قال مسؤولون محليون لديارنا إن القوات العراقية اكتشفت الأسبوع الماضي مستودعاً تابعاً لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ويحتوي على كمية كبيرة من المواد الكيماوية في القائم غربي محافظة الأنبار.
وأضافوا أن عناصر التنظيم استخدموا المستودع كمخزن مركزي لجمع وتخزين المواد الكيميائية المستخدمة في إنتاج الآلاف من المتفجرات الفتاكة.
واكتُشف المستودع في 19 تشرين الثاني/نوفمبر خلال عملية تفتيش ودهم نّفذت في منطقة صناعية بمدينة القائم للكشف عن فلول داعش.
وأوضح الشيخ قطري السمرمد، أحد قادة العشائر في البغدادي، أن تنظيم داعش وأثناء اجتياحه للأنبار في نهاية 2014، استولى على المستودع وعلى عدة منشآت لتصنيع الأسمدة والفوسفات كانت تعود لوزارة الصناعة.
وأشار في حديث لديارنا أدخلوا تلك المواد ذات الاستخدام المزدوج في صناعة العبوات الناسفة وقنابل السي فور الشديدة الانفجار.
وتابع "لقد استطاعوا وبالاعتماد على ذلك الخزين الاستراتيجي، تصنيع آلاف العبوات التي زرعوها في كل مكان من مدينة القائم وهاجموا بها القوات العسكرية والمدنيين".
وأضاف أن "المستودع كان يعتبر المصدر الرئيسي للإرهابيين في صناعة متفجراتهم وأسلحتهم المحرمة".
وبحسب بيان صدر عن وزارة الدفاع، عثرت القوات العراقية داخل المستودع على ثلاثة آلاف كيس (زنة الكيس الواحد 50 كيلوغراماً) من مادة اليوريا نيترات الكيماوية التي تزيد من تأثير وفعالية المواد المتفجرة.
وأضاف البيان أن القوات عثرت أيضاً على أدوات وأجهزة تستخدم في تصنيع المتفجرات.
ولفت السمرمد إلى "قيام القوات الأمنية برفع وتفكيك الكثير من المواد المتفجرة التي زرعها المسلحون على الطرقات وداخل المنازل والمؤسسات الحكومية في القائم وباقي مناطق غرب الأنبار".
وأشار إلى أن المهمة صعبة ذلك أن المناطق الملوثة كبيرة وتتطلب جهداً كبيراً.
وقال إن هذه العبوات الناسفة تسببت بسقوط عدد من الضحايا خلال الأيام القليلة الماضية، بينهم 15 مدنياً وعناصر من الأمن.
أدلة جديدة على جرائم داعش
ومن جانبه، ذكر الشيخ عواد سعيد الجغيفي، قائد قوات العشائر في مدينة حديثة، أن اكتشاف المستودع يقدم أدلة جديدة على تصنيع داعش للمتفجرات الكيماوية.
وأكد لديارنا أن داعش تمكنت من تحويل اليوريا التي عثر عليها بكميات كبيرة داخل المستودع إلى أسلحة فتاكة.
ومنذ نهاية العام 2016، شن عناصر داعش عدة هجمات باستخدام متفجرات وأسلحة مصنوعة من مواد كيماوية كالكلور وغاز الخردل، وذلك في محاولة منهم لعرقلة تقدم القوات الأمنية.
ووثقت منظمات دولية ومن بينها منظمة هيومن رايتس ووتش، شهادات من مسعفين أكدوا تورط التنظيم في تنفيذ هجمات كيماوية عنيفة على المدنيين والجيش في المدن الشمالية كالقيارة وطوزخورماتو.
وقالت هيومن رايتس ووتش في تقرير صدر في تشرين الثاني/نوفمبر 2016 إن عناصر داعش نفذوا ما لا يقل عن ثلاثة هجمات كيماوية على مدينة القيارة العراقية.
العثور على مخابئ للأسلحة
ولفت الجغيفي إلى مواصلة القوات العراقية مدعومة من العشائر المحلية، البحث عمّا تبقى لداعش من مخابئ أسلحة ومتفجرات وتدميرها.
وذكر أن تلك القوات تمكنت حتى الآن من إبطال مفعول ما لا يقل عن ستة آلاف عبوة في مدن القائم وعنه وراوة.
وبدوره، قال عضو مجلس محافظة الأنبار فرحان محمد الدليمي لديارنا إن القوات الأمنية تجري عمليات تفتيش دقيقة للكشف عن أوكار ومخازن سلاح داعش في مدينة القائم ومحيطها.
وقال الدليمي الذي اطلع ميدانيا على نشاط تلك القوات بغربي الأنبار، أن "ما كان يثير الدهشة هو وجود العديد من الأنفاق والخنادق التي كانت تمتد من دار لآخر ولمسافات بعيدة بعضها تؤدي إلى الصحراء".
وأوضح أن عناصر داعش كانوا قد حفروها لغرض الهرب من ساحة المعركة أو لتأخير تقدم القوات.
وشدد على أن حملات التفتيش ستمتد إلى رقعة جغرافية أكبر لتقويض تهديدات فلول الإرهاب.