في الوقت الذي صعد فيه النظام السوري وحلفاؤه هجومهم لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في محافظة درعا الجنوبية، عمدت الجماعات المتطرفة إلى إزكاء نار الحرب عبر دعوة فصائلها للانضمام إلى القتال.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الغارات الجوية أدت الليلة الماضية إلى وقف العمل في ثلاث مستشفيات في بلدات صيدا والمسيفرة والجيزة الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وحتى صباح يوم الأربعاء، واصلت الغارات الجوية الكثيفة والصواريخ والبراميل المتفجرة التي يطلقها النظام السوري والروس استهدافها للأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة.
وأكد مسؤول محلي أنه في الوقت الذي صعد فيه النظام هجومه وشهدت المنطقة نزوح ما لا يقل عن 45 ألف مدنيا، دعت هيئة تحرير الشام جميع الفصائل إلى المشاركة في المعركة وصد هجوم النظام.
وقال الضابط في الجيش السوري الحر ياسر التركماني، إن تنظيم حراس الدين استجاب لدعوة الهيئة وأصدر بياناً أعرب فيه عن استعداده للتعاون مع الجميع "لتأدية هذا الواجب" في درعا.
وأضاف لديارنا، أن تنظيم حراس الدين يضم العديد من التنظيمات الجهادية المتطرفة الموالية لتنظيم القاعدة ومنها سرية كابل وجند الشريعة وجيش البادية وجيش الساحل وجند الملاحم وسرايا الساحل.
وتابع أن جبهة أنصار الدين التي تنتهج فكر القاعدة أعلنت أيضا عن المشاركة في المعارك، وهي تضم حركتي شام الإسلام وفجر الشام الإسلامية.
مشاركة المتطرفين غير مرحب بها
وأشار التركماني إلى أنه على الرغم من كثافة الغارات الجوية وعمليات القصف التي ينفذها النظام، قوبل إعلان التنظيمات المتطرفة مشاركتها في المعركة برفض من الأهالي وفصائل الجيش السوري الحر المعتدلة على حد سواء.
وأوضح أنه بدل أن يشكل إعلان كل من هيئة تحرير الشام وتنظيم حراس الدين مشاركتهما في المعركة دفعاً للمعارضة المعتدلة، "فهو يؤكد مزاعم النظام بأن المعركة موجهة ضد التنظيمات المتطرفة في منطقة درعا".
وقال: "لقد منحوا النظام ذريعة لتنفيذ عمليات عسكرية وحشية خلال تقدمه، خصوصا عمليات القصف الجوي".
وكشف التركماني أن الأوضاع على الأرض تشهد كرا وفرا بين فصائل الجيش الحر وجيش النظام خصوصا بالقرب من منطقة بصر الحرير.
وكان النظام قد أعلن عن دخوله منطقة بصر الحرير، لكن الجيش السوري الحر أكد استعادتها في معركة شنها صباح يوم الثلاثاء 25 حزيران/يونيو.
وأكدت فصائل الجيش السوري الحر قتل وأسر عدد كبير من المقاتلين الموالين للنظام، إضافة إلى إسقاط طائرة حربية ثانية واعتقال الطيار بعد أن قفز منها .