أخبار العراق
رمضان

أهالي الأنبار ينعشون تقاليد رمضان

سيف أحمد من الأنبار

مسجد حمود المحمود في وسط الفلوجة يستقبل المصلين بعد الإفطار خلال شهر رمضان المبارك. [سيف أحمد/ديارنا]

مسجد حمود المحمود في وسط الفلوجة يستقبل المصلين بعد الإفطار خلال شهر رمضان المبارك. [سيف أحمد/ديارنا]

تشهد مدن محافظة الأنبار عودة التقاليد والعادات الرمضانية التي كانت قد حُظرت تحت حكم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وقال اسماعيل المحمدي وهو من سكان الفلوجة، لديارنا إن "أيام رمضان المباركة في الأنبار اختلفت كثيرا وبشكل جذري عندما كان داعش الإرهابي يسيطر على المدينة".

وأوضح أن التنظيم كان قد منع صلاة التراويح والصلوات المسائية في المسجد، كما منع الأهالي عن لعبة المحيبس التقليدية وتزيين منازلهم بالمصابيح.

وقال إنه خلال فترة سيطرة داعش "رافقنا الرعب والموت"، لافتا إلى أن "الحياة عادت إلى طبيعتها" مع تحرير الأنبار.

شبان تجمعوا في منتزه عام في وسط الفلوجة للعب المحيبس، وهي لعبة تنافسية بين فريقين لإيجاد خاتم خبئ من قبل أحد أعضاء الفريق. [سيف أحمد/ديارنا]

شبان تجمعوا في منتزه عام في وسط الفلوجة للعب المحيبس، وهي لعبة تنافسية بين فريقين لإيجاد خاتم خبئ من قبل أحد أعضاء الفريق. [سيف أحمد/ديارنا]

وأشار المحمدي إلى أن "الأسر الأنبارية عادت إلى تقاليدها وعاداتها القديمة في شهر رمضان ومنها الطعمة".

وشرح أن هذه العادة تتمثل في "تبادل الطعام بين الجيران ووضع الماء البارد والتمر واللبن في المساجد قبل آذان المغرب وقت الإفطار".

وقال المدرس جمال حمد لديارنا إن داعش "أجبرتنا على طلق لحانا ومنع الحلاقة".

وأضاف أن المواد الغذائية كانت قليلة خلال السنوات التي سيطرت فيها داعش على المنطقة و"كانت حياتنا عبارة عن خوف ورعب متواصل وفقدنا الكثير. وكان يمر شهر رمضان علينا دون الفرح به جراء العنف والقتل والتخريب".

وأكد "الأنبار والرمادي عادتا من جديد بفضل عزيمة أهلها وتعاونهم مع القوات الأمنية وإسناد مقاتلي العشائر".

عودة ʼالتقاليد الجميلةʻ

وفي هذا السياق، قالت طيبة عبيد الجميلي وهي من سكان الفلوجة لديارنا إن "الفلوجة مرت بظروف صعبة جدا من قتل وتدمير وحرمان أهلها من أبسط مقومات العيش".

وأضافت "كان محرم على النساء الخروج والتجوال في الأسواق وكان التنظيم المتطرف يجبرنا على ارتداء النقاب وعدم ظهور الوجه والعين وحتى الحديث مع أحد".

وتابعت أنه خلال شهر رمضان الحالي، "عاد بإمكان سكان المدينة ممارسة التقاليد الجميلة التي تعودوا عليها منذ الصغر".

وأشارت إلى أنه أصبح بإمكانهم من جديد شراء المواد الغذائية وإعداد أطباق الحلوى والشوربة وشراء اللحوم والمكسرات وغيرها من المواد التي تستخدم في مائدة الإفطار والسحور.

وتابعت قائلة إن داعش أرادت نشر الدمار لكن هذا العصر انتهى "بفضل القوات الأمنية بكافة صنوفها".

عودة المسحرجي إلى العمل

ومن جهته، ذكر هاشم العلواني الملقب بأبو الطبل وهو من سكان الرمادي "أعمل في المدينة مسحرجي منذ سنوات وأخذت هذه المهنة عن أبي".

وأضاف لديارنا "لكن منعت من التجوال في رمضان خلال سيطرة التنظيم على الرمادي في عام 2014 ولم أعاود العمل حتى تطهيرها في مطلع عام 2016".

ولفت إلى أن الأجهزة الأمنية العراقية أعطت كافة المسحرجية كتاب تخويل للعمل والتجوال ليلا في مناطق الرمادي لإيقاظ الناس وقت السحور.

وأضاف "نحن سعداء حينما نرى المواطنين يقدمون لنا وجبة السحور خلال تجوالنا في المناطق السكنية".

وتابع "لكل حي سكني مسحرجي خاص به حيث يتوزع المسحرجية على المناطق لضمان الوصول إلى الأحياء السكنية في أوقات معينة قبل وقت السحور".

وقال قائد شرطة الأنبار اللواء هادي كسار رزيج إن "الوضع الأمني في الأنبار مستقر بالكامل خلال شهر رمضان الكريم".

وأشار في حديث لديارنا إلى أنه تم تمديد فترة الحظر من منتصف الليل إلى الساعة الواحدة ليلا لإتاحة المجال أمام العائلات للتجوال بحرية"، مؤكدا أن "تنظيم داعش انتهى ولن يعود أبدا".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500