شهد مخيم اليرموك للاجئين جنوب دمشق موجة من النزوح في أعقاب القتال العنيف الذي اندلع بين تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وهيئة تحرير الشام، حسبما ذكر ناشطون لديارنا.
وقالوا إن المعارك بين الجماعتين المتطرفتين أتاحت لتنظيم داعش توسيع رقعة سيطرته داخل المخيم عبر الاستيلاء على عدة مناطق كانت تحت هيمنة هيئة تحرير الشام.
وفي حديث لديارنا، كشف الناشط المقيم في مخيم اليرموك، بهاء السهلي، أن القتال في مخيم اللاجئين الفلسطينيين بين داعش وهيئة تحرير الشام ما يزال مستمراً.
وقال إن "داعش تمكنت من إحكام سيطرتها على عدد من المناطق كانت تحت هيمنة هيئة تحرير الشام، منها شارع حيفا والمستشفى الفلسطيني ومنطقة المشروع".
وأوضح السهلي أن عناصر داعش تمكنوا فجر يوم الاثنين، 19 شباط/فبراير، من دخول منطقة الريجة التي تعتبر آخر معاقل الهيئة في وسط المخيم.
وتلا ذلك معارك أسفرت عن سقوط أكثر من 50 مسلحاً متطرفاً من كلا الجانبين بين قتيل وجريح.
داعش تعزز صفوفها بضم مجرمين
وأكد السهلي أن تنظيم داعش عمد إلى تجنيد عدد من المجرمين في صفوفه بعد الانحسار الكبير في عديده.
ولفت إلى أن هؤلاء المجندين ليسوا سوى مجموعة من اللصوص والقتلة بايعو التنظيم لأنه يؤمن لهم الحماية التي ينشدون، وفي المقابل، ساهم تجنيدهم في "إعادة ترجيح كفة القوى في المخيم لصالح داعش من جديد".
ومع انشغال الجماعتين في القتال حول السلطة، أثارت الاشتباكات موجة من النزوح بين المدنيين الذين فروا من مناطق القتال بسبب عنف المعارك حفاظاً على حياتهم.
وأكد السهلي أن "تنظيم داعش قام بتفتيش جميع المنازل في شارع حيفا، وسرق محتويات العديد منها بحجة أنها تعود لعناصر من الهيئة أو مؤيدين لها".
وأشار إلى أن الخوف حالياً هو من محاولة عناصر داعش التمدد أكثر، خصوصاً في اتجاه بلدات بيت سحم ويلدا وببيلا في غربي المخيم وعلى تماس مباشر مع المنطقة الواقعة أصلاً تحت سيطرته.
وقال إن هذه المنطقة تشهد كثافة سكانية كبيرة إذ لجأ إليها معظم النازحين، ومن الممكن أن تزدحم أكثر مع فرار أهالي من المناطق الخطرة في مخيم اليرموك.
في غضون ذلك، تزداد المخاوف داخل المخيم من وقوع عدد كبير من الضحايا بين المدنيين إذا ما استمرت المعارك بين الطرفين.