بدأت يوم الثلاثاء، 13 آذار/مارس، عملية إجلاء المرضى والجرحى السوريين الأكثر حاجة إلى العناية الطبية من الغوطة الشرقية إلى مستشفيات دمشق، وذلك بإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري.
وأكد أطباء من داخل الغوطة لديارنا أن الدفعة الأولى شملت المرضى من مدينة دوما فقط كون الفصيل الذي يسيطر عليها هو من أجرى المفاوضات مع النظام السوري بواسطة الأمم المتحدة.
وقال الدكتور أنس أبو ياسر العامل في المكتب الطبي التابع لقطاع المرج في الغوطة الشرقية، لديارنا إنه تم إجلاء 35 مريضا معظمهم من النساء والأطفال مع مرافقين لهم من مدينة دوما.
وأكد أنهم توجهوا أولا نحو معبر الوافدين ومنه باتجاه المستشفيات في العاصمة دمشق.
وأضاف أن "هذه الدفعة ليست إلا الدفعة الأولى التي من المقرر أن تخرج من المدينة بعد الاتفاق الذي تم برعاية الأمم المتحدة"، لافتا إلى أن الاتفاق شمل إخراج عدد من الحالات باتجاه مناطق أخرى أيضا.
وأشار إلى أن "الحالات الحالية ستكون باتجاه دمشق فقط".
ويوم الاثنين، ذكرت الأمم المتحدة أن أكثر من ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال هم بحاجة إلى عملية إجلاء طبي عاجل من الغوطة الشرقية، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، سمحت العملية التي نفذت يوم الثلاثاء بإخراج 150 مدنيا من دوما.
ومن المتوقع أن يتم إجلاء عشرات الآخرين وكلهم من المدنيين يوم الأربعاء.
قائمة تضم 700 اسم
وفي هذا السياق، ذكر أبو ياسر أن الهيئات الطبية في مدينة دوما حضّرت قوائم بأسماء المرضى الذين يحتاجون إلى عملية إجلاء وبلغ عدد الواردين فيها 700 حالة.
وأوضح أنه "يتم فرز [القوائم] مع الهلال الأحمر السوري الذي يقرر من سيتم نقله يوميا"، لافتا إلى أن عملية الاختيار سيعطي الأولوية للمصابين بالأمراض المزمنة.
وأشار إلى أن الأولوية ستعطى للنساء والأطفال، يليهم الجرحى وكبار السن.
وأضاف أبو ياسر أن "الاتفاق يشمل فقط المدنيين الجرحى والمرضى في منطقة مدينة دوما ومحيطها فقط كون الاتفاق تم بين تنظيم جيش الإسلام والنظام من خلال الأمم المتحدة".
وبالتالي، فإن المناطق الباقية تقع خارج الاتفاق كون المنطقة أصبحت مؤلفة من ثلاثة أقسام محاصرة وجيش الإسلام لا يسيطر إلا على إحداها.
ولا يوجد أي اتصال بين اللجان المفاوضة التابعة للأمم المتحدة وبين التنظيمات التي تسيطر على القسمين الباقيين وهما منطقة حرستا الخاضعة لتنظيم أحرار الشام والمنطقة الوسطى الواقعة بيد تنظيم فيلق الرحمن.
وأكد أبو ياسر أن اتفاقا آخر منفصل جرى تنفيذه في الغوطة الشرقية، وقضى بإجلاء أكثر من 60 عائلة كانت عالقة في بلدة مسرابا.
وأوضح أنه تم نقل هذه العائلات إلى أحد المخيمات الرياضية في مناطق واقعة تحت سيطرة قوات النظام بالقرب من دمشق.
رعاية طبية عاجلة
وبعد فترة انتظار دامت سنة، غادر المواطن السوري راتب شيخ بكري وهو مبتور الساق، مدينة دوما يوم الثلاثاء للحصول في دمشق على الرعاية الطبية التي يأمل أن تنقذ ساقه الأخرى، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأجهش الرجل البالغ من العمر 56 عاما بالبكاء بعد وصوله إلى نقطة الوافدين الخاضعة للنظام على أطراف الغوطة الواقعة تحت سيطرة المعارضة.
وقد بترت ساقه اليمنى بالقرب من عظام الورك، وانتظر أن يتم إجلاؤه من دوما طوال عام ونصف من أجل الحصول على علاج اللازم لساقه اليسرى.
وقال "جئت إلى دمشق للعلاج قبل أن أفقد ساقي الثانية أيضا". ولا تزال بناته الثلاثة وابنيه عالقين داخل دوما تحت الحصار والقصف.
ووصل إلى الوافدين حشود من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم وتجمعوا في نقطة تجمع مؤقتة داخل مدرسة، وكان كثيرون يرتدون طبقات عدة من المعاطف الشتوية كأنهم حاولوا أخذ أكبر قدر ممكن من الملابس معهم.
أما بالنسبة للأشخاص الذين لم تشملهم عملية الإجلاء، فلا تزال الظروف صعبة جدا.
وحذرت نائب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة كايت غيلمور يوم الثلاثاء من أن نحو 125 ألف طفل هم عالقون في الغوطة الشرقية، ويعاني العديد منهم من سوء تغذية حاد.