قال التحالف الدولي إن قوات سوريا الديموقراطية فاوضت يوم الخميس، 21 شباط/فبراير، على إجلاء المدنيين من آخر معقل لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في محافظة دير الزور.
وشهد يوم الأربعاء نقل مئات الأشخاص من آخر بقعة من الأراضي التي تسيطر عليها داعش، بينهم نساء وأطفال، لكن قوات سوريا الديموقراطية أكدت أن عددا كبيرا من المدنيين ما يزالون في الداخل، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وسبق لقوات سوريا الديموقراطية أن رصدت أن معظم المدنيين الذين ما يزالون في هذا الجيب هم من زوجات مقاتلي داعش وأطفالهم.
في هذه الأثناء، حاصر التحالف العربي الكردي مقاتلي داعش في أقل من نصف كيلومتر مربع في باغوز الفوقاني في ريف دير الزور الشرقي، وذلك بدعم من المقاتلات الجوية للتحالف الدولي.
وفي حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، أوضح المتحدث باسم قوات التحالف، شون ريان، أن "قوات التحالف التي تضم الولايات المتحدة، تواصل دعم قوات سوريا الديموقراطية وهي تتفاوض على إطلاق سراح المدنيين الابرياء"، مضيفا أن داعش يواجه "هزيمة حتمية".
من جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الأربعاء عن إجراء مفاوضات "لاستسلام آخر من تبقى من مقاتلي داعش".
وتحدث عن "تقارير وردت حول عقد صفقة"، إلا أن تفاصيلها لم تتضح بعد.
شاحنات تقل المدنيين
في حديث لديارنا، قال الناشط من دير الزور عمار صالح إن 25 شاحنة من الشاحنات الكبيرة المخصصة لنقل البضائع خرجت يوم الثلاثاء من بلدة باغوز الفوقاني.
وأضاف أن الشاحنات نقلت عددا كبيرا من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، إلى المنطقة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية.
وتابع صالح أن العديد من الشاحنات ما تزال موجودة في المنطقة المحاصرة لنقل من تبقى من المدنيين أو من عناصر داعش الذين يريدون الاستسلام.
وأكد أن عائلات عناصر التنظيم بين المدنيين الذين خرجوا، إذ يبدو أن عناصر التنظيم يصرون على إخراجهم قبل من تبقى من مدنيين الذين يستخدمهم كدروع بشرية.
وأشار إلى أن ما توفر من معلومات يفيد أن عناصر داعش مختفون تماما في أنفاق تحت الأرض.
وأردف أنه لا يمكن مشاهدة سوى المدنيين في المنطقة المحاصرة، لا سيما النساء.
'ضحايا النزاع'
وكانت منظمة سيف ذي شيلدرين قد أفادت يوم الخميس أن أكثر من 2500 طفل أجنبي من 30 دولة فروا من الجزء الأخير من المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم داعش، يعيشون في ظروف بائسة في مخيمات في شمال شرقي سوريا.
وقالت المنظمة الخيرية "إنهم بحاجة إلى مساعدة متخصصة للتعافي من تجاربهم والعودة إلى الحياة الطبيعية مع أسرهم". وأضافت: "إن هذا الأمر مستحيل في مخيمات للنازحين تقع في منطقة حرب مضطربة".
وأكدت أن الأطفال ينتمون إلى عائلات "لها روابط متصورة أو فعلية" مع داعش وقد فصلوا عن الأشخاص الآخرين الذين تم إجلاؤهم، لافتتا إلى أن بينهم 38 قاصرا غير مصحوبين بذويهم.
وقالت مديرة الاستجابة في منظمة سيف ذي شيلدرين بسوريا، سونيا خوش، إن "الأطفال هم ضحايا النزاع ويجب التعامل معهم على هذا الاساس".