أخبار العراق
تربية

إقفال المدارس في إدلب حفاظاً على سلامة التلاميذ

وليد أبو الخير من القاهرة

تلامذة يحضرون صفاً في إحدى مدارس إدلب. [حقوق الصورة لتوفيق عواد]

تلامذة يحضرون صفاً في إحدى مدارس إدلب. [حقوق الصورة لتوفيق عواد]

أقفلت المدارس في معظم مناطق محافظة إدلب بسبب الوضع الأمني المحفوف بالمخاطر والخوف من تعرضها للقصف أو الضربات الجوية، مع استمرار القتال في ريف المدينة.

وتستعرّ المعارك بين جماعات المعارضة المسلحة من جهة - بما في ذلك بعض الفصائل المتطرفة - والنظام السوري وحلفائه.

ووسط اشتداد القتال، أصدرت مديرية التربية والتعليم في إدلب مرسوماً يدعو جميع المؤسسات التعليمية إلى تعليق العملية التعليمية، وفقا لما ذكره المعلم والمسؤول في المديرية توفيق عواد.

وأضاف أن "القرار يركز بشكل خاص على مناطق ابو الضهور وخان شيخون والمعرة القريبة من مناطق القتال، وذلك بسبب الخطر المحدق بتلامذة مدارس هذه المناطق وما قد يتعرضون له من أذى نتيجة للقصف أو الغارات الجوية".

أبواب مديرية التربية والتعليم في ريف إدلب مقفلة. مع اشتداد حدة القتال وحفاظاً على سلامة تلامذتها، تلقت مدارس المحافظة توجيهات بإغلاق أبوابها. [حقوق الصورة لتوفيق عواد]

أبواب مديرية التربية والتعليم في ريف إدلب مقفلة. مع اشتداد حدة القتال وحفاظاً على سلامة تلامذتها، تلقت مدارس المحافظة توجيهات بإغلاق أبوابها. [حقوق الصورة لتوفيق عواد]

وكشف لديارنا أن واقع الأمور يظهر أن العملية التعليمية متوقفة منذ بعض الوقت بسبب هرب معظم سكان هذه المناطق منها أو إحجامهم عن إرسال أبنائهم إلى المدارس خوفاً على سلامتهم.

وأوضح أن توقف عملية التعليم طال مناطق عديدة من إدلب، إذ لا يوجد إلا عدد قليل من المدارس المفتوحة في المناطق الغربية من المحافظة لبعدها نسبياً عن القتال الجاري.

تعطل نظام التعليم

وسخر عواد من إصرار مديرية التعليم على إجراء الامتحانات الفصلية في المدارس التي ما تزال مفتوحة، مشيراً لديارنا إلى أن هذا القرار لاقى معارضة كبيرة من الجسم التعليمي.

ومع ذلك، قال إن الإدارة أصرت على إجرائها، علماً أن عدد المدارس التي تستطيع ذلك لا يتجاوز الـ 10 مدارس.

وأردف عواد أن "استمرار العملية التعليمية في بعض المدارس دون المدارس الأخرى، سيحدث تبايناً في المستوى التعليمي بين أبناء الجيل الواحد والصفوف الواحدة".

إلى هذا ذكر أن "التلامذة يعجزون عن التركيز، ما يفقد الامتحانات هدفها الأساس".

ولفت إلى أن عدداً كبيراً من مدارس مدينة إدلب ومحيطها، تحول إلى مراكز لإيواء النازحين من المناطق التي سقطت بيد قوات النظام وحلفائه، أو تلك المتاخمة لها.

وأكد عواد أن العملية التعليمية في إدلب تشهد منذ أشهر تدهوراً كبيراً بسبب فقدان الدعم اللازم لها، ما أدى إلى تراجع كبير في عدد المدرسين والمتطوعين على حد سواء.

المعلمون خائفون ولا يتلقون رواتبهم

وقال إن العديد من المعلمين أحجموا عن التدريس بسبب انقطاع رواتبهم لأشهر طويلة، إضافة إلى تناقص عدد المتطوعين بشكل كبير.

ويعود ذلك وفقاً له إلى غياب عمل المنطمات الإغاثية والإنسانية الدولية، بعد منع هيئة تحرير الشام لها من العمل في المنطقة.

وذكر أنه منذ سيطرة التحالف المتطرف على المنطقة الخارجة عن سيطرة النظام، بات تحرك المتطوعين محفوفاً بالمخاطر.

وأضاف عواد أن هيئة تحرير الشام التي تسيطر عليها جبهة النصرة سابقاً، "منعت عدداً كبيراً من المتطوعين من العمل كأساتذة بسبب معارضتهم لها".

وتابع أن التحالف أجبر من يريد من المتطوعين والمعلمين البقاء على الخضوع لدورات تدريبية "وشرعية" قبل استئناف تعليمهم في مدارس المنطقة.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500