قال ناشط محلي إن الحرس الثوري الإيراني يستغل تردد النازحين السوريين في العودة إلى مدينة البوكمال الحدودية ليقوم بتسكين الأفراد التابعين له في المنطقة.
ويخلق هذا التحرك في واقع الأمر تغييرًا ديموغرافيًا في المدينة التي تقع عبر الحدود مباشرة من مدينة القائم العراقية، وذلك من خلال تسكين العشرات من عائلات مقاتلي التنظيمات اللبنانية والعراقية التابعة له في المنطقة.
حيث قال الناشط "جميل العبد" إن افتتاح عدة أفرع لمؤسسة جهاد البناء في المنطقة يمثل علامة واضحة على التحول الديموغرافي.
كما يقول نشطاء إن مؤسسة جهاد البناء، وهي مؤسسة يديرها حزب الله اللبناني بتمويل مباشر من إيران، تقوم بعمل "اختراقات ناعمة" للمجتمع السوري".
وقال "العبد" في حديث لديارنا إن "الحرس الثوري الإيراني قد استغل تردد النازحين السوريين في العودة إلى بيوتهم بمدينة البوكمال ليقوم بتوطين أكثر من 70 عائلة تابعة لإيران في المنطقة".
وأكد أن الحرس الثوري مهد الطريق أمام هذا التوطين بفتح بعض المراكز الخدمية، منها مراكز مؤسسة جهاد البناء والنوادي الحسينية ومراكز الإرشاد الديني.
وأضاف أن المراكز العسكرية أصبحت منتشرة كذلك في المناطق السكنية.
ويشير "العبد" إلى أن هذا الانتشار يترافق مع انسحاب الميليشيات الطائفية التابعة للحرس الثوري الشهر الماضي بعدما كانت متمركزة في المنطقة،وعلى رأسها ميليشيا فاطميون، وهي ميليشيا أفغانية تقاتل في سوريا تحت قيادة ضباط إيرانيين.
وأوضح أنه عقب هذه الخطوة، تم إغلاق بعض المراكز العسكرية والاستعاضة عنها بالمنازل التي تم توطين الأسر بها.
انتقال الأسر الأجنبية
ولفت "العبد" إلى أن أغلب العائلات التي تم توطينها في مدينة البوكمال هي لمقاتلين عراقيين ولبنانيين من ميليشيا حزب الله اللبناني وميليشيا النجباء العراقية، إضافة إلى عائلات بعض قادة وضباط ميليشيا فاطميون من الجنسية الأفغانية والإيرانية.
وأوضح أن السبب الرئيسي وراء استمرار عدم عودة النازحين يعود لعدم ثقتهم بالوعود التي قدمها النظام السوري، ومفادها أنهم لن يتعرضوا للملاحقة الأمنية أو لخطر الاعتقال العشوائي.
وأضاف أن "مسألة التجنيد الإلزامي بجيش النظام السوري والالتزام بأداء خدمة الاحتياط تقلق كذلك معظم العائلات".
وتابع "كما أنهم يخافون من المواجهات المحتمل حدوثها مع عناصر الميليشيات التابعة للحرس الثوري، ولا سيما لأن الاستفزازات كثيرة خصوصًا فيما يتعلق بالشحن الطائفي والذي قد يؤدي إلى مواجهات لا يحمد عقباها".
وأشار "العبد" إلى أن بعض أبناء المدينة قاموا ببيع منازلهم إلى سماسرة قاموا بدورهم ببيعها إلى عناصر الميليشيات المدعومة إيرانيًا فيما يبدو أنها خطة محكمة للاستيطان في المدينة بشكل واسع.
وأكد أن النظام السوري يمنع أية عمليات ترميم للمنازل وهو أمر آخر يعيق العودة بعد الأضرار الكبيرة التي حصلت في المدينة بسبب الحرب على تنظيم تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش).