أخبار العراق
سياسة

المؤسسات التابعة للحرس الثوري الإيراني تسعى لتعزيز نفوذها في سوريا

وليد أبو الخير من القاهرة

رئيس جامعة المصطفى الدولية آية الله علي رضا الأعرافي، يلتقي السفير الإيراني في دمشق. [حقوق الصورة لبشير البسام]

رئيس جامعة المصطفى الدولية آية الله علي رضا الأعرافي، يلتقي السفير الإيراني في دمشق. [حقوق الصورة لبشير البسام]

أكد خبراء أن الحرس الثوري الإسلامي الإيراني يسعى إلى فرض سيطرته على المجتمع الشيعي في سوريا من خلال الترويج بكثافة لعقيدة ولاية الفقيه عبر مؤسسات منتشرة في البلاد.

وتدين الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني بالولاء للولي الفقيه (آية الله خامنئي) الذي يعتبر رأس السلطة في هيكلية الحرس الثوري الإيراني ومرجعه الوحيد.

وفي حديث لديارنا، أوضح المحامي السوري بشير البسام أنه يتم نشر عقيدة ولاية الفقيه بصورة نشطة عبر مختلف المؤسسات الدينية والاجتماعية والتعليمية، من أجل تعزيز الولاء للولي الفقيه في أكبر شريحة من الشعب السوري.

وأضاف أن الهدف من ذلك هو إعداد جيل جديد من الشباب السوري يدين بالولاء الكامل للولي الفقيه وللحرس الثوري.

مدير جامعة المصطفى الدولية الشيخ سامر عبيد يشارك في حفل في الجامعة رفعت فيه أعلام حزب الله وإيران جنبا إلى جنب مع علم الجامعة. [حقوق الصورة لبشير البسام]

مدير جامعة المصطفى الدولية الشيخ سامر عبيد يشارك في حفل في الجامعة رفعت فيه أعلام حزب الله وإيران جنبا إلى جنب مع علم الجامعة. [حقوق الصورة لبشير البسام]

وأشار البسام إلى أن هذه المؤسسات تنتشر في جميع أنحاء سوريا، وتشمل جامعة المصطفى الدولية المرتبطة بفيلق القدس الذي يعد قوة النخبة في الحرس الثوري الإيراني.

وتابع "يتم تدريب الطلاب على الولاء المطلق لقادة فيلق القدس، مع إخضاعهم لتدريبات عسكرية في مراكز تدريب الحرس داخل سوريا وإيران".

والحال مماثل في مجمع الرسول الأعظم حيث يتخرج الطلاب بعد تلقيهم العلوم الدينية ليصبحوا أئمة مساجد ورجال دين، وفقا للبسام.

وأردف أن سبع مدارس ثانوية و750 مسجدا يتبعون هذا المجمع، بالإضافة إلى 50 مركزا لتحفيظ القرآن الكريم يتخرج منها سنويا آلاف الطلاب السوريين.

ويتم التنسيق مع فيلق القدس من خلال اللواء جواد غفاري واللواء مجيد علوي.

ويشمل الأمر أيضا معهد السيدة رقية، وهو عبارة عن حوزة علمية وله فروع في دمشق واللاذقية وحمص ونبل، ويتدرج الطلاب فيه على غرار الجامعات حتى الوصول إلى درجة الدكتوراه.

مؤسسات تسيطر عليها إيران

وأكد البسام أن هذه المؤسسات تخضع في نهاية المطاف لممثل خامنئي في سوريا، وهو أبو الفضل طباطبائي أشكذري.

وأضاف أن أشكذري ينسق بشكل مباشر مع قادة الحرس الثوري وفيلق القدس لتقديم الدعم المعنوي واللوجستي والبشري في مناطق القتال التي تتواجد فيها فرق الحرس الثوري والميليشيات التابعة له.

وحذر البسام من أن خطر محاولات الحرس الثوري الإيراني التأثير على الشعب السوري والسيطرة عليه، لا تقل خطورة عن التدخل العسكري المباشر.

وأوضح أن "الحرس الثوري الإيراني سيضمن من خلال هذه الممارسات بقاءه في سوريا لسنين طويلة، وذلك عبر تنشئة جيل كامل جديد يدين بالولاء لبعض التعاليم الدينية المحرّفة يستخدمها للسيطرة على عقول الشبان السوريين".

وذكر أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وغيره من التنظيمات المتطرفة، استخدمت وسائل مشابهة لتجنيد الآلاف من الشباب في صفوفهم.

وأضاف أن "الآثار المترتبة على مخطط كهذا تتمثل في خلق انقسام طائفي حاد ضمن المجتمع السوري، سيشكل عائقا أمام أي محاولة لإعادة اللحمة بين أبناء الشعب الواحد".

ولفت إلى أن الحرس الثوري الإيراني وبغرض تحقيق هدفه، تخطى المناطق التي يسيطر عليها النظام وتسلل إلى مناطق العشائر عبر هذه المؤسسات.

وقال إن هذه الخطوة، إضافة إلى الإغراءات المالية، مكنته من ضمان ولاء بعض من هذه العشائر.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500