طالب الأطباء السوريون في منطقة الغوطة الشرقية شرقي دمشق بإجلاء العشرات من الأطفال الذين يعانون من ظروف صحية صعبة بصورة عاجلة.
وقالوا إن تقريراً صدر مؤخراً عن منظمة اليونيسف حول آثار أعمال العنف المتواصلة في الغوطة الشرقية الخاضعة لحصار من قبل النظام منذ العام 2013، يسلّط الضوء على خطورة الوضع.
ففي تقرير أصدرته يوم الأحد، 10 كانون الأول/ديسمبر، ذكرت المنظمة أن الأطفال في منطقة الغوطة الشرقية يعانون من إحدى أخطر الأزمات الصحية في الحرب السورية.
وأكد التقرير أن 12 في المائة من الأطفال الذين هم دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد، مضيفاً أن "137 طفلاً يحتاجون إلى مغادرة المنطقة على وجه السرعة لتلقي العلاج عن أمراض تتراوح ما بين الفشل الكلوي وسوء التغذية الشديد والإصابات الناجمة عن الحرب".
وفي هذا السياق، قال الدكتور أنس أبو ياسر مدير المكتب الطبي التابع لقطاع المرج، لموقع ديارنا إن تقرير منظمة اليونيسف "أتى في الوقت المناسب لإنقاذ اطفال الغوطة من موت محتم ينتظرهم".
ولكنه ذكر أن عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى عملية الإجلاء الطبي هو أكبر بكثير مما ورد في التقرير، مشيراً إلى أن "أكثر من 500 طفل" يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة.
وأكد أن "عشرات الحالات يتم متابعتها حالياً من قبل أطباء مناطق الغوطة بما أمكن من إمكانيات متواضعة جداً لا تتناسب مع أوضاع [الأطفال] الصحية"، محذراً من كارثة حقيقية في حال لم تتم الاستجابة لنداء اليونيسف.
وقال أبو ياسر إن خمسة أطفال لقوا حتفهم حتى الآن وكان آخرهم مهند علاوي الذي توفي في 9 كانون الأول/ديسمبر كونه لم يحصل على عملية جراحية للكلى.
وأكد أن "الأطباء حاولوا علاجه بما أمكن من أدوات جراحية وأدوية موجودة في المنطقة إلا أن الأمر لم يكن كافياً".
ولفت إلى أن أكثر من 35 طفلاً هم في وضع مشابه ويحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة لإنقاذ حياتهم.
وأشار أبو ياسر إلى أن الحالة الصحية في الغوطة الشرقية بدأت تسوء منذ بداية الحصار المفروض على المنطقة.
ولفت إلى أن "المواد الطبية تدخل المنطقة على فترات متباعدة وبكميات قليلة جداً لا تكفي الحاجة"، مؤكداً نفاذ معظم أنواع اللقاحات الخاصة بالأطفال بالإضافة إلى الأدوية الخاصة بالأمراض المستعصية إن كان للأطفال أو للكبار.