أخبار العراق
أمن

القوات العراقية تكيف استراتيجياتها لمواجهة خطر داعش المتطور

خالد الطائي

عناصر من قوات الأمن العراقية يشاركون في مناورة عسكرية لتطوير مهاراتهم القتالية. [حقوق الصورة لقيادة عمليات بغداد]

عناصر من قوات الأمن العراقية يشاركون في مناورة عسكرية لتطوير مهاراتهم القتالية. [حقوق الصورة لقيادة عمليات بغداد]

أكد مسؤولون أن القوات العراقية تعمل على تحديث استراتيجياتها للتكيف مع الطبيعة المتطورة لخطر تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش).

وقال الخبير الاستراتيجي أحمد الشريفي لديارنا، إنه مع هزيمة داعش على الأرض في العراق، استأنفت استخدام أساليب حرب العصابات التي كانت تعتمدها قبل وصولها إلى السلطة.

وأوضح لديارنا أن هذه الأساليب تشمل قيام مجموعات صغيرة من المقاتلين بهجمات سريعة والاختفاء سريعا معتمدين على عنصر المباغتة.

وأضاف أنه عادة ما تكون الأهداف عبارة عن "قرى ومراكز أمنية أو مرافق حيوية وطرق مواصلات نائية يسهل الهرب منها"، مشيرا إلى أن المهاجمين يهربون بعدها إلى الصحراء والوديان والمناطق المرتفعة.

أحد عناصر قوات الأمن العراقية يدقق في الأوراق الثبوتية عند نقطة تفتيش في محافظة الأنبار. [الصورة لمديرية شرطة الأنبار]

أحد عناصر قوات الأمن العراقية يدقق في الأوراق الثبوتية عند نقطة تفتيش في محافظة الأنبار. [الصورة لمديرية شرطة الأنبار]

وتابع أن داعش تستهدف أيضا المدن ذات التنوع الأثني.

وأردف أن "القوات الأمنية تحيط جيدا بأي تحول في تكتيكات التنظيم"، وتعمل على تحديث خطط المواجهة استنادا إلى ذلك.

ولفت إلى أن القوات الأمنية تسعى لمضاعفة النشاط الاستخباراتي بهدف إجهاض هجمات داعش، ولذلك عززت أجهزة المراقبة الإلكترونية والطيران المسير.

وشدد أن "تنظيم داعش في حالة ضمور وهو ضعيف للغاية نتيجة للعمليات العسكرية التي تشن ضده"، غير أن ذلك لا يعني زوال التهديد.

القوات العراقية متيقظة

من جانبه، قال عضو لجنة الأمن بمجلس محافظة نينوى بنيان الجربا، إن "تفجير الأسواق واحدة من التكتيكات القديمة"، مشيرا إلى الهجوم بسيارة مفخخة يوم 23 تشرين الأول/أكتوبرالذي استهدف أحد الأسواق في القيارة، وأسفر عن مقتل ستة أشخاص.

وتابع أن "قواتنا تعي كل أساليب الإرهابيين، وإذا نجح العدو مرة باختراق الأمن فقد أخفق عشرات المرات ببلوغ أهدافه نتيجة يقظة تلك القوات".

وأكد الجربا أن العمليات الإستباقية التي تشنها أدت إلى تفكيك خلايا تنظيم داعش النائمة وتدمير موارده ومخابئه.

وأشار إلى أن القوات الأمنية أحبطت هجوما كبيرا في محافظة نينوى عبر سيارة محملة بمائة كيلوغرام من مادة سي 4 الشديدة الانفجار.

بالمقابل، جدد الجربا دعوته لزيادة عدد القوات الأمنية في محافظته، لافتا إلى أن "عديد القوات الحالية لا يغطي سوى ثلث الحاجة".

وقال إنه "ينبغي فتح باب التجنيد وإعادة المفصولين من الخدمة لأسباب غير أمنية".

انخفاض عديد داعش بعد هزائمها

وفي هذا الإطار، أكد أستاذ العلوم السياسية خالد عبد الإله لديارنا، أن "قوات الأمن الآن مدربة تدريبا جيدا ولديها خبرة واسعة في إحباط هجمات داعش".

وأكد أنها تمتلك خططا مرنة ومقدرة عسكرية وتقنيات متقدمة تعمل على تطويرها بما ينسجم مع تحديات خطر المتطرفين.

وأضاف عبد الإله أن عودة داعش لتبني تكتيكات قديمة كالكر والفر وتكتيك الهجمات المنفردة "يؤشر أولا وبشكل واضح على ضعفها وعلى محاولتها البحث عن وسيلة بأي ثمن لشن هجوم على الأرض".

وأضاف أنه يمكن اعتبار مثل هذه الهجمات محاولة يائسة من التنظيم لرفع معنويات فلول عناصره.

وتابع عبد الإله أن انهيار المجموعة يتجلى أيضا في عملية "الترشيق" التي قامت بها داعش لإعادة هيكلة نفسها في أعقاب هزائمها، حيث ألغت أكثر من تسع دواوين (مكاتب) واحتفظت بثلاثة فقط.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500