تشن القوات العراقية منذ أيام سلسلة عمليات أمنية مكثفة لاستهداف بقايا تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بمحافظة نينوى، بحسب ما صرح مسؤول عسكري بارز يوم الجمعة، 28 كانون الأول/ديسمبر.
حيث قال قائد عمليات نينوى اللواء نجم الدين كريم الجبوري إن قوات قيادة عمليات نينوى نفذت خلال الأيام الماضية عددًا من العمليات الناجحة.
وأضاف في تصريح لديارنا أن تلك العمليات ركزت على المناطق الصحراوية التي تفصل محافظة نينوى عن محافظتي الأنبار وصلاح الدين.
وتابع أن "قوة خاصة محمولة جوًا من قوات سوات والفرق التكتيكية نفذت يوم 23 كانون الأول/ديسمبر عملية إنزال على هدف إرهابي في قضاء الحضر وتمكنت خلاله من قتل أربعة إرهابيين من قادة تنظيم داعش".
وأكد أن "العملية كانت دقيقة واتسمت بالمهارة العالية لجنودنا الذين باغتوا العدو ولقنوه درسًا قاسيًا".
وذكر أنه "بعد هذه المهمة، أجرت فرقة الجيش العشرين عملية تفتيش في مرتفعات غرب نينوى، كذلك قمنا بعملية استباقية مشابهة في الجزر الموجودة في نهر دجلة جنوب الموصل".
وأشار "الجبوري" إلى انطلاق حملة واسعة يوم الأربعاء لتعقب عناصر داعش المتخفين في صحراء الحضر.
وأسفرت الحملة، التي لا تزال متواصلة حتى يوم الجمعة، عن تدمير مضافة وتجهيزات معيشية ومؤن ومخزون وقود للمسلحين، وفق "الجبوري".
تعقب فلول داعش
ونوّه الجبوري إلى أن القوات العراقية تفتش باستمرار مناطق داخل الموصل لتتبع خلايا داعش.
مبينًا أنه "جرى يوم الخميس اعتقال خلية إرهابية من ثلاثة عناصر في قرية العبور بأطراف الموصل الغربية".
وأردف "وهناك إرهابي خطير تم اعتقاله يوم الأربعاء بالموصل متخصص بنقل العبوات اللاصقة".
ولفت الجبوري إلى أن "العمليات تنفذ بتنسيق مع قوات التحالف الدولي والتي تساعد أيضًا مقاتلينا على إكسابهم الخبرة والتدريب للقيام بأصعب الواجبات الأمنية".
وكشف عن اتخاذ إجراءات لزيادة تحصين المدن في نينوى عقب الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي وسط مدينة تلعفر بسيارة ملغمةوأوقع قتيلين و11 جريحًا، وتبناه تنظيم داعش.
وذكر "أصدرنا توجيهات بإغلاق المدينة من كل الجهات والإبقاء على ثلاثة منافذ رئيسية للدخول والخروج".
وأشار لقيامهم بنشر كاميرات وكلاب بوليسية في نقاط التفتيش للتدقيق على العجلات الداخلة للمدينة، فضلًا عن تكثيف المراقبة والجهد الاستخباري.
وأضاف "الإجراءات ذاتها قمنا بها في مدينة القيارة، وجهودنا مستمرة لزيادة التحصينات حول كافة المدن".
ووصف الجبوري الخرق الأخير في مدينة تلعفر بأنه "حادث أمني قد يحدث بأي مكان، ولا يعني أن تنظيم داعش بات يمتلك الإمكانية للسيطرة على قرية أو مدينة ما".
وشدد "لقد قتلنا هذا العام العشرات من الإرهابيين واعتقلنا المئات، ولا زلنا نواصل إنهاك مواردهم البشرية وقدراتهم الهجومية بتلك العمليات المركزة".
حماية أرواح المدنيين
بدوره، أكد رئيس اللجنة الأمنية بمجلس محافظة نينوى "محمود الجبوري" في تصريح لديارنا أن "العمليات الأمنية الجارية في نينوى تقوض خطر ما تبقى من إرهابيين".
وقال إن "الإرهابيين يشنون هجمات جبانة قد تطال أحيانا مدنيين بقرى نائية للتغطية على هزائمهم ومعنوياتهم المنهارة".
ولفت إلى أن قوات الأمن تقوم بكل ما يجب فعله لتأمين سلامة المواطنين.
وأضاف أن "العمليات التي نفذتها [قوات الأمن] مؤخرًا، وخاصة الإنزال الجوي بالحضر، تأتي في سياق تشديد الخناق على بقايا الإرهاب بواجبات نوعية تعكس تطور قابليات وجاهزية قواتنا".
ولفت إلى طائرات التحالف توجه أيضًا ضربات لمخابئ داعش.
حيث قصفت طائرات التحالف الأسبوع الماضي مناطق حوائج دجلة، وهي جزر كثيفة الأشجار تتوسط نهر دجلة في جنوب الموصل.
وتابع أن القصف دمر عدة أنفاق أسمنتية ومموهة كان الإرهابيون يستخدمونها، بينها ثلاثة أنفاق في جزر زور كنعوص التي تمتد حتى محافظة صلاح الدين، كما أسفر عن قتل عددًا من عناصر داعش.