أخبار العراق
إرهاب

تدابير أمنية مكثفة في الموصل عقب انفجار في أحد المطاعم

خالد الطائي

القوات الأمنية العراقية تتفقد في 9 تشرين الثاني/نوفمبر مكان انفجار سيارة مفخخة أسفر في الليلة الماضية عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أكثر من عشرة آخرين بالقرب من مطعم في الموصل، وهو أول هجوم من نوعه ينفذ بعد طرد داعش من المدينة العام الماضي. [زيد العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

القوات الأمنية العراقية تتفقد في 9 تشرين الثاني/نوفمبر مكان انفجار سيارة مفخخة أسفر في الليلة الماضية عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أكثر من عشرة آخرين بالقرب من مطعم في الموصل، وهو أول هجوم من نوعه ينفذ بعد طرد داعش من المدينة العام الماضي. [زيد العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

قال مسؤولون محليون لديارنا إن القوات العراقية كثفت التدابير الأمنية في الأيام التي لحقت تفجير أحد مطاعم الموصل في 8 تشرين الثاني/نوفمبر، من أجل منع تكرر مثل هذه الهجمات.

وأشاروا إلى أن هذه التدابير الأمنية الجديدة ترافقت مع نشاط "غير مسبوق" للمدنيين في الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة.

وقالت مصادر طبية وأمنية لوكالة الصحافة الفرنسية إن انفجار السيارة المفخخة الذي وقع أمام مطعم أبو ليلى في المدينة، أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 12 آخرين.

وكان هذا أول هجوم ينفذ منذ تحرير الموصل من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وقد تسبب بصدمة بين الأهالي.

قوة عسكرية تحاصر مخبأ لتنظيم ʼالدولة الإسلاميةʻ خلال عملية تفتيش جنوبي الموصل. [حقوق الصورة لقيادة عمليات نينوى]

قوة عسكرية تحاصر مخبأ لتنظيم ʼالدولة الإسلاميةʻ خلال عملية تفتيش جنوبي الموصل. [حقوق الصورة لقيادة عمليات نينوى]

وقال مصعب، 25 عاما وهو موظف في المطعم، لوكالة الصحافة الفرنسية "حررت منطقتنا، فاعتقدنا أن الأمن استتب".

وتضررت سيارته التي كانت مركونة بالقرب من المطعم جراء الانفجار.

وأضاف "عملت طوال أربع سنوات لادخار المال وشرائها، ولكن كل شيء اختفى بلمح البصر".

ʼهجمات استباقية شرسةʻ

وقال زهير الأعرجي قائم مقام مدينة الموصل إن ما حصل كان "خرقا أمنيا يحصل في أي مكان من العالم، ولا يشير إلى تراجع أمني".

وأضاف في حديث لديارنا "الهجوم منحنا عزما أكبر على دحر فلول داعش وعناصرها السريين بمدينتنا".

وأكد الأعرجي، "أعادت قواتنا عقب هذه الجريمة نشر قطعاتها وعززت وجودها بمناطق أطراف [المدينة] ولا سيما الغربية منها".

وتابع أن الخطط الأمنية خضعت لمراجعة شاملة تم بموجبها وضع تدابير حماية أكثر حزما.

وأشار إلى أن هذه التدابير شملت "تشديد المراقبة في محيط المدينة ومنافذها الرئيسية ومتابعة نقاط التفتيش"، هذا بالإضافة إلى "مضاعفة عمليات التحري عن خلايا الإرهابيين السرية واستهدافها".

وأوضح الأعرجي أنه "منذ وقوع الهجوم ولغاية 15 تشرين الثاني/نوفمبر، شنت قواتنا ثلاث هجمات استباقية عنيفة في أطراف الموصل".

وتابع أن ذلك أسفر عن "مقتل 20 عنصرا بداعش كانوا مختبئين في مناطق بادوش وأسكي والموصل والحميدات".

وخلال الفترة نفسها، اعتقلت شرطة نينوى 14 مطلوبا في أحياء الموصل الجديدة وهرمات والقدس والانتصار والكرامة، ومن بيهم عناصر من داعش وأفراد من ديوان "الحسبة" التابع للتنظيم.

يقظة شديدة

وقال الأعرجي إنه بعد تفجير 8 تشرين الثاني/نوفمبر، عبّر الأهالي عن حرصهم على حماية المدينة، لافتا إلى أن بلاغاتهم زادت "بوتيرة غير مسبوقة".

وذكر أن "المواطنين سارعوا لتزويد رجال الأمن بمعلومات عن أي تحرك أو عجلة أو جسم غريب يشكون فيه. هناك يقظة وحذر شديدين وتشارك وثيق بتحمل المسؤولية".

وأكد أن "هذا الحادث الإرهابي لم يزدنا إلا صلابة"، مشيرا إلى أن الأهالي عادوا إلى حياتهم الطبيعية في المدينة.

وبدوره، قال عضو مجلس محافظة نينوى عايد اللويزي إن المجلس عقد لقاءات مع قادة الأمن إثر وقوع الهجوم للبحث في سبل تعزيز الاستقرار.

وأوضح لديارنا "وضعنا أمورا في غاية الأهمية لدعم الملف الأمني"، من بينها زيادة أجهزة كشف المتفجرات (السونار) في مداخل مدينة الموصل الثمانية.

وأضاف أنه أُلزم أصحاب المحلات في المدينة بنصب كاميرات مراقبة في متاجرهم، وقد تضاعف عدد أجهزة المراقبة في الساحات العامة.

ونوّه اللويزي بأن "من جملة التدابير المتخذة، تعزيز دور مخاتير الأحياء".

وأضاف أنه في هذه الأثناء، يطالب المجلس بإعادة أفراد الشرطة المفصولينوتجنيد منتسبين جدد لتغطية النقص.

وتابع "رفعنا توصية للحكومة بهذا الشأن، ذلك أن عدد منتسبي الشرطة حاليا 12 ألفا بينما حاجتنا هي 40 ألف شرطي لنشرهم داخل المدن وعلى الحدود".

الحفاظ على المكاسب الأمنية

ومن جانبه، أشار عضو اللجنة الأمنية بمجلس محافظة نينوى بنيان الجربا لديارنا، إلى أن النصر الذي تحقق على داعش كان "علامة تاريخية مضيئة، لكن مرحلة ما بعد النصر تستوجب بالمقابل من الجميع عملا جبارا للمحافظة على ذلك المكسب التاريخي".

وأكد الجربا أن "الخرق الأمني الأخير قوبل بإجراءات أمنية سريعة"، مضيفا أن الأهالي كانت لهم "مواقف إيجابية".

وذكر "غير أن علينا أن نعي بأن المرحلة الراهنة لا تقتضي فقط تدابير على الصعيد الأمني وإنما أيضا اقتصادية واجتماعية".

وشدد قائلا إن الأمن يتطلب جهودا استثنائية لمحاربة البطالة والفقر وتحقيق التنمية والإعمار وترسيخ السلم المجتمعي.

أما عصام محمود وهو مواطن موصلي أصله من حي الزهور، فقال إن تفجير 8 تشرين الثاني/نوفمبر يعتبر "دليلا على جبن الإرهابيين".

وقال لديارنا إن فلول داعش "يظنون أنهم سينالون منا لكننا لهم بالمرصاد. قدمنا تضحيات لنحصل على الحرية ولن نتخلى عنها أبدا".

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

يجب على اهل الموصل اخذ الحيطه والحذر

الرد