كشف ناشط عن اتفاق جديد لإجلاء المرضى والمصابين من جيب المعارضة بالغوطة الشرقية في ريف دمشق.
وكانت قوات النظام السوري قد نجحت في تقسيم المنطقة إلى ثلاثة أقسام، ما زاد الضغط على المدنيين الذين يعانون من الحصار المشدد المفروض عليهم منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وقال الناشط أحمد البيك لديارنا، إن جيش الإسلام الذي يسيطر على مدينة دوما، أعلن يوم الاثنين 12 آذار/مارس عن توصله إلى اتفاق مع قوات النظام عبر الأمم المتحدة لإخلاء الجرحى والمرضى.
وأفادت الأمم المتحدة أن أكثر من 1000 شخص، بينهم نحو 80 حالة مستعجلة، في حاجة ماسة للإجلاء الطبي من الغوطة الشرقية، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضح البيك أنه بموجب الاتفاق، سيتم نقل أولئك الذين هم في حاجة ماسة إلى الأدوية والعلاج إلى خارج الغوطة الشرقية، مشيراً إلى أن الإجلاء سيكون باتجاهين.
وقال إن "مجموعة من المدنيين ستتجه في الأغلب نحو مستشفيات دمشق والمناطق الخاضعة لسيطرة النظام، في حين سيتم نقل مجموعة ثانية والتي تضم بشكل رئيس مقاتلين مصابين إلى منطقة إدلب".
وأكد أن "عملية الإجلاء هذه باتت ضرورية جداً في ظل ندرة المواد الطبية وخروج معظم المستشفيات والمراكز الطبية عن العمل بسبب تعرضها لإضرار كبيرة نتيجة للغارات الجوية وعمليات القصف".
ويوم الثلاثاء، كانت سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر العربي السوري على أهبة الاستعداد لإجلاء الناس، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية، كما كان منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، علي الزعتري، جاهزاً أيضاً.
وفي هذا الإطار، أشار رئيس المكتب السياسي لجيش الإسلام ياسر دلوان، إلى أنه "سيتم إجلاء مجموعة من الحالات الطبية الحرجة مع الأشخاص الذين يرافقونهم إلى الأراضي التي يسيطر عليها النظام، وذلك عبر حاجز الوافدين".
وأكد مصدر عسكري عند حاجز الوافدين أنه "تم اليوم إخلاء عدد من الحالات الطبية الخطيرة والجرحى إضافة إلى عدد من المدنيين".
لكنه جزم "عدم مغادرة مقاتلين اليوم"، دون أن يعطي تفاصيل أخرى.
تقسيم الغوطة الشرقية
وأضاف البيك لديارنا أن قوات النظام نجحت في الأيام الأخيرة بتقسيم منطقة الغوطة الشرقية الى ثلاثة أقسام منفصلة، أكبرها منطقة مدينة دوما وجوارها.
وتابع أن هذه القوات تحاصر المناطق الثلاث بشكل تام، مع استمرارها بقصفها واستهدافها بعمليات القنص والغارات الجوية.
ولفت إلى أن "الحصار الجديد زاد من معاناة الأهالي بشكل كبير لأنه أقفل كل المنافذ القديمة التي كانت تسمح بتهريب بعض المواد الغذائية والطبية اللازمة والضرورية".
وقال إنه لم يتبق إلا جزءا يسيراً من المساعدات التي أدخلت مؤخراً وبعض المحاصيل الزراعية التي زرعت وتم استهلاك معظمها.
وأكد أن عمليات القصف الأعنف تشهدها بلدتي حرستا وعربين الواقعتين تحت سيطرة تنظيم هيئة تحرير الشام، ويبدو أنهما ستكونان الهدف التالي لقوات النظام لدخولهما والسيطرة عليهما.
وأردف البيك أن المنطقة شهدت عملية نزوح كبيرة من حرستا وعربين ومحيطهما باتجاه المنطقة الجنوبية من الغوطة، والتي تقع تحت سيطرة تنظيم فيلق الرحمن.