لا تكتفي القوات العراقية بملاحقة فلول تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وإنما تعمل أيضًا على قطع مصادر تموينهم، وذلك وفقًا لمسؤولين محليين تحدثوا لديارنا.
حيث يقول "نعيم الكعود"، عضو مجلس محافظة الأنبار، إن القضاء على مصادر تموين المسلحين هو "هدف أساسي" لقوات الأمن والاستخبارات.
وأضاف أن "هذه القوات تنفذ باستمرار عمليات تَتبُعْ خاصة لاعتقال أعضاء في خلايا إرهابية نائمة داخل المدن مسؤولة عن إيصال الأغذية المعلبة والجافة لمسلحي داعش المختبئين في الصحراء والبراري".
وأشار إلى أن تلك الخلايا تعتبر من أكبر المصادر التي تمد الإرهابيين بالطعام والشراب الذي يحتاجونه حتى يتمكنوا من العيش ومواصلة أنشطتهم.
وأكد أنها "بمثابة عصب الحياة لفلول داعش".
رقابة متواصلة
وفي مدينة الشرقاط شمال محافظة صلاح الدين،ألقت القوات العراقية يوم 29 أغسطس/آب القبض على أربعة من هؤلاء المجهزينالذين كانوا يهربون الطعام لفلول داعش عبر نهر دجلة.
وكان المهربون يلقون مبردات معيبة تحتوي على أغذية جافة ومعلبة في النهر، ثم يحمل التيار تلك الأوعية العائمة إلى المناطق النائية حيث تستطيع عناصر داعش التقاطها.
وقد اعترف المتهمون بتهريب الطعام لداعش كل يوم باستخدام هذه الطريقة، وهم الآن ينتظرون المحاكمة في إحدى محاكم صلاح الدين بتهمة دعم ومساعدة الجماعات الإرهابية.
ولفت "الكعود" إلى أهمية "تطوير الشراكة الوثيقة مع السكان المحليين وتنمية روافد المعلومات الاستخبارية لاكتشاف المزيد من الداعمين السريين".
لذا دعا لتشديد إجراءات المراقبة والتفتيش على الطرق العامة لرصد الحمولات الغذائية المثيرة للشكوك وغير المصرحة، ودعا كذلك لتسيير طائرات بلا طيار لاستطلاع الطرقات الترابية التي قد تشكل خطوط إمداد للإرهابيين.
وأضاف أن قوات الأمن كثيرًا ما تستهدف طرقًا سرية يسلكها المسلحون للوصول إلى مخازن المؤن الغذائية داخل الصحراء.
ففي يوم 31 تموز/يوليو الماضي، حرقت قوة من قيادة عمليات ديالى شاحنة تحمل مواد غذائية بعد نصب كمين لها على طريق ناءٍ في منطقة "جبال قزلاقز" قرب حمرين.
فلول داعش في 'حالة يرثى لها'
بدوره، يؤكد "عمار الحمداني"، عضو مجلس قضاء الحويجة لديارنا، أن "أي استهداف يطال إمدادات الغذاء [الخاصة بالمسلحين] فيه تأثير مباشر ومدمر لفلول داعش ويُعجل من نهايتهم".
وقال إن "القرى الصحراوية والنائية التي كان الإرهابيون يُغيرون في الماضي على منازلها ومحلاتها لسرقة ما فيها من مواد غذائية صارت اليوم مؤمنة ومحصنة بطوق أمني".
ونوّه إلى أن الأهالي يسارعون بتقديم أية معلومات تساهم بإلقاء القبض على المتعاونين أو الداعمين للعناصر للإرهابية سواء بالغذاء أو السلاح أو بالمعلومات.
وأشار "الحمداني" إلى أن "مضافات الإرهابيين التي يكتشفها رجال الأمن عادة ما تحتوي، بجانب الأسلحة والمتفجرات، على مؤن، وكل هذه المحتويات يجري التخلص منها بالحال".
من جانبه، قال "خلف الحديدي"، عضو مجلس محافظة نينوى، "إننا في المراحل الأخيرة لمعركة استئصال داعش بالكامل من بلادنا وتجريد هذا التنظيم من كل مصادر قوته ووجوده".
وأضاف في حديث لديارنا أن "قواتنا تشدد عزلة الإرهابيين بالصحراء وتحرمهم من الغذاء".
وأكد أن حرمان فلول داعش من الطعام والماء "جزء ضروري في نجاح أية خطة ضد بقايا الإرهاب".
وتابع "الحديدي" أن قوات الجيش والشرطة في محافظة نينوى دمرت مخابئ كثيرة للمسلحين كانت تحوي مؤنًا، كما وجهت عدة ضربات موفقة لقوافلهم المحملة بالشحنات الغذائية.
ونوه إلى أن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن فلول الإرهاب "في حالة يرثى لها، حيث أن التموين الذي كان يصلهم تراجع على نحو كبير في الشهور الماضية وما لديهم من خزين غذائي بدأ ينفد".
إلا أن "الحديدي" شدد على ضرورة "تحصين الحدود مع سوريا وعدم ترك أية ثغرة يتسلل منها عناصر داعش حاملين معهم المؤن لنظرائهم المحاصرين بالصحاري العراقية".
نعم تعاني و انشالله ستنتهي عن قريب
الرد2 تعليق
نعم تعاني و انشالله ستنتهي عن قريب
الرد2 تعليق