أخبار العراق
دين

عودة تكايا الصوفيين إلى الأنبار بعد طرد داعش

سيف أحمد من الأنبار

رجال دين وأئمة من الفلوجة يجتمعون في مسجد للمشاركة في حلقة ذكر صوفية. [سيف أحمد/ديارنا]

رجال دين وأئمة من الفلوجة يجتمعون في مسجد للمشاركة في حلقة ذكر صوفية. [سيف أحمد/ديارنا]

في إشارة إلى تراجع تأثير تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أعاد الصوفيون فتح التكايا -الأماكن التي يقيمون فيها تجمعاتهم الدينية- في محافظة الأنبار، حسبما أكد مسؤولون محليون وعلماء صوفيون.

والصوفية هي نهج إسلامي روحاني يتمحور على التبصر داخل النفوس والتقرب الروحاني من الله ولديها اتباع من المذهبين السني والشيعي.

وتعرض الصوفيون خلال حكم داعش للاضطهاد وكان التنظيم يضعهم بمرتبة أبناء الديانات الأخرى، أي الكفار، ويعتبرهم (مهرطقين).

وعن هذا الموضوع، قال عضو مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت لديارنا، إن عودة التكايا إلى المحافظة "مؤشر واضح" إلى نجاح عمليات تطهير المنطقة من داعش.

رجال دين وأئمة من الفلوجة يجتمعون في مسجد للمشاركة في حلقة ذكر صوفية. [سيف أحمد/ديارنا]

رجال دين وأئمة من الفلوجة يجتمعون في مسجد للمشاركة في حلقة ذكر صوفية. [سيف أحمد/ديارنا]

وأضاف أن تنظيم داعش "عدو للحركة الصوفية"، لافتا إلى أن الصوفيين جزء مهم وراسخ من المشهد الديني في المحافظة.

وأكد أن الصوفية "تدعو للسلام والمحبة بين أبناء الشعب العراقي"، وتنبذ الطائفية والتطرف والعنف.

وذكر كرحوت أنه بسبب عقيدتهم هذه، يتمتع الصوفيون في مناطق عدة من الأنبار بوجود قوي وشعبية واسعة بين السكان.

وتابع أن عددا من الصوفيين فقدوا حياتهم خلال حكم تنظيم داعش وفي المعارك التي هدفت إلى طرده، مشيرا إلى أن داعش لم تتوان عن قصف العديد من التكايا.

من جانبه قال المشرف على التكية القادرية في الفلوجة، الشيخ حمد الله محمود، إن تنظيم داعش قتل خلال السنوات الماضية نحو 44 شخصا من مريدي الحركة الصوفية وأصاب 22 آخرين بجروح.

وأضاف لديارنا أن التنظيم عمد إلى تدمير وتفجير 30 تكية في مناطق مختلفة من أقضية الأنبار.

وأوضح أن "التكايا الصوفية ومنها القادرية والنقشبندية والشاذلية والكسنزانية والرفاعية، هي [طرق صوفية دينية] تقرب الناس من بعضهم".

وتابع أنه خلال تجمعاتهم الدينية، يقوم الصوفيون "بالدعاء لحفظ أبناء البلاد من شر الإرهاب والإجرام، ويدعون المواطنين إلى ضرورة تطبيق القانون واحترام القضاء".

الصوفيون يمارسون طقوسهم من جديد

أما المشرف على التكية الشافعية في الرمادي، الشيخ خميس المحمدي، فقال إن تنظيم داعش الإرهابي صنف الصوفيين على أنهم "مرتدون" وحظر خلال حكمه الأنبار الحركات الصوفية.

وأوضح لديارنا أن التنظيم المتطرف حظر أيضا ممارسة بعض التقاليد والطقوس الدينية، كالدعاء والصلاة على النبي وصلاة التراويح الليلية في شهر رمضان.

وشدد المحمدي أن "الحركة الصوفية بجميع تكاياها الدينية تتشارك التقاليد والأهداف السامية نفسها، تلك التي تدعوا للتآخي والوحدة ونبذ أفكار الغلو الديني وعدم التسامح".

ولفت إلى أن التكايا الدينية في الأنبار عادت إلى تنظيم الفعاليات الدينية والمهرجانات الثقافية والأدبية والدورات القرآنية، مؤكدا أن هذه الفعاليات مفتوحة بشكل عام أمام الجمهور العريض.

وتابع أن رجال العلم والدين يلعبون دورا بارزا في هذه الفعاليات، حيث يعالجون قضايا تهم الجميع ومنها كشف حقيقة الفكر المتطرف والدعوة إلى التعايش السلمي بين جميع طوائف العراق.

وفي حديث لديارنا، قال المواطن من الرمادي حيدر عباس المعموري، إن "التكايا تنتهج نهج السلام والمحبة".

وأضاف أن هذا الأمر هو ما جعله يقبل على التكايا لأداء الصلوات والطقوس الدينية.

أما الخبير الأمني والمحلل السياسي حامد العكاشي، فقال إن "الصوفيين كانوا خلال السنوات الماضية من أشد أعداء التنظيمات الإرهابية، لأن الفكر الصوفي يتعارض مع منهج الارهاب وعقيدته".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500