شهدت محافظة ديالى مؤخرا موجة من الهجمات التي نفذها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مما ولّد مخاوف في المجتمع المحلي ودفع المسؤولون في العشائر إلى التعهد بالوقوف إلى جانب القوات الأمنية للقضاء على فلول التنظيم.
وعقدت قيادة شرطة ديالى يوم الأحد، 27 كانون الثاني/يناير، مؤتمرا طارئا مع القيادات العسكرية والمحلية ووكالات الاستخبارات من أجل البحث في الواقع الأمني بالمحافظة ووضع خطط مستقبلية لتعزيز الأمن.
وقلل المسؤولون المجتمعون في بيان، من أهمية الهجمات الأخيرة، معتبرين أنها مجرد "حوادث قد تحصل في جميع المحافظات".
وأوضحوا أن هذه الحوادث "لا تعني أن بعض المناطق ساقطة بيد عصابات داعش الإرهابية"، وحثوا وسائل الإعلام على اعتماد الدقة في نقل المعلومات.
وأكد المسؤولون أن تكاتف الأجهزة الأمنية وتعاونها الوطيد مع الحكومة المحلية والأهالي، "كان له دور كبير في خلق أجواء آمنة بالمحافظة".
يُذكر أن الهجمات الإرهابية تركزت في بعض قرى حوض الوقف وأبي صيدا وخانقين، ومن بينها مخيسة وأبو خنازير وأبو كرمة وجلبي وشيخي.
العشائر تتحد ضد داعش
وأعلنت عشائر ديالى يوم الخميس، 24 كانون الثاني/يناير، "استنفارا عاما" لمواجهة داعش، بعد أن تسلل فلول التنظيم إلى القرى في الأجزاء الشمالية الشرقية من المحافظة.
وقالت إنها وضعت قواتها على أهبة الاستعداد للمساعدة في القضاء على الخلايا المتبقية للتنظيم، بحسب ما نقله مسؤولون محليون.
وفي هذا الإطار، قال الشيخ هيثم الحوم، شيخ مشايخ قبيلة الندا في ديالى، إن المسلحين شنوا في الأيام الماضية سلسلة هجمات إرهابية راح ضحيتها عناصر أمن.
وأوضح لديارنا أن الحادث الأخير وقع يوم الأحد، عندما هاجم مسلحون نقطة تفتيش في خانقين، مما أدى إلى إصابة أربعة عناصر أمنية.
وهرب منفذو الهجوم إلى وجهة مجهولة.
وتابع "قبل ثلاثة أيام، لقي جندي حتفه على يد قناص من داعش في منطقة مياح شمالي-شرقي ديالى".
وأكد أن القوات الأمنية "تبلي بلاء حسنا في حماية أمن المحافظة وتعمل على ضمان سلامة المواطنين من خلال ما تقوم به من ملاحقات واستهداف لبقايا داعش".
وأشار إلى أن داعش تسعى لاستغلال الطبيعة الجغرافية والزراعية لمحافظة ديالى من أجل تجميع صفوفها وتعزيز هجماتها.
ولكن لفت إلى أن القوات الأمنية لا تترك للتنظيم أي مجال لتحقيق هذا الهدف، مضيفا أنها تؤدي واجباتها "بدعم من الأهالي وبتنسيق مع أبناء العشائر".
وقال الحوم إن رجال العشائر والوجهاء المحليين "يجددون مساندتهم ووقوفهم مع إخوانهم في الشرطة والجيش وهم على استعداد لسحق بقايا الإرهابيين والقضاء على أنشطتهم الإجرامية".