ذكر مسؤولون لديارنا أن الحكومة العراقية تعمل على إعادة إعمار جسور الموصل التي دمرت في المعارك الهادفة إلى طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من المدينة، وذلك ضمن خطة تأهيل بدعم دولي.
وتربط خمسة جسور رئيسية مقامة على نهر دجلة بين جانبي الموصل الشرقي والغربي، فيما يمتد عدد من الجسور الثانوية على نهر الخوصر الذي يخترق شرقي الموصل.
وتسير خطة الإعمار على مرحلتين، فتركز الأولى على إصلاح الجسور الأقل دمارا وافتتاح ممرات مؤقتة. أما المرحلة الثانية، فستعالج الجسور الأكثر تضررا.
ولفت عبد الستار الحبوب مدير بلدية الموصل لديارنا إلى اكتمال أعمال تأهيل الجسر الحديدي وهو الجسر الأقدم في المدينة.
وقال "من المؤمل إعادة افتتاحه رسميا أمام حركة المرور في منتصف شباط/فبراير المقبل".
وانتهت شركة "سعد" العامة والتابعة لوزارة الإعمار والإسكان، من أعمال إعادة التأهيل خلال فترة خمسة أشهر وبكلفة 2.5 مليون دولار ممولة من البنك الدولي.
جسور مؤقتة
وقال الحبوب إنه ضمن المرحلة الأولى للخطة، افتتحت الوزارة جسرين مؤقتين أحدهما يعوض عن جسر "الحرية".
وأوضح أن جسرا مؤقتا سيحل أيضا محل الجسر الرابط بين حي الضباط شرقي الموصل ومنطقة الدواسة في الغرب.
وأشار إلى أن "قوات الجيش وبالتعاون مع بلدية الموصل قامت بافتتاح جسرين مؤقتين آخرين".
وسيحل هذان الجسران محل جسر أبي تمام الطائي وجسر آخر هو الأطول في الموصل ويربط بين حيي المهندسين شرقي الموصل والشفاء في الغرب.
ونوّه الحبوب إلى اقتراب وزارة الإعمار من إنجاز إعمار جسر "سيدتي الجميلة" وهو معبر ثانوي يربط بين حيي الزهور والمثنى.
وأكد الحبوب على أن الجسور المؤقتة هي مجرد جسور تعويضية تسهل حركة المرور وتسمح للمواطنين بالتنقل عبر المدينة إلى حين إعادة تأهيل الجسور الرئيسية.
وقال الحبوب إن الجسور الرئيسية الأربعة المتبقية تتطلب "ما لا يقل عن عام لتأهيلها".
ولفت الحبوب إلى "إنجاز الكشوفات الخاصة بتقرير حجم الأضرار والمبالغ التخمينية المطلوبة لإعمار جسري الحرية والرابع"، ذاكرا أنه من المتوقع أن تبدأ أعمال إعادة الإعمار قريبا بقرض ألماني.
وأضاف "تقدر تكلفة إعمار جسر الحرية بـ 25 مليون دولار والجسر الرابع بـ 35 مليون دولار".
الأولوية لإعادة الإعمار
وبدوره، شدد حسن شبيب السبعاوي عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى في حديث لديارنا على ضرورة إعطاء الأولوية لإعادة الإعمار، ذلك أن ثمة 73 جسرا مدمرا في المحافظة.
وأكد أن هذا الملف في غاية الأهمية، "فالجسور واحدة من القطاعات التي تمس شؤون الناس بشكل مباشر وتساهم باستقرار ونشاط المدن".
وقال إن "الجسور المؤقتة في الموصل خففت كثيرا من أزمة الاختناقات المرورية التي تضاعفت بعد عودة الكثير من العائلات النازحة لمناطق سكنها"، لافتا في الوقت عينه إلى أنه ما من بديل للجسور الأصلية.
وقال المسؤولون المحليون في نينوى في حديث لديارنا إنهم متفائلون بأن مؤتمر المانحين الذي سيقام في الكويتقريبا سيدعم جهود إعادة الإعمار في المحافظة.
وذكر حسام الدين العبار عضو لجنة الخدمات بمجلس محافظة نينوى أن "قطاع الجسور يتطلب أموالا طائلة للنهوض به. ونعول اليوم كثيرا على مؤتمر الكويت وما ستقدمه الدول المانحة من مساهمات نوعية".
واستدرك العبار في حديثه لديارنا "لدينا تقارير شاملة عن جميع مشاريع البنية التحتية المدمرة جراء الإرهاب ومن بينها الجسور، ولا ننتظر سوى الدعم الدولي للمباشرة بإعمارها".