تكبدت هيئة تحرير الشام خسائر بشرية ومادية جسيمة خلال المعارك الدائرة في منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق، حسبما أكد ناشطون لديارنا، الخميس، 4 كانون الثاني/يناير.
وقال الناشط محمد البيك من لجنة تنسيق الغوطة الشرقية، إن المنطقة شهدت نهاية الأسبوع الماضي اندلاع قتال عنيف عندما رفض مسلحو هيئة تحرير الشام الانسحاب إلى مدينة إدلب وضواحيها.
وأوضح لديارنا أن هذا الأمر يعد انتهاكاً لاتفاق المصالحة الذي تقضي بنوده بمغادرتهم المنطقة مع عائلاتهم، مقابل وقف عمليات القصف التي تستهدفها.
وأضاف أن معظم فصائل المعارضة في المنطقة شاركت في القتال، وأغلبها متشددة كجيش الإسلام وجيش الأبابيل.
وأشار البيك إلى أن هيئة تحرير الشام التي تسيطر عليها جبهة النصرة سابقاً تكبدت أفدح الخسائر، كونها الأكبر من حيث عدد مقاتليها والأراضي التي تسيطر عليها.
ولفت إلى أن "أشرس المعارك جرت في بلدة حرستا ومحيطها، حيث يوجد مجموعة من المباني كانت مخصصة لوحدات الجيش والأمن السوري التابع للنظام".
وكشف أن هيئة تحرير الشام تمكنت من احتلال هذه المنطقة ومحاصرة نحو 200 من ضباط وجنود النظام في مبني تابع للمباحث الجنائية.
إلا أن قوات النظام والميليشيات الموالية لها استطاعت يوم الخميس، 4 كانون الثاني/يناير، من دخول المنطقة وفك الحصار وقتل أكثر من 30 مقاتلاً من هيئة تحرير الشام ينتمون إلى جنسيات مختلفة.
الأهالي يطالبون بانسحاب المسلحين
وأوضح البيك أن المعارك اندلعت فجأة بعد أن كان الأهالي يأملون بعودة الهدوء فور انسحاب المقاتلين المتطرفين من المنطقة.
وقال إن المعارك ساهمت في تأليب الرأي العام في المنطقة ضد الهيئة، لا سيما وأنها تخضع لحصار من قبل النظام السوري منذ شهور طويلة.
وشهدت بعض البلدات تظاهرات طالبت المسلحين بالانسحاب من المنطقة، أبرزها ببيلا، حيث تظاهرت مجموعة كبيرة من نساء البلدة ومحيطها للمطالبة بخروج عناصر جيش الاسلام وجيش الأبابيل من مناطقهن.
وأوضح أن عناصر جيش الإسلام حاولوا تفريق تظاهرة يوم الخميس بالقوة وإطلاق النار لترهيب المتظاهرات، ما أسفر عن جرح عدد منهن وبعض الأطفال الذين كانوا يشاركون فيها.
وأردف أنه سبق لهذه الطريقة أن استخدمت في تفريق التظاهرة التي خرجت يوم الثلاثاء.