم هواتفهم".
وأكد زكي أن أهمية "عملية فك تشفير داعش"، تكمن في كشفها عن هوية مديري منصات التنظيم الإلكترونية في أكثر من بلد.
وتابع أن ذلك سيكشف خطط تعبئة التنظيم، مضيفا أن الكشف عن أسماء عناصر داعش سيسمح للسلطات بمراقبتهم عن كثب.
ولفت زكي إلى أن "هذه المعلومات تحتاج لفترة طويلة من المراقبة والبحث والدراسة لكشف أنماط التفكير لهذا التنظيم المتشدد في ما يتعلق بأساليب التجنيد، وذلك لقطع الطريق عليه وعلى العديد من التنظيمات الإرهابية للقيام بعمليات تجنيد حول العالم".