عاد أكثر من 1000 من أطفال مدينة الرقة السورية إلى مقاعد الدراسة ويخضعون حاليًا لامتحانات نهاية الفصل الأول وذلك للمرة الأولى منذ طرد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) من المدينة.
أحمد العيسى، وهو أستاذ بمدرسة الوحدة العربية في مدينة الرقة، قال لديارنا إن مدرسته الكائنة في حي المشلب هي المدرسة الأولى في مدينة الرقة التي تفتح أبوابها لأبناء المدينة.
وكان حي المشلب أول حي يستقبل الأهالي العائدين.
وقال إن المدرسة لا تزال تعاني من نقص حاد في الإمكانيات وتحتاج للكثير من عمليات الترميم والأجهزة والمعدات لإنجاح العملية التعليمية.
ولفت إلى أن 1111 طالبًا عادوا إلى مقاعد الدراسة منذ شهر تقريبًا، وأن الكادر التعليمي يحاول بالتعاون مع مجلس الرقة المدني ولجنة التربية التابعة للمجلس أن يعيد العملية التعليمية الى طبيعتها.
وأوضح أن ذلك يتم باستخدام ما توفر من إمكانيات.
مشيرًا إلى أن إصرار المجلس والأهالي كان كبيرًا لإعادة افتتاح المدرسة رغم حاجتها لترميمات واسعة.
وقال أن عملية إعداد المدرسة لإعادة الافتتاح استغرقت شهرين.
وتابع أنه بعد تحرير المدينة، أعيد فتح الطرقات في حي المشلب، ما سمح بتنظيف المدرسة من ركام القتال بالإضافة إلى بعض الألغام التي كانت مزروعة بمحيطها وداخل أسوارها.
التركيز على الصحة العقلية والروح المعنوية
وأضاف العيسى أن إدارة المدرسة تخضع حاليًا الطلاب لامتحانات الفصل الأول التي بدأت يوم الأحد (14 كانون الثاني/يناير)، أسوة بباقي الطلاب في سوريا.
مشيرًا إلى أن التركيز في هذه الفترة على الطلاب ليس أكاديميًا وتعليميًا بشكل كامل، بل يركز الكادر التعليمي على الحالة النفسية والمعنوية للطلاب.
وأوضح أن العديد منهم غاب لسنوات طويلة عن مقاعد الدراسة.
وهؤلاء تتم معاملتهم بشكل خاص من خلال إخضاعهم لفحص لقدراتهم الفكرية والأكاديمية لمعرفة الطريقة الأفضل لتعوض ما فاتهم من دراسة.
ويقول العيسى إن السنوات الخمس الماضية التي عاشها أطفال المدينة تحت سيطرة تنظيم داعش أثرت على حالتهم النفسية بشكل كبير وواضح.
واختتم أن المطلوب الآن هو محو هذه الذكرى القاسية من عقولهم بالإضافة إلى محو أي رواسب لأفكار التنظيم التي حاول حشو رؤوس الأطفال بها من خلال سيطرته على المدارس وفرضه المناهج التعليمية الخاصة به.