أخبار العراق
إرهاب

أنباء تتحدث عن ظهور البغدادي وسط انهيار 'خلافة' داعش

سلام تايمز

لقطة لزعيم داعش أبو بكر البغدادي من فيديو نشر في حزيران/يونيو 2014 وهو يعلن إقامة ما يسمى بدولة 'الخلافة'. البغدادي متوار حالياً عن الأنظار ونادراً ما يظهر إلى العلن. [أرشيف]

لقطة لزعيم داعش أبو بكر البغدادي من فيديو نشر في حزيران/يونيو 2014 وهو يعلن إقامة ما يسمى بدولة 'الخلافة'. البغدادي متوار حالياً عن الأنظار ونادراً ما يظهر إلى العلن. [أرشيف]

إسلام أباد- أصدر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يوم الخميس، 28 أيلول/سبتمبر، تسجيلاً صوتياً ادعى أنه لزعيمه أبو بكر البغدادي، يحثّ فيه عناصره على "مقاومة" أعدائهم في ظلّ الخسائر الاستراتيجية التي مني بها في العراق وسوريا وأفغانستان.

ولم يتضح زمن تسجيل الرسالة التي أصدرتها مجموعة إعلامية تابعة لتنظيم داعش.

وفي التسجيل، وجّه شخص يبدو وكأنه زعيم داعش انتقاداً لدول التحالف الدولي الذي ألحق خسائر فادحة بمقاتلي داعش في سوريا والعراق.

وقال البغدادي في التسجيل: "لقد أدرك قادة [داعش] وجنوده أن الطريق إلى ... النصر يمرّ عبر التحلي بالصبر ومقاومة الكفار مهما كانت تحالفاتهم"، مضيفاً، "سنبقى وسنقاوم ونتحلى بالصبر ... ولن نستسلم".

عناصر من قوات سوريا الديموقراطية يرقصون وهم يتمركزون في موقع على خط الجبهة الشرقية في الرقة، يوم 24 أيلول/سبتمبر. المقاتلون السوريون المدعومون من قوات التحالف يقاتلون من أجل القضاء على من تبقى من عناصر داعش المحاصرين في معقلهم بمدينة الرقة. [بولنت كيليك/وكالة الصحافة الفرنسية]

عناصر من قوات سوريا الديموقراطية يرقصون وهم يتمركزون في موقع على خط الجبهة الشرقية في الرقة، يوم 24 أيلول/سبتمبر. المقاتلون السوريون المدعومون من قوات التحالف يقاتلون من أجل القضاء على من تبقى من عناصر داعش المحاصرين في معقلهم بمدينة الرقة. [بولنت كيليك/وكالة الصحافة الفرنسية]

وفي حال كانت الرسالة التي بثت يوم الخميس هي بالفعل للبغدادي، فهي تكون الأولى من نوعها منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حين حثّ مقاتلي داعش على القتال حتى النهاية لحماية مدينة الموصل.

بعد ذلك بوقت قصير، تفككت أوصال تنظيم داعش وتفشى الانشقاق والاقتتال الداخلي بين عناصرها حتى وصل الأمر إلى خسارة الموصل في نهاية شهر تموز/يوليو 2017.

وفي الوقت الذي كان فيه تنظيم داعش يدعي عام 2014 أنه يسيطر على نحو ثلث الأراضي العراقية، أصبح اليوم لا يسيطر سوى على جزء صغير من البلاد، مع محاصرة القوات العراقية والدولية لمسلحيه من جميع الجهات.

وفي سوريا، يستمر حصار مدينة الرقة التي كانت تُعرف بعاصمة 'خلافة' داعش، وباتت مساحة الأراضي الخاضعة لسيطرته في البلاد تتقلّص بسرعة.

أما في أفغانستان حيث حاول تنظيم داعش التأسيس لموطئ قدم له في مقاطعة نانغارهار، فقد تلقى من القوات الأفغانية وقوات التحالف العام الماضي ضربات قوية.

لا دعوة 'للقتال حتى الموت' بعد الآن

وعلى الرغم من أن البغدادي يحاول إعادة اللحمة إلى أواصر التنظيم، فإن التحول الأخير الذي طرأ على استراتيجيته يشير إلى أن الشبكة الإرهابية تزهق أنفاسها الأخيرة عالمياً.

وجاء في تقرير نشره معهد الدراسات الاستراتيجية في إسلام اباد في 15 أيلول/سبتمبر الماضي، أن "داعش التي كانت تتعهد بالقتال حتى الموت تشهد الآن تحوّلاً في استراتيجيتها"، في إشارة الى المعركة التي وقعت مؤخراً على الحدود بين لبنان وسوريا.

وأوضح التقرير أن داعش تعرّضت لهزيمة مهينة خلال هذه المعركة التي وقعت في آب/أغسطس الماضي واستمرت ستة أيام.

وذكرت الإذاعة العامة الدولية أن أعضاء تنظيم داعش الذين تجاوز عددهم أكثر من 300 عنصر وعدداً كبيراً من أقاربهم، تفاوضوا لتأمين ممر آمن لأنفسهم إلى بلدة دير الزور السورية بالقرب من الحدود مع العراق.

وأضاف التقرير أن "هذا التحوّل في الاستراتيجية من 'القتال حتى الموت' إلى الاستسلام والمطالبة بمرر آمن، يمثل تحولاً استراتيجياً في سياسة داعش".

من جانبه، قال الكاتب محمد عيسى حسن الباحث في معهد إيسي، إن "التنظيم ... دخل الآن في صراع من أجل البقاء".

وأكّد أن المفاوضات تقرّب "داعش خطوة أكثر من القضاء"، مضيفاً أن "الاتفاق أعطى أيضاً للقوات التي تقاتلها أملاً بأنها هزيمتها ممكنة في النهاية".

القضاء على داعش نهائياً

أما وزير الأمن السابق للمناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية (فاتا)، محمود شاه من بيشاور، فقال "إن تدخل عدد قليل من القوى الدولية قد وجه ضربة لقوة داعش في سوريا، أضعفت أكثر هذه المنظمة المسلّحة على الصعيد العالمي".

وأضاف شاه أن "الاشتباكات الدموية بين تنظيم داعش وحركة طالبان في أفغانستان التي وقعت في نيسان/أبريل الماضي، شكّلت مؤشراً آخر على أن داعش في مأزق ولن تتمكن من الحفاظ على وجودها هناك لفترة طويلة".

ولأن طالبان لم تنضم إلى داعش ولم تقبل بعقيدتها، فإن إمكانية بقاء داعش في أفغانستان وقدرتها على اختراق باكستان قد تزعزعت.

من جهته، قال المدير الإداري لمؤسسة باكستان للأبحاث الأمنية ودراسة الصراعات في إسلام أباد، عبد الله خان، أن "داعش قد تخسر في العراق وسوريا كمواقع مركزية للخلافة، لكن الفصائل الموالية لها ستبقى مصدراً للمشاكل في أنحاء مختلفة من العالم، بما في ذلك باكستان وأفغانستان".

وأوضح أن "تنظيم داعش سيبقى تهديداً عالمياً وأن الناس الذين تأثروا بعقيدته سيواصلون شنّ الهجمات هنا وهناك"، في إشارة إلى المتعاطفين معه خارج معاقله في الشرق الأوسط والذين يشكّلون ظاهرة "الذئب الوحيد".

ولفت التقرير أنه لهذه الأسباب، ينبغي عدم تشجيع التفاوض مع داعش.

وتابع التقرير: "إذا سُمح للتنظيم بإعادة تنظيم صفوفه، فانه قد يُبعث مرة أخرى بقوة أكثر وحشية". وأردف "أنه لمنع حدوث ذلك وكشرط مسبق للسلام، يجب القضاء على داعش بشكل كامل".

وأكّد التقرير "أنه يجب إطفاء شعلة الخلافة التي بدأت بالخفوت".

وفي حديث لوكالة الصحافة الفرنسية قال مبشر مير، المحلّل الأمني والمحرّر المقيم في صحيفة ديلي باكستان في كراتشي، إن "القوى الدولية يجب أن تتضافر لوضع حدّ للحروب بالوكالة، والتضامن وشنّ هجوم ضد داعش لانهاء إراقة الدماء في العالم".

وأضاف أنه "بدون جهود جماعية من قبل المجتمع الدولى، لا يمكن القضاء على الميليشيات المتشدّدة من العالم".

[ساهم في إعداد هذا التقرير جاويد محمود.]

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500