أكد مسؤولون عراقيون أن التعاون الاستخباراتي بين العراق والدول الأخرى لمكافحة الإرهاب، أدى إلى تفكيك العديد من الخلايا التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وإحباط هجمات محتملة.
وأشار أمير الساعدي وهو باحث بالشؤون الاستراتيجية والسياسية في حديث لديارنا، إلى أن التعاون بين العراق ودول التحالف الدولي حقق نتائج مهمة على صعيد محاربة الإرهاب.
وأوضح "تعاون التحالف معنا وقدم لنا الدعم العسكري المباشر، مما ساعدنا بالنهاية في إلحاق الهزيمة بالإرهابيين واستعادة مدننا".
وأضاف أنه منذ هزيمة داعش العسكرية في العراق، اتخذ هذا التعاون "منحنى جديدا يتمثل بالتركيز على الجهد الاستخباري وتبادل المعلومات".
وتابع "فبالاعتماد على ما كانت تقدمه خلية الصقور العراقية من بيانات إستخبارية دقيقة، نفذ طيران التحالف الدولي عدة ضربات مدمرة لأوكار داعش وجرى استهداف أبرز قياداتها سواء تلك الموجودة في العراق أو في سوريا".
وأكد الساعدي أن "القوات العراقية وأثناء تحريرها المدن، وضعت يدها على وثائق كثيرة كانت موجودة في مقرات الإرهابيين احتوت على معلومات هامة تتعلق بأنشطة داعش وبشبكاتها السرية حول العالم".
ʼخطر على كل البلدانʻ
وقال إن اعترافات قيادات وعناصر داعش كشفت أيضا عن تفاصيل متعلقة بمخططات لاستهداف بلدان أخرى، وهي معلومات شاركتها الحكومة العراقية مع السلطات الاستخبارية في تلك الدول.
وفي 16 آب/أغسطس الماضي، قال الرئيس العراقي فؤاد معصوم لصحيفة اليوم السابع المصرية إن "بغداد والقاهرة نجحتا في إفشال مخطط إرهابي لداعش كان ينوي استهداف مصر"، مضيفا أن التعاون بين البلدين أسفر عن اعتقال عدد من الخلايا الإرهابية.
ونقلت صحيفة جوردان تايمز أن العراق والأردن وقعا في 5 آب/أغسطس اتفاقية لحماية الحدود ومكافحة الإرهاب وبناء القدرات الاستخبارية.
وسيسهل ذلك تبادل الخبرات والمعلومات المتعلقة بحماية الحدود وتحسين القدرات الاستخبارية والمساعدة في مكافحة كل أشكال الإرهاب.
ولفت الساعدي إلى أن العراق يتعاون أيضا مع أوروبا في الشؤون الاستخبارية، وقد لعب "دورا محوريا" في الكشف عن القيادات الإرهابية الخطيرة التي كانت تخطط لتنفيذ هجمات في القارة الأوروبية.
وبدوره، قال عصام الفيلي أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية إن داعش "لا تؤمن بالحدود الجغرافية والسياسية بين البلدان وهي تستهدف الكل بلا استثناء".
وأشار في حديث لديارنا إلى ضرورة "تطوير منظومة التنسيق الدولي عبر إنشاء غرفة عمليات كبرى لتبادل المعلومات الاستخبارية وبناء قاعدة بيانات مشتركة تساهم في ملاحقة الإرهابيين والإيقاع بهم".
ولفت إلى أن العراق يحرز "تقدما باتجاه زيادة حجم تعاونه المعلوماتي والأمني مع محيطه الإقليمي والدولي".
وتابع أن "العراقيين يسعون وبحكم ما اكتسبوه من خبرة ومعلومات ثمينة، لتقويض نشاط داعش في أي بقعة من العالم عبر إبرام الاتفاقيات المشتركة".
تعاون استخباراتي
ومن جانبه، قال حسن السبعاوي وهو عضو في مجلس محافظة نينوى، لديارنا إن التعاون الاستخباري الدولي لمحاربة داعش هو "مسألة في غاية الأهمية".
وشدد قائلا "ينبغي الاهتمام بتنشيطه لأن الإرهاب خطر عالمي".
وذكر أن "عددا كبيرا من الإرهابيين فروا من العراق بعد دحرهم في المعارك، وتوجه بعضهم إلى بلدانهم الأصلية أو إلى دول أخرى".
وأضاف أن هؤلاء الفارين يعتبرون "قنابل موقوتة".
وأكد "لا يجب أن يكونوا أولئك طلقاء ومن الواجب ملاحقتهم واصطيادهم، وهذا لن يتحقق من دون وجود تبادل مشترك بالمعلومات بين الدول".
ولفت السبعاوي إلى أنه لهذه الغاية، صمم المسؤولون العراقيون على إنشاء جو من التفاهم المتبادل مع دول أخرى في المنطقة وحول العالم.
وذكر "عندما نلتقي بأي بعثة دبلوماسية، عادة ما تكون قضية تعزيز التعاون المعلوماتي في مقدمة مناقشاتنا".
وأشار إلى أن "ممثلي الدول يشاركوننا ذلك الاهتمام ويؤكدون سعيهم الدائم للقضاء نهائيا على الإرهاب".