أخبار العراق
أمن

الانتصارات العراقية تعكس تطور الجيش

علاء حسين من بغداد

جنود من فرقة المشاة السادسة التابعة للجيش العراقي يتلقون تدرياً في وزارة الدفاع العراقية. [حقوق الصورة لوزارة الدفاع العراقية]

جنود من فرقة المشاة السادسة التابعة للجيش العراقي يتلقون تدرياً في وزارة الدفاع العراقية. [حقوق الصورة لوزارة الدفاع العراقية]

أكد مسؤولون عسكريون لديارنا أن الجيش العراقي قطع شوطاً طويلاً منذ العام 2014 عندما اجتاح تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) العراق وسيطر على أراض واسعة منه.

وأصبح الجنود العراقيون مدربين ومجهزين بشكل أفضل، كما ارتفعت معنوياتهم جراء الانتصارات التي حققوها، وباتوا يتمتعون بخبرة واسعة من خلال محاربة التنظيم في المناطق الحضرية والأراضي الريفية الوعرة.

وبينما انطلقت مدرعات الجيش باتجاه مدينة الحويجة في محافظة كركوك في 21 آب/أغسطس، للقضاء على داعش في أحد آخر معاقله بالعراق، شقّت مدرعات أخرى طريقها في الصحراء لتحرير مدينة عنه في محافظة الأنبار الغربية.

وحققت سلسلة انتصارات في كلتا العمليتين، بما في ذلك تحرير عكاشاتفي صحراء الأنبار والشرقاط في صلاح الدين، مما يعكس قدرة الجيش على خوض عدة معارك متزامنة على أكثر من جبهة واحدة.

قدرات قتالية معززة

وفي هذا السياق، عزا المحلل السياسي جاسم حنون هذا التنامي في القدرات القتالية والأداء إلى عدة عوامل.

وأوضح لديارنا أن أبرز هذه العوامل هو التركيز الزائد على "حروب الجيل الرابع" التي تسعى إلى القضاء على المقاتلين الخارجين عن القانون، كالعصابات الإرهابية.

وقال إن القوات العراقية عملت على القضاء على المفارز المتنقلة التي أقامتها داعش، ومنع الهجمات الانتحارية التي ينوي عناصر التنظيم تنفيذها مشياً على الأقدام أو على متن عجلات.

وكشفت هذه القوات أيضاً عن جيوب المتعاطفين مع داعش ودمّرت الملاذات الآمنة حيث يختبئ عناصر التنظيم ويتجمعون قبل تنفيذ الهجمات.

ولفت إلى أن "القوات العراقية صارت اليوم على دراية بمكامن القوة والضعف لدى داعش، وكشفت أساليبه في مسك الأرض والسيطرة على الموارد".

وبيّن أن خسارة التنظيم للأرض بعد انتصارات القوات العراقية، أسهمت بتقليص إمكانياته القتالية، مشيراً إلى أن داعش خسرت معامل التفخيخ ومراكز الاتصالات ومقرات القيادة.

وتابع "كما فقد جزءاً كبيراً من موارده البشرية من القيادات الميدانية والإرهابيين والانتحاريين".

خبرة معززة وتدريبات مكثفة

بدوره، اعتبر عضو اللجنة الأمنية في مجلس النواب العراقي محمد الكربولي أن الجيش العراقي عزز أداءه القتالي كنتيجة مباشرة لمحاربته داعش خلال السنوات الماضية.

وأوضح أن القادة العسكريين اكتسبوا خبرة واسعة من تلك المعارك، مما انعكس في عدد متزايد من الانتصارات على الأرض.

وتابع الكربولي أن الجيش العراقي أصبح أقوى منذ انكساره عام 2014، وأصبح يتمتع اليوم بحضور قوي انعكس بقدرته على خوض المعارك على ثلاث جبهات، أي الشرقاط والحويجة وعنه.

ولكن من جهته، قال نعيم الكعود وهو عضو في مجلس محافظة الأنبار، إنه بالرغم من المعنويات المرتفعة والقدرات المحسنة، لا يزال الجيش العراقي بحاجة إلى دعم دولي في مجال التسليح والتدريب.

وأكد لديارنا أنه لا بد أن يستمر هذا الدعم حتى بعد إلحاق الهزيمة بداعش.

وأشار إلى أن "الجيش بحاجة إلى الدعم اللوجستي والدعم في مجال المعلومات الاستخبارية والأجهزة الاستخبارية المتطورة وكاميرات المراقبة والطائرات المسيرة التي لا يمكن الحصول عليها إلا من منظومات عسكرية دولية أو من قوات التحالف".

وشدد على ضرورة تأسيس كليات عسكرية في العراق، حيث يستطيع المجندون الجدد والجنود ذوو الخبرة مواكبة التطورات في العلوم العسكرية.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500