قال ناشط سوري محلي إن موجة من الاستياء تسود في مناطق الشمال السوري بعد أن بدأت هيئة تحرير الشام في تنفيذ حملة اعتقالات ونفي واسعة في المنطقة التي سيطرت عليها مؤخرًا غرب محافظة حلب.
حيث أكد الناشط "مصعب عساف" في تصريح لديارنا أن أغلب المطلوبين للمثول أمام الهيئة والمعرضين للنفي هم من أوائل من بدأ حركة المعارضة ضد النظام السوري.
هذا وقد بدأت هيئة تحرير الشام في تنفيذ حملة اعتقالات واسعة تستهدف الشباب في منطقة غرب حلب، وهي المنطقة التي سيطرت عليها مؤخرًا بعد معارك مع الجبهة الوطنية للتحرير.
وأضاف أن "الحواجز الأمنية تقوم بالتدقيق بالأوراق الثبوتية في مناطق ريف حلب وحماة وإدلب، وتقوم بالاعتقالات الفورية للشبان الواردة أسمائهم في لوائح المطلوبين".
كما تقوم دوريات الأمن بتوزيع أوراق التبليغ للمطلوبين للتحقيق تأمرهم بالمثول أمام الهيئة للتحقيق.
وأوضح "عساف" أن أي فرد يستلم التبليغ ولا يقوم بتنفيذه سيكون معرضًا للاعتقال في أي وقت من قبل التحالف المتطرف.
وأضاف أن الهيئة ركزت بتوزيع التبليغات على مدينة الاتارب كونها تضم مئات الشبان المعارضين للهيئة.
وكثيرون منهم من الشبان المعروفين بأنهم من أوائل المشاركين بالتظاهرات المعارضة للنظام ممن خدموا ضمن فصائل الجيش الحر أو ناشطين إعلاميين أو إغاثيين ويتمتعون بثقة كبيرة لدى أهالي المنطقة.
النفي أو الإغراء
ووفق "عساف"، فإن بعضًا ممن نفذوا البلاغات قالوا إن التحقيق تعلق بفترة عملهم بالتنظيمات التي كانوا ينتمون إليها.
حيث سعت الهيئة للحصول على معلومات حول الهيكل القيادي لتلك المنظمات، وحاولت معرفة ما إذا كانوا لا يزالون يتلقون الأوامر منها أم لا.
وتابع "عساف" أن الذين تم استدعاؤهم للمثول أمام الهيئة جرى إجبارهم أيضًا على التوقيع على تعهدات بعدم ممارسة أي عمل سياسي أو عسكري.
وأضاف "نفس الأمر حدث للناشطين الإعلاميين والصحافيين حيث تم منعهم بشكل نهائي من ممارسة أي نشاط أو عمل إعلامي بدون الحصول على الموافقة المسبقة من الهيئة".
ونوه إلى أن الهيئة تحاول أيضًا إغراء هؤلاء الشبان للعمل معها من خلال رواتب شهرية ومميزات أخرى، وفي حال الموافقة، سيخضعون لدورات في الشريعة على يد المختصين بالهيئة.
وأشار إلى وجود مخاوف كبيرة في بلدة الاتارب من أن يكون الغرض من بعض التبليغات هو نفي من يتلقونها من المنطقة، كما حدث مع شبان من بلدة دار عزة.
وختم "عساف" قائلًا إن "أهالي دار عزة الذين استدعتهم الهيئة أجبروا على مغادرة المنطقة التي تسيطر عليها الهيئة، ما سبب موجة من الغضب لدى المدنيين الذين يعتبرون هذا الأمر غير مقبول على الإطلاق".