عادت الحياة مجددا إلى مدينة الرقة السورية، بعد أشهر فقط من تحريرها من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وأكد سكان ومسؤولون محليون أن المستلزمات الأساسية للحياة أصبحت متوفرة، كما تتواصل أعمال إزالة الألغام ورفع الأنقاض في إطار جهود إعادة الإعمار.
وقال صدام الهويدي وهو من لجنة الصحة التابعة للمجلس المدني، لديارنا إنه وباستثناء الدعم المقدم من قبل التحالف الدولي، لم يتم توفير أي دعم دولي لإعادة إعمار الرقة.
وأوضح أن التحالف قدم معظم سيارات الإسعاف والشاحنات والجرافات والآليات، ويتم استخدامها بشكل مستمر.
وتابع أن مستشفى التوليد في المدينة عاد. إلى الخدمة وتم توسيعه ليشمل خدمات لرعاية الأطفال، كما أعاد مستشفى المشهداني العام فتح أبوابه أمام المرضى.
وأشار إلى أن البلدية أنشأت لجنة ضابطة عامة مهمتها ضبط الأسعار ووقف الغش والتعدي على الأملاك الخاصة والعامة.
أعمال إعادة الإعمار جارية
وفي هذا السياق، قال عبد الله العريان رئيس لجنة الإعمار لديارنا إن "إعادة الإعمار بشكل كامل تحتاج لمبالغ ضخمة جدا وتمويل دولي، لذا فإن الأمر الآن محصور بما يقوم به الأهالي".
ولفت إلى أن لجنة إعادة الإعمار تقوم برفع الأنقاض والألغام وإزالة الجثث من الشوارع، في حين يتولى المواطنون مهمة إعادة بناء وترميم منازلهم ومحلاتهم التجارية.
ومن جهته، قال عبدو عبد القادر مسؤول محطة تصفية مياه الرقة لديارنا إن عملية إصلاح وترميم محطة ضخ الكسرات تعني أن المياه عادت توزع على الرقة والمناطق المحيطة بها.
وأكد أن العمل جار لإصلاح الشبكة المتضررة، حيث تبين وجود ضرورة لاستبدال أنبوبين أساسيين علما أنه تم استبدال أحدهما فيما يجري العمل على استبدال الآخر.
وبدوره، ذكر مصطفى شيلان وهو من إحدى الفرق الهندسية التابعة لقوات سوريا الديموقراطية، أن العمل مستمر في مدينة الرقة لإزالة الألغام والعبوات الناسفة ومخلفات الحرب.
وأوضح لديارنا أن هذه الأعمال تجري على يد فرق مختصة من قوات سوريا الديموقراطية والمنظمات الإنسانية العالمية المتخصصة في نزع الألغام.
وأضاف أن "أعمال رفع الألغام بدأ في الطرقات الرئيسية أولا بالإضافة إلى المرافق العامة كمحطات الكهرباء والمياه والمستشفيات، وتم الانتقال بعدها إلى المناطق السكنية".
وأشار إلى أن "العمل يتم وفقا لجدول موضوع بعد تقسيم المدينة إلى مربعات يتم تنظيفها بشكل متتال".
إعادة الحياة إلى المدينة
وقدر شيلان بأنه تم تفكيك ألفين من أصل 12 ألف لغم زرع في المدينة، لافتا إلى أنه تم العثور على آلاف الألغام والعبوات الناسفة في مخازن تركها عناصر داعش خلفهم.
وأشار إلى ضبط مستودعين لتصنيع الألغام والمتفجرات في شارعي تل أبيض والأماسي.
وذكر أنه تم إنشاء فريق استجابة سريعة لسحب الجثث من تحت الأنقاض وقد سحب هذا الأخير حتى اليوم "أكثر من 70 جثة" ويعمل حاليا بالتنسيق مع فرق رفع الألغام.
وقال ميزر الأحمد وهو من مشرفي لجنة الإعمار إن مستلزمات الحياة الأساسية أصبحت متوفرة من جديد.
وأضاف أنه تم تأمين مادة الطحين للأفران من خلال استحداث مطحنة جديدة ومستودع جديد للتخزين يسمح للأفران ببيع الخبز بأسعار رمزية تقارب المائة ليرة سورية (0.19 دولار).
وتابع أنه تم إعادة تأهيل المسلخ "باعتبار تربية المواشي وبيع اللحوم من أهم الاعمال الممارسة في المنطقة".
كذلك، أكد أنه تم التركيز أيضا على النواحي الاجتماعية في المدينة، من خلال نشاطات كتأهيل الملاعب وإقامة مباريات كرة القدم وتنظيف وترميم المتحف.