بعد هزيمة تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) في مدينة القائم، أفاد السكان اليائسون أن تنظيم داعش احتجز قسرًا أبناءهم وأقاربهم في سجون سرية وأنهم لا يزالون لا يعرفون مصيرهم.
وكانت القوات العراقية قد استعادت مدينة القائم، وهي أكبر مدينة كانت تحت سيطرة التنظيم في العراق، يوم 3 تشرين الثاني/نوفمبر.
وصرح الشيخ عواد سعيد الجغيفي، قائد قوات حديثة العشائرية، لديارنا أنه التقى مؤخرًا مع عدد من هؤلاء السكان الذين عاشوا تحت سيطرة داعش في القائم.
ونقل عن سيدة عجوز قولها إن عناصر داعش اقتادوا ابنها من داره قبل نحو عام، وإنها لا تعلم هل لا يزال على قيد الحياة أم لا.
وأبلغه مواطن آخر أن مصير شقيقه مجهول منذ اعتقاله من قبل عناصر داعش قبل تسعة شهور.
وبحسب الجغيفي، فإن "معظم المفقودين كانوا أعضاءً سابقين في قوات الأمن أو موظفين بدوائر حكومية".
وقال إن التنظيم كان يتهمهم بالتعاون مع الحكومة العراقية بتسريب معلومات عن التنظيم.
مئات مفقودون
وكشف سعيد أن الأهالي في القائم يؤكدون "اختفاء أكثر من ألف و600 من أبنائهم"، منذ بسط تنظيم داعش سيطرته على مدينتهم في منتصف 2014.
وبحسب الأهالي، فإن التنظيم عادة ما كان يحتجز معتقليه لأيام قليلة للتحقيق معهم داخل القائم.
وأضاف "ومن ثم يجري ترحيلهم على مجموعات بين 50 و150 رجلًا وأحيانًا أكثر إلى مراكز احتجاز أو سجون سرية موجودة بالأراضي السورية، وبعدها تنقطع الأخبار هناك عنهم تمامًا".
وقال إن التنظيم ليس لديه الموارد للاحتفاظ بأعداد كبيرة من المعتقلين أحياء في سجونه أو مقراته، مضيفًا أن التنظيم لا يسمح للأهالي بالاقتراب منها لمعرفة مصير أبنائهم.
وأكد أن "القوات العراقية عثرت على مخبأ لاحتجاز المعتقلين في حي 7 نيسان بالقائم كان يحتوي على أصفاد وسلاسل وأدوات تعذيب".
كما اشتمل المخبأ على أوراق وقائمة بسبعة أشخاص قتلوا.
وأوضح أنه لم يُعثر حتى الآن على أي أثر لهؤلاء المغيبين قسرًا في القائم أو عبر الحدود في البلدات السورية التي جرى استعادتها مؤخرًا من تنظيم داعش.
وبدوره، قال الشيخ قطري العبيدي السمرمد، قائد قوات العشائر في البغدادي، لديارنا إنهم عثروا على معتقل واحد فقط خلال عمليات التفتيش في القائم.
وقال إن هذا المعتقل الذي يدعى "محمد المحلاوي"، كان طفلًا لا يتجاوز عمره 12 عامًا وجرى احتجازه قسرًا من عناصر داعش قبل عشرة أيام على اقتحام القوات الأمنية للقائم.
عراقيون محررون يحكون 'تفاصيل مروعة'
ويؤكد السمرمد أن الأهالي هناك أفادوا بأن التنظيم كان يحتجز حوالي 400 معتقل من أبنائهم في سجن سري داخل منطقة "سعدة" بالقائم بتهم التخابر مع القوات العراقية وعدم الولاء.
وأضاف أنه قبل تقدم القوات العراقية صوب القائم بأيام قليلة لتحريرها، نقل التنظيم هؤلاء المحتجزين إلى مدينة البوكمال السورية.
وتابع السمرمد أن "السجن كان خاليًا من أي أحد بعد العثور عليه. لا نعلم ماذا حّل بمن كانوا فيه بعد ترحيلهم".
وبدوره، أكد نعيم الكعود، عضو مجلس محافظة الأنبار لديارنا إن جرائم تنظيم داعش لا تحصى.
ويذكر "في أية مدينة تتحرر كان سكانها يروون تفاصيل مروعة عن انتهاكات جسيمة وإعدامات واعتقالات وتغييب قسري بالجملة فضلا عن حملات تعذيب وقمع".
ويضيف الكعود "لقد فقدنا ضحايا كثيرين على يد الإرهابيين، البعض عُثر على رفاتهم في مقابر جماعية، وآخرون في عداد المفقودين".
وأردف أن تنظيم داعش قد هُزِم لكن مآسي حكمه لم تنتهِ بعد.