أخبار العراق
سياسة

الخوذ البيضاء تدحض مزاعم روسيا بأنها ’تحضر لهجوم كيميائي‘

وليد أبو الخير من القاهرة

ولد يرفع لافتة تتهم المقاتلات الجوية الروسية بتدمير مدرسته خلال تظاهرة في جسر الشغور، يوم 7 أيلول/سبتمبر. [حقوق الصورة للدفاع المدني السوري]

ولد يرفع لافتة تتهم المقاتلات الجوية الروسية بتدمير مدرسته خلال تظاهرة في جسر الشغور، يوم 7 أيلول/سبتمبر. [حقوق الصورة للدفاع المدني السوري]

قال ناشطون سوريون للمشارق إن التركيز المتواصل لكل من روسيا والنظام السوري باتهام الدفاع المدني السوري وبعض فصائل المعارضة بالتخطيط لشن هجمات كيميائية في إدلب، قد يكون محاولة للتغطية على هجوم كيميائي فعلي يستعدان لتنفيذه ضد المدنيين في المنطقة.

وأضافوا أنهما يهدفان أيضا إلى تصوير عناصر الدفاع المدني المعروفين بالخوذ البيضاء وجميع فصائل المعارضة على أنهم "إرهابيين" يمتلكون مواد كيميائية محظورة.

وكانت روسيا قد زعمت يوم الثلاثاء، 11 أيلول/سبتمبر، أن مقاتلي المعارضة السورية قد بدأوا العمل على إنتاج فيلم سينمائي لعرضه على العالم في أعقاب هجوم كيميائي مزعوم سينفذه الجيش السوري، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

ونقلت وزارة الدفاع الروسية عن سكان إدلب قولهم، إن كوادر من محطات تلفزيونية عدة في الشرق الأوسط إضافة إلى "فرع إقليمي لقناة إخبارية أميركية رائدة"، قد وصلوا للتصوير في مدينة جسر الشغور في إدلب.

يعمد أهالي إدلب على صنع أقنعة الغاز يدويا باستخدام مواد مثل القطن والفحم المحشو في صناديق كرتون أو كؤوس، كتدبير احترازي في حال تعرض إدلب لهجوم كيميائي. [حقوق الصورة للدفاع المدني السوري]

يعمد أهالي إدلب على صنع أقنعة الغاز يدويا باستخدام مواد مثل القطن والفحم المحشو في صناديق كرتون أو كؤوس، كتدبير احترازي في حال تعرض إدلب لهجوم كيميائي. [حقوق الصورة للدفاع المدني السوري]

عناصر من الدفاع المدني السوري يحاولون إخماد حريق اندلع في منزل نتيجة الغارات الجوية على إدلب التي تنفذها الطائرات الحربية الروسية وتلك التابعة للنظام. [حقوق الصورة للدفاع المدني السوري]

عناصر من الدفاع المدني السوري يحاولون إخماد حريق اندلع في منزل نتيجة الغارات الجوية على إدلب التي تنفذها الطائرات الحربية الروسية وتلك التابعة للنظام. [حقوق الصورة للدفاع المدني السوري]

أحد عناصر الدفاع المدني السوري ينقذ طفلا أصيب في قصف نفذه النظام ضد إدلب. [حقوق الصورة للدفاع المدني السوري]

أحد عناصر الدفاع المدني السوري ينقذ طفلا أصيب في قصف نفذه النظام ضد إدلب. [حقوق الصورة للدفاع المدني السوري]

وأضافت وزارة الدفاع أنه "بنهاية اليوم"، ستسلم كل التسجيلات إلى المحطات التلفزيونية لتبثها هذه الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وبحسب هذا "السيناريو"، سيعمد عناصر الخوذ البيضاء على "مساعدة أهالي جسر الشغور" في أعقاب الاستخدام المزعوم للجيش السوري للبراميل المتفجرة.

وتابعت الوزارة أنه سيتم استخدام مواد كيميائية حقيقية لجعل الصور تبدو أكثر واقعية، ولتقديم عينات مما يزعم أنه للتربة الملوثة من الموقع.

وتشكل محافظة إدلب والمناطق الريفية المجاورة لها أوسع مساحة أرض ما تزال تحت سيطرة مقاتلي المعارضة السورية.

ومنذ أسابيع عدة وقوات النظام المدعومة من روسيا وإيران تحتشد حول محيط إدلب، منفذة ضربات جوية وقصف دموي إضافة إلى إلقاء براميل متفجرة. وقد كثفت خلال الأيام الماضية من هذه الممارسات.

وحذر الغرب الرئيس بشار الأسد من أن نظامه سيواجه عواقب وخيمة إذا استخدم أسلحة كيميائية في إدلب.

الاتهامات تشكل ’تهديدا خطيرا‘

وفي هذا السياق، قال المسؤول الإعلامي للدفاع المدني السوري خالد الخطيب، إن الاتهامات التي ساقتها روسيا والنظام السوري ضد الخوذ البيضاء من أنهم يستعدون لإعداد "فيلم مفبرك" حول ضربة كيميائية، تعتبر تهديدا خطيرا للمناطق الخارجة عن سيطرة النظام.

وأكد للمشارق أن هذه الاتهامات تزيد المخاوف من تعرض هذه المناطق قريبا لهجوم كيميائي ينفذه الروس والنظام.

وأضاف أن "المنظمات الدولية أكدت استخدام النظام للأسلحة الكيميائية ثلاث مرات على الأقل خلال السنوات الماضية".

وتابع أن تهما كهذه تسعى إلى تشويه سمعة الخوذ البيضاء على رغم اعتراف العديد من الدول الغربية والعربية بها.

وأشار إلى أن الخوذ البيضاء فقدت 255 متطوعا سقطوا أثناء تأديتهم للواجب، إضافة إلى إصابة العشرات منهم واستهداف آخرين استهدافا مباشرا خلال عمليات الإنقاذ.

إلى هذا، دأبت الخوذ البيضاء على توعية الأهالي حول التدابير الواجب اتخاذها عند وقوع هجوم كيميائي.

وبما أن المجموعة لا تملك الموارد أوالمال اللازم لتأمين الأقنعة الواقية من الغاز وتوزيعها على السكان، "اقتصرت جهودها على تعريف السكان بما يجب القيام به في مثل هذه المواقف"، وفقا لما ذكره الخطيب.

وكشف أن "العديد من السكان أمنوا مخابئ تحت الأرض للاحتماء داخلها عند الضرورة".

وعمد آخرون إلى صنع أقنعة غاز يدويا، مستخدمين بعض المواد كالقطن والفحم لقدرتها على تصفية الهواء من المواد السامة، وحشوها في علب أو كؤوس كرتونية.

اتهامات ’لا أساس لها من الصحة‘

وقال الخطيب إن اتهامات روسيا بأن فرقا إعلامية ترافق فرق الدفاع المدني السوري لتصوير فيلم مفبرك حول هجوم كيميائي في إدلب لا أساس لها من الصحة، "لأن سيارات الدفاع المدني لا تقل سوى المتطوعين والجرحى".

وذكر الخطيب "إن خلو المنطقة من أي فرق إعلامية هو أمر جلي وذلك بسبب... خطر قيام النظام بشن هجوم عسكري ضدها".

ولفت إلى أن أي عملية تصوير يقوم بها متطوعون تابعون للخوذ البيضاء، إذ يرافق صحافي كل مجموعة منها ويصور عمليات الإنقاذ ويوثقها.

إلى هذا، "تم تزويد بعض الخوذ بكاميرات خاصة لتوثيق القتلى والجرحى والقصف بالغازات [السامة] والمواد المحرمة دوليا"، حسبما أضاف.

تأمين تغطية للهجمات

من جهته، قال المحامي السوري بشير البسام، إن تمسك روسيا والنظام بمسألة احتمال حصول فبركة لهجوم بالأسلحة الكيميائية، يهدف إلى توجيه الاتهام للفصائل المعارضة وفرق الدفاع المدني بامتلاك مواد محظورة دوليا.

وأكد للمشارق أن الغرض من وراء ذلك هو "تحويل الأنظار عن المجازر التي يقوما أو سيقوما بها [روسيا والنظام] أثناء الهجوم على إدلب".

واعتبر أن هذا الأمر يشكل تغطية للنظام ولروسيا في حال حصول هجوم بهذا النوع من الأسلحة.

وتابع أنه يهدف أيضا إلى تصوير الفصائل المعارضة والخوذ البيضاء على أنهم "إرهابيون يجب التخلص منهم مهما كان الثمن".

’ثقة لا تتزعزع‘

وكانت وسائل الإعلام الموالية لروسيا والنظام قد ركزت تغطيتها على مناطق استراتيجية كبلدة جسر الشغور ومحيطها، وهي مناطق محازية لتلك التي يسيطر عليها النظام.

وأوضح البسام أن السيطرة على جسر الشغور ستفسح المجال أمام روسيا والنظام بإطلاق النار على منطقة إدلب بأكملها، إضافة إلى إحكام قبضتهما على الطريق التي تربط اللاذقية وحماه وإدلب.

وأردف أن "هذا الأمر جزء من محاولتهما بث الرعب في قلوب السكان وإجبارهم على الهرب من هذه المناطق".

بدوره، قال الناشط من مدينة إدلب، هيسم الإدلبي، إن سبب التركيز على جسر الشغور يعود إلى احتمال تعرضها إلى قصف بصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى مماثلة لتلك التي تمتلكها فصائل المعارضة.

وأوضح للمشارق أنه "يمكن تجهيز هذه الصواريخ بمواد كيميائية واستخدامها لقصف المنطقة، ليتمكن كل من [روسيا والنظام] فيما بعد بتوجيه الاتهام إلى فصائل المعارضة والخوذ البيضاء بالوقوف وراء أي هجوم من هذا القبيل".

وأضاف الإدلبي أن الشائعات التي تنتشرها روسيا تهدف إلى خلق أزمة ثقة بين المدنيين والخوذ البيضاء.

إلا أنه شدد أن "هذا الأمر لن يحدث إطلاقا" لأن ثقة المواطنين بالخوذ البيضاء "لا تتزعزع".

ويعود ذلك وفقا له إلى عملهم الشاق والمضني في إنقاذ الأرواح، وواقع أن العديد منهم أصيبوا أو قتلوا في هجمات مباشرة شنتها مقاتلات النظام الجوية وتلك الروسية.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500