خلال العام الماضي، تعاون أهالي مدينة الموصل القديمة مع الحكومة المحلية من أجل إعادة تأهيل المحلات والأسواق المدمرة وإنعاش الحركة الاقتصادية.
ومنذ انطلاق هذه الجهود، تم إصلاح عدد كبير من المحلات في سوق باب السراي الذي يعرف بهندسته التقليدية، وهو أحد أقدم وأكبر المراكز التجارية في الموصل.
ولا تزال أعمال الإصلاح قائمة في المحلات والأسواق الأخرى بعد ما لحقها من أضرار جراء معركة طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من المنطقة.
وقال أحمد زكريا وهو من سكان المدينة القديمة، إن "أكثر ما كان يميز مدينتنا هو جمال وروعة أسواقها العتيقة".
وأشار إلى أنها تضررت إلى حد كبير على يد داعش.
وأضاف لديارنا أن "أصحاب المتاجر أخذوا على عاتقهم إصلاح الخراب بالتعاون مع إدارة محافظة نينوى".
وتابع أنهم يحققون إنجازا مبهرا رغم صعوبة المهمة، لافتا إلى أنه أعيد بناء العديد من المتاجر وبدأت تشهد بعض الأسواق حركة تجارية أنشط.
وقال زكريا إن حكومة المحافظة بذلت جهودا لتسريع وتيرة أعمال الإعمار عبر مساعدة التجار على إعادة بناء متاجرهم.
وأضاف أنه "قبل ذلك قامت الدوائر الحكومية المعنية برفع الحطام والأنقاض من ممرات الأسواق وإصلاح الخدمات الرئيسية".
ʼجهود استثنائيةʻ
وأكد زهير الأعرجي قائم مقام الموصل أن إعادة إعمار الأسواق "تتم بجهود ذاتية واستثنائية من المواطنين الذين يملكون المحلات التجارية والذين يقومون بالمهمة بإسناد الحكومة المحلية".
وذكر لديارنا "كنا في وقت سابق قد شكلنا لجانا تتولى تسهيل إصدار إجازات البناء للمواطنين لإعمار محالهم وفق الطراز الهندسي القديم".
وتابع أنه تم إصدار توجيهات للبلديات بتنظيف الأسواق من الركام وتصليح شبكات الماء والكهرباء والمساعدة في عمليات التأهيل.
وقال إنه بالإضافة إلى سوق باب السراي الذي توشك كل محلاته على الاكتمال، تُبذل جهود لإعادة بناء باب الطوب والمحلات المجاورة.
وأضاف أن الأسواق الأخرى في المدينة القديمة بما في ذلك باب الجسر العتيق ووادي حجار والعتمي، والكثير من المحلات المتفرقة تضررت أيضا تحت سيطرة داعش.
وشدد قائلا "عملنا متواصل والوضع صار أفضل من السابق على مستوى الخدمات. وصل ماء الشرب إلى الأحياء السكنية هناك وتجهيز الكهرباء بات جيدا".
وقال إنه تم إصلاح المدارس والمراكز الصحية، كما تم افتتاح مستشفى بدل المستشفى الجمهوري الذي دمر. كذلك، حصلت حملة لبناء 250 منزلا على الدعم من جهات مانحة وشركات خاصة.
وأوضح "أما بخصوص جامع النوري ومئذنته الحدباء، فهناك مبلغ بقيمة 50 مليونا و400 ألف دولار خصص من دولة الإمارات لإعماره وبناء المنازل المحيطة به بالتعاون مع منظمة اليونسكو".
إرجاع مصادر الرزق
من جانبه، أكد دريد حكمت مستشار محافظ نينوى، في حديث لديارنا على سعي حكومة نينوى المحلية وأهالي المحافظة لإعادة تأهيل كل أسواق المدينة.
وقال إن "السكان يساهمون بالبناء ويشاركوننا الجهود لأنهم لا يريدون إرجاع مصادر رزقهم فقط بل أيضا يدركون القيمة التاريخية لهذه الأسواق ويودون رؤيتها عامرة من جديد".
وأشار إلى أن إعادة تأهيل الأسواق "ستنعش بكل تأكيد حركة التسوق وتؤمن للناس احتياجاتهم الضرورية وتحد من أزمة البطالة"، لافتا إلى أن هذه الأسواق "تشكل عامل استقرار ودعم للسكان".
وبدوره، اعتبر بركات شمو عضو مجلس محافظة نينوى، أن الجهود المتواصلة لإعادة تأهيل أسواق الموصل" هي "بداية مشجعة تبعث على التفاؤل".
وذكر لديارنا أن "الموصل وتحديدا المدينة القديمة صنفت سابقا من قبل البرلمان العراقي كمدينة منكوبة".
وأردف "تحاول اليوم النهوض بالإمكانات المتاحة، فالأسواق يعاد بناؤها والخدمات العامة تتحسن رغم أنها لم تصل بعد لمستوى الطموح".
وتابع أن محافظة نينوى تحتاج إلى مزيد من التمويل من قبل الحكومة الاتحادية وإلى دعم إضافي من الجهات المانحة لمواجهة التحديات المرتبطة بإعادة إعمار البنية التحتية ومعالمها.