دعمت فرنسا وهي من الدول الأعضاء في التحالف الدولي، العراق في معركتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وتواصل توفير التدريب والدعم له لتعزيز القدرات القتالية للقوات العراقية.
ومنذ إخراج التنظيم المتطرف من المناطق العراقية التي كان يسيطر عليها، تدعم فرنسا القوات العراقية في جهودها الرامية إلى استهداف الجيوب المتبقية من عناصر داعش وتعزيز أمن الحدود.
وقال مسؤولون عراقيون لديارنا إن القوات الفرنسية ساعدت أيضا القوات العراقية في ملاحقة الخلايا النائمة لداعش ورصد تحركات داعش عبر الحدود في سوريا.
وذكر العميد يحيى رسول الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة أن "مساهمة الفرنسيين كانت ولا تزال كبيرة ومتميزة".
وأضاف لديارنا "ساعدونا على إلحاق الهزيمة بالتنظيم الإرهابي من خلال قيامهم بدك معاقله وتجمعاته وضرب خطوط الإمداد ومصادر التمويل"، مشيرا إلى الدعم الفرنسي المتواصل من حيث التدريب العسكري.
وقال رسول إن "فرنسا تستمر في ... رفع مهارات جنودنا وخبراتهم القتالية وتقوية مؤسستنا العسكرية بمختلف صنوفها، ولا سيما صنف المدفعية".
وشدد "بعد أن حققنا النصر على الإرهاب نحن حاليا في مرحلة جديدة من العمل تتمثل بتطوير قواتنا. نريد زيادة كفاءة المقاتلين من الناحية البدنية وتنمية قدراتهم على استخدام أحدث الأسلحة والمنظومات العسكرية المتطورة".
تعزيز الشراكة العسكرية
وأكد رسول على تصميم العراق على تعزيز شراكته العسكرية مع فرنسا.
وأوضح "لدينا مستوى جيد من التنسيق الاستخباري وهو متواصل من بداية حرب التحرير"، لافتا إلى أن البلدين يعملان يدا بيد لجمع ومشاركة المعلومات الاستخبارية الخاصة بمكافحة الإرهاب.
وقال "بفضل ذلك استطعنا توجيه ضربات مميتة للعديد من الأهداف الإرهابية".
وبدوره، ذكر الخبير الأمني سعيد الجياشي أن "التحرك العراقي يأتي بتنسيق كبير مع دول التحالف الدولي ومن بينها فرنسا وعلى ضوء معلومات استخبارية متبادلة بين الطرفين".
وأشار إلى أنه جرى اختراق الشبكة الأكثر سرية لداعش واستهداف قياداتها النشطة في سوريا التي تمثل خطرا كامنا على العراق.
وشدد الجياشي على أهمية علاقة العراق بفرنسا، لافتا إلى أن أي "أي تعزيز للتعاون يصب بالنهاية في خدمة مصلحة البلدين".
وأشار إلى أن القيادة الفرنسية لم تتردد في تقديم المساعدة للعراق منذ اليوم الأول للحرب على داعش، مبينا أن الطائرات الحربية الفرنسية وجهت الضربات على أهداف تابعة لداعش وأن سلاح المدفعية الفرنسي كان في خط المواجهة في عدة معارك، بما في ذلك المعركة الرمزية التي أدت إلى تحرير الموصل من داعش.
ونوّه الجياشي بأن "المساعدة الفرنسية لم تنته عند هذا الحد بل استمرت لما بعد الحرب، حيث يعمل الآن مستشارون عسكريون فرنسيون على تدريب جنودنا ومساعدتهم في بناء قوات متمرسة على تنفيذ المهام الخطرة والمعقدة".
تدمير البنية التحتية لداعش
ومن جهته، أكد خالد عبد الإله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد، أن الجهد الفرنسي وجهود التحالف الدولي كانت "فعالة ومدمرة لبنية داعش التحتية ومصادر قوتها".
وأوضح لديارنا "كان التدخل الفرنسي قويا في وقف التمدد الإرهابي ومعاونة الجيش العراقي على استعادة زمام المبادرة بالهجوم وانتزاع جميع الأراضي من سيطرة داعش".
وأشار عبد الإله إلى أن العراق يقدر تماما ما أظهرته فرنسا ودول التحالف الدولي الأخرى من التزام، وينظر بعين الاحترام للمساعدات التي قدمتها الدول الحليفة.
وشدد "نحن نتطلع لمدى أبعد من التعاون مع الفرنسيين والشركاء الدوليين".
وأضاف "نريد منهم مساعدتنا بإعمار مدننا التي دمرها الإرهابيون وتقديم كل ما لديهم من خبرات واستشارات لمحو آثار وتداعيات الحرب".
ونوّه عبد الإله بأن العديد من الشركات الفرنسية أبدت اليوم رغبتها بالدخول والاستثمار في السوق العراقية والمشاركة في عمليات البناء والتأهيل، قائلا "نأمل أن تكون المساهمة بالإعمار بثقل ما كان عليه الدعم العسكري".
تسليم.قطع.الشهداء
الرد1 تعليق