قال الناشط المحلي مصعب عساف المقيم وهو من إدلب، إن الصيادين السوريين في ريف محافظة حماة يشتكون من الأتاوات الجديدة العالية التي تفرضها عليهم التنظيمات الشبيهة بالقاعدة والتي تسيطر على مناطق الصيد الأساسية.
وأضاف أنه في ظل فرض المقاتلين الأجانب التابعين للحزب الإسلامي التركستاني في سوريا أتاوات جديدة على الصيد، سيطرت تحرير الشام على تجارة عدد من السلع الأساسية، بما في ذلك الطحين والوقود.
وتابع في حديث لديارنا أن إجراء تحرير الشام هذا أدى إلى رفع أسعار الطحين والوقود، وشكّل عبءا إضافيا على المواطنين الذين يعانون أصلا من الوضع المالي المتردي.
وذكر عساف أن الأتاوات الجديدة في قطاع الصيد فُرضت على الصيادين العاملين في منطقة سد القرقور في ريف حماة الغربي الذي يسيطر عليها الحزب الإسلامي التركستاني بالتنسيق مع تحرير الشام.
وأضاف أن "الصيد في المنطقة يعتمد على فتح بوابات سد القرقور حيث يشترط عناصر الحزب الإسلامي التركستاني فتحها لفترة محددة للصيد مقابل مبلغ مالي بالليرة السورية يعادل 150 دولار أميركي".
وتابع "من يرفض الدفع لعدم قدرته المالية يفرض عليه الاستغناء عن نصف السمك الذي قام بصيده".
وأوضح أن الحزب يمنع أيضا الصيد في المنطقة في أيام محددة، حيث يحتكر عملية الصيد لصالحه بالكامل.
وقال عساف إن هذه الإتاوات رفعت أسعار السمك في أطراف محافظة حماة وإدلب إلى مستويات عالية، لافتا إلى أن الأسعار كانت في السابق بمتناول الجميع إذ كان يعتبر السمك "غذاء الفقراء".
زرع الخوف في صفوف المدنيين
يُذكر أن الحزب الإسلامي التركستاني في سوريا الذي له علاقة بالقاعدة والمتحالف مع تحرير الشام، مؤلف إلى حد كبير من اليوغور، وهي أقلية عرقية مسلمة متواجدة في محافظة سنجان الصينية.
وقد قامت الجماعتان يوم الجمعة، 9 تشرين الثاني/نوفمبر، بعرض عسكري واسع في ريف محافظة إدلب.
وتم عرض عشرات الآليات العسكرية والدبابات والأسلحة الثقيلة من جسر الشغور وباتجاه الخط الفاصل مع المنطقة الخاضعة لقوات النظام السوري، مع أن المنطقة تقع ضمن المنطقة العازلة التي تم إنشاؤها مؤخرا.
وقال عساف إن الاستعراض العسكري زرع الخوف مجددا بين المدنيين الذين اعتبروه تأكيدا من تحرير الشام على علاقتها الوطيدة بالحزب الإسلامي التركستاني واعترافا بسيطرة الحزب على المنطقة.
وأضاف أن هيئة تحرير الشام تقوم في هذه الأثناء بفرض أتاوات مماثلة، كالسيطرة على المؤسسة العامة للحبوب وفرض إجراء كل العمليات التجارية عبر الهيئة، ولا سيما في ما يتعلق بالسلع الأساسية كالطحين.
وأشار إلى أن ذلك سمح للهيئة المتطرفة بالتحكم بالأسعار ورفعها، لافتا إلى أن الأمر نفسه حصل بالنسبة للمازوت الذي يستخدم للتدفئة، وقد استغلت الهيئة الطلب المرتفع عليه في موسم الشتاء.
وتابع أن تحرير الشام حصرت أيضا بيع الوقود عبر مؤسستها المخصصة لبيع المحروقات والمعروفة باسم "وتد"، وذلك بعد شراء كميات كبيرة من المازوت خلال الأشهر الأخيرة من بائعين في السوق بأسعار منخفضة جدا.
وأضاف أن ارتفاع أسعار السلع الأساسية أدى إلى ارتفاع كل الأسعار، مما زاد من معاناة المواطنين الذين يواجهون نقصا في فرص العمل وتوقف تدفق المساعدات الإنسانية.