قال ناشط محلي إن معارك شرسة تدور بين تحرير الشام وجماعة مناهضة لها مؤلفة من مقاتلين أجانب متطرفين في مدينة حارم في ريف محافظة إدلب.
وأسفرت المعارك بين الطرفين عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، كما أجبرت مدنيين على الفرار من المنطقة خوفا على سلامتهم في حال اشتداد الاشتباكات.
وقال الناشط مصعب عساف وهو من إدلب، لديارنا إن الاشتباكات المتواصلة بين تحرير الشام والجماعة الصغيرة المؤلفة من متطرفين أجانب، أدت إلى اشتداد التوتر في حارم والمناطق المحيطة بها.
وأضاف أن معظم المقاتلين الأجانب هم من الجنسية الفرنسية وبعضهم من أصول أفريقية، ويعرفون بأنهم من المجموعات الأكثر تشددا في الشمال السوري. هم يعتنقون فكر القاعدة ولا يتجاوز عددهم الـ 60 عنصرا.
وأوضح أنهم يطلقون على أنفسهم تسمية "الغرباء" ويتزعمهم متطرف فرنسي من أصل سنغالي يدعى عمر أومسن، يعرف أيضا باسم عمر ديابي.
يُذكر أن هذا الفصيل بايع مؤخرا تنظيم حراس الدين، إلا أن عناصره يتحركون بحرية وهم مستقلون عن الجماعات الأخرى.
وتأسس تنظيم حراس الدين في وقت سابق من العام الجاري على يد متطرفين تابعين لتحرير الشام، رفضوا قرار الهيئة بالانفصال عن القاعدة، إذ سعوا للبقاء على بيعة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
ظهور انقسامات داخلية
ولكن رفضت جماعة "الغرباء" الانصياع لأوامر أمراء حراس الدين الذين طلبوا منها التنسيق عسكريا مع تحرير الشام في إطار اتفاقية جديدة وهدنة بين الجماعتين المتطرفتين.
وبموجب هذه الاتفاقية، انضم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مؤقتا إلى تنظيم حراس الدين الذي يعمل بدوره مع تحرير الشام على صد أي هجوم ينفذه النظام السوري.
وقال عساف إن ذلك يدخل في إطار مخطط أوسع تسعى من خلاله تحرير الشام توحيد كل الجماعات المتطرفة في المنطقة تحت مظلتها.
وساد التوتر الراهن بعد أيام قليلة من قيام دورية لتحرير الشام باعتقال سبعة عناصر من جماعة أجنبية، مما دفع رفاقهم إلى نشر حواجز أمنية في مناطق مختلفة.
وأوضح عساف أن تحرير الشام ردت بمحاصرة المقر الرئيسي للجماعة في حارم، حيث سقط العديد من القتلى والجرحى في الاشتباكات التي تلت ذلك.
وتابع أن المعلومات الأخيرة أشارت إلى سقوط 13 قتيلا من عناصر هيئة تحرير الشام في الاشتباكات، وسقوط خمسة آخرين من جماعة المقاتلين الأجانب.
ولفت إلى أن تنظيم حراس الدين لم يحرك عناصره لدعم الجماعة بعد محاصرتها وانحصر تدخله بمحاولة أمرائه حل الخلاف بشكل ودي ووقف المعارك الدائرة.
وذكر عساف أنه في هذه الأثناء، هرب أهالي بلدة حارم خوفا من تفاقم الأوضاع وامتداد المعارك إلى شوارع البلدة، مشيرا إلى أن الطرفين يتبادلان القصف بالمدافع الصاروخية.