احتفل أبناء مدينة منبج في الشمال السوري مؤخرا بمرور سنتين على تحرير مدينتهم من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وقال زعماء محليون لديارنا إنه منذ إلحاق الهزيمة بالتنظيم المتطرف، استتب الأمن وعادت الخدمات الأساسية إلى طبيعتها، وذلك بفضل التعاون الوطيد بين الجيش والسلطات المدنية والأهالي.
وفي 12 آب/أغسطس، أقيم احتفال في وسط المدينة بمحافظة حلب بمناسبة الذكرى الثانية لتحريرها.
وشمل الاحتفال عرضا عسكريا نظمه مجلس منبج العسكري، كما ألقى المسؤولون في المجلس عددا من الكلمات.
وأٌقيم في 15 آب/أغسطس أيضا احتفال شعبي شارك فيه أهالي منبج وبعض المناطق الأخرى من الشمال السوري ألقى خلاله مسؤولون كلمات وتخللته عروضا فولكلورية.
ازدهار منبج
وقال شرفان درويش الناطق باسم مجلس منبج العسكري، إن "معارك تحرير مدينة منبج وريفها من تنظيم داعش استمرت 75 يوما، سقط خلالها العديد من المقاتلين في صفوف قوات سوريا الديموقراطية ومجلس منبج العسكري".
وأوضح لديارنا أنه كان للمدينة أهمية كبيرة بالنسبة لداعش نظرا لقربها من الحدود التركية، كما أنها تقع على مفترق طرق يربط محافظة حلب بأجزاء أخرى من البلاد.
ولفت إلى وجود انتشار واسع للمقاتلين الأجانب في المدينة قبل تحريرها بدعم من التحالف الدولي وقوات سوريا الديموقراطية.
وأشار درويش إلى أنه بعد مرور عامين، "أصبح للمدينة مجلس عسكري ذو خبرة قتالية عالية، بالإضافة إلى هيكلية عسكرية وقوة منظمة".
وقال إن الإدارة المدنية الديموقراطية الجديدة وفرت الخدمات بالرغم من كل التحديات والعوائق ومحاولات ضرب الاستقرار، وينعم الأهالي اليوم بالأمن والازدهار الاقتصادي.
وأكد درويش أن الثقة المعطاة لمجلس منبج العسكري من قبل التحالف الدولي، تدل على صوابية عمله والتزامه بالوعود التي قطعها للمدنيين في المنطقة.
وتابع "حققنا الكثير وما يزال أمامنا الكثير لنحققه، على الرغم من كل العوائق والتهديدات التي تصلنا من هنا وهناك وهي لا تخيفنا، ونحن ماضون في طريقنا إلى المزيد من الاستقرار والأمان والازدهار في منبج".
إعادة الأمن والخدمات إلى المدينة
أما الرئيس المشترك للمجلس التشريعي، فاروق الماشي، فاعتبر في حديث لديارنا أن "طبيعة النسيج الاجتماعي وروح الأخوة المنتشرة في مدينة منبج سمحت بتحقيق العديد من الأمور خلال العامين الماضيين".
وقال إنه مع الأخذ بعين الاعتبار الأوضاع التي كانت عليها المدينة خلال عملية طرد داعش منها، فإن التحول الذي شهدته رائعا.
وأضاف أن الأولوية لدى الإدارة المدنية والمجلس التشريعي كانت تشكيل فرق عمل بالتعاون مع مجلس المدينة العسكري.
وأشار إلى أن "مجلس منبج المدني تأسس قبل تحرير المدينة بتاريخ 5 نيسان/أبريل 2016، وكان يعمل بخدمة المواطنين بالتوازي مع أعماله العسكرية".
وتابع أن الأهمية أعطيت للقطاعات الحيوية كافة، لا سيما قطاع التعليم الذي بدأ بتلقي الدعم لإصلاح المدارس وإعداد الأساتذة لاستقبال الطلاب الذين انقطعوا قرابة الثلاث سنوات عن المدارس.
وتصدرت الأولويات عملية إزالة مخلفات الحرب والأنقاض والألغام، قبل تأمين الكهرباء والمياه والصرف الصحي وترميم الطرقات.
وأشار إلى أن مدينة منبج والمناطق المحيطة بها تنعم "بقدر كبير من الأمن" بفضل التعاون بين أجهزة الأمن والكيانات المدينة ودعم الأهالي.
تلاحم اجتماعي
وفي هذا السياق، قال المزارع السابق محمود شيخ صالح لديارنا "لم أكن أتخيل أن تعود الأوضاع إلى طبيعتها بهذه السرعة إلى مدينة منبج".
وتابع: "خلال سنتين، تحررت من سيطرة تنظيم داعش وأعيد تأهيلها بالكامل وعادت الحياة إلى طبيعتها بكل جوانبها".
وأضاف أن أبناء المنطقة أظهروا لحمة بينهم، لافتا إلى أنهم عملوا جنبا إلى جنب على إعادة تأهيل المدينة في مرحلة ما بعد داعش.
وذكر أن "ظلم داعش لم يفرق بين أبناء المنطقة الذين تعرضوا جميعهم للتهجير أو التعذيب أو حتى القتل".
وقال: "كان الرد من قبل الجميع من عرب وأكراد وتركمان وشركس ومسلمين ومسيحيين بالتعاون والألفة والاتحاد لنفض آثار الحرب".