استهدفت غارات جوية سورية جديدة منطقة الغوطة الشرقية الجمعة، 9 شباط/فبراير، لليوم الخامس على التوالي في إطار عملية قصف أسفرت عن مقتل أكثر من 230 مدنيا.
وقصفت الطائرات الحربية السورية مدن الجيب منذ الاثنين، مما تسبب في محاصرة آلاف العائلات في ملاجئ مؤقتة وشكل تحديا لعمال الإغاثة.
وفشلت الدول الكبرى في دعم نداء وجهه المسؤولون في الأمم المتحدة لتطبيق هدنة لشهر واحد في سوريا للسماح بتسليم المساعدات العاجلة والطارئة وتنفيذ عمليات الإجلاء الطبية.
وقالت المجموعات الإغاثية إن عملية القصف عرقلت وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة وحذرت من حدوث أزمة، في حين طالبت الولايات المتحدة يوم الخميس بأن يضع النظام والقوات الروسية حدا للغارات الجوية.
واستؤنفت الغارات على عدة مدن من الغوطة الشرقية صباح الجمعة.
واستفاد السكان من بضع ساعات من الهدوء للبدء برفع الأنقاض والزجاج المكسور عن مداخل منازلهم.
وفي دوما، شوهد بعض الأشخاص وهم يبحثون عن ممتلكات يستطيعون إنقاذها، في حين سارع آخرون إلى السوق للبحث عن مواد غذائية ومستلزمات أخرى.
ولكن قبل حلول الظهر، حذر إعلان صدر عبر مآذن المساجد من غارات جديدة: "طائرة مراقبة تحلق في الأجواء. غادروا الشوارع".
وبعد ذلك بقليل، استهدفت غارتان مدينة عربين حيث قتل نحو عشرين شخصا يوم الخميس.
وأفادت فرق الإسعاف في المدينة بأن القصف المتواصل شكل تحديا هائلا بالنسبة لها .
وقال حمزة وهو أحد الأطباء الذين كانوا يعالجون المصابين إنه "من 2011 وحتى اليوم، لم نشهد قصفا متواصلا كالذي شهدناه في الساعات الـ 96 الأخيرة".
'كارثة إنسانية'
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 75 شخصا قتلوا يوم الخميس، ثلاثة منهم متأثرين بالجروح التي أصيبوا بها قبل يوم، الأمر الذي رفع حصيلة القتلى بين المدنيين إلى أكثر من 230 شخصا.
يُذكر أن الغوطة الشرقية تضم نحو 400 ألف شخص يعيشون تحت حصار صارم يفرضه النظام منذ العام 2013.
وأكثر من 4000 عائلة تعيش في ملاجئ ومخابئ خوفا من الغارات الجوية، حسبما ذكرت منظمة "إنقاذ الطفل".
وقالت مديرة المنظمة في سوريا صونيا خوش إن "الحصار يعني أن ليس أمامها أي مكان تلجأ إليه. يجب أن يتم إيقاف المعارك فورا ووضع حد للحصار".
من جانبها، قالت مجموعة "كير إنترناشونال" إن كثافة الغارات الجوية صعّبت إلى حد كبير مهمة عمال الإغاثة في مساعدة المحتاجين.
وسألت مديرة العلاقات العامة في المجموعة جويل بسول "يصعب على شركائنا التنقل، فكيف بإمكانهم الوصول إلى الأشخاص المحتاجين؟"
وأضافت "في حال لم تحصل هدنة وبقيت الأمور من دون حل، ستكون الكارثة الإنسانية هائلة".