أخبار العراق
مجتمع

الحجاج يساهمون في ازدهار أعمال تجار الأحجار الكريمة بالعراق

وكالة الصحافة الفرنسية

صائغ يتحقق من خاتم في متجر بالسوق الرئيسي بمدينة النجف المقدسة في العراق في 13 أيلول/سبتمبر، ويقع هذا السوق بشكل استراتيجي مقابل البوابة الذهبية لمرقد الإمام. [حيدر حمداني/وكالة الصحافة الفرنسية]

صائغ يتحقق من خاتم في متجر بالسوق الرئيسي بمدينة النجف المقدسة في العراق في 13 أيلول/سبتمبر، ويقع هذا السوق بشكل استراتيجي مقابل البوابة الذهبية لمرقد الإمام. [حيدر حمداني/وكالة الصحافة الفرنسية]

كلما يزور محمد الغريفي النجف، يعود منها مرتدياً خاتماً جديداً مرصعاً بالأحجار الكريمة. وكالعديد من الحجاج الذين يزورون المدينة العراقية المقدسة، يعد شراء الخواتم المرصعة بالأحجار الكريمة جزءاً لا يتجزأ من التجربة.

وقال الغريفي الذي كان يرتدي في آخر زيارة له إلى النجف خاتمين كبيرين في يده اليمنى وخاتماً ثالثاً في يده اليسري، إن هذه المجوهرات لا تشكل إلا جزءاً صغيراً من مجموعته الخاصة.

وقال الحاج البالغ من العمر 60 سنة وهو من البحرين ويرتدي رداءً أبيض مع وشاح بدوي، إن هذه المجموعة كلّفته ثروة صغيرة، إلا أن "الأحجار التي فيها لها قيمة كبيرة جداً، مهما كانت كلفتها".

وإن معظم الحجاج الذين يزورون المدينة للصلاة على ضريح الإمام علي يشاركون الغريفي شغفه بخواتم النجف المرصعة بأحجار كريمة كالعقيق والياقوت والفيروز.

وقال التاجر فايز أبو غنيم، 45 عاماً، إن الزبائن يأتون من "السعودية وإيران والبحرين والكويت وعمان وباكستان ولبنان...".

فيزور الحجاج متجر أبو غنيم مباشرة بعد زيارة ضريح صهر النبي محمد، في مدينة يشتهر فيها العديد من الشركات العائلية بحجم أحجامها الكريمة وشكلها.

وأوضح أبو غنيم أن "العديد من الحجاج يشترون خاتماً أو مسبحة كهدية تذكارية من حجّهم لأفراد العائلة أو الأصدقاء في بلدهم".

منافسة من الخارج

وفي سوق النجف الرئيسي ذي الموقع الاستراتيجي مقابل البوابة الذهبية لمرقد الإمام، يتحكم التقويم الديني الشيعي بحياة تجار الأحجار الكريمة كأبو غنيم.

وتعتبر المناسبات الدينية الكبرى في النجف فترة من الازدهار التجاري، لا سيما مع تدفق ملايين الناس إلى المدينة وارتفاع الأسعار مع ازدياد الطلب، الأمر الذي يؤدي إلى وصول أسعار الخواتم الأعلى قيمة إلى آلاف الدولارات.

ولكن ليس جميع الحجاج مستعدين لدفع المبالغ الكبيرة.

وفي هذا السياق، قال عيسى موسى، وهو تاجر في السبعينات من العمر، إن الأعمال تراجعت مع تدفق الواردات المنخفضة الثمن من تركيا والصين وتايلاند وإيران.

وأوضح موسى، "تحولت اليوم إلى بائع خواتم بعد أن كنت صائغ مجوهرات".

أما علي أعور، فعبّر عن فخره بضمان استمرار التقليد الحرفي في النجف، وهو أمر يعتبر مكلفاً.

وأضاف أن "المجوهرات التركية أو التايلاندية تباع بالغرام، في حين أن خواتم النجف تباع بشكل فردي، مقابل مبلغ يتراوح بين 40 ألف و 50 ألف دينار"، أو ما بين 35 و 40 دولاراً تقريباً، ولا يشمل ذلك سعر الحجر.

ويأتي بعض الزبائن بخواتمهم المصنعة خارج البلاد لتتم إعادة تصميم الأحجار الكريمة في معامل النجف.

وتباع الخواتم المستوردة بالكميات، وقد يصل سعرها إلى 10 دولارات خلال العطلات الدينية الكبرى كشهر محرّم المبارك أو ذكرى الأربعين السنوية.

وتكتظ ممرات السوق بالزبائن والمتسوقين، وهي تشمل سلسلة من المحلات المبنية بالحجر الأصفر المستخرج من منطقة كربلاء والتي طبعت أسماءها على فسيفساء أزرق.

وخارج موسم المناسبات الدينية، يستضيف السوق بهندسته المستوحاة من الثقافة الإسلامية، رجال دين النجف وطلابهم وهم من جنسيات عراقية وأجنبية ويُقدر عددهم بـ 25 ألف شخص.

ويرتدي العديد منهم خاتماً واحد أو أكثر، في اليد اليمنى عادةً، مما يدل على أن الشخص مسلم شيعي يحذو حذو الإمام علي.

للصحة وحسن الحظ

وبالنسبة للحجاج، يعتبر الكثيرون شراء خاتم النجف الطقس النهائي.

وشرح الشيخ جاسم المندلاوي، 42 عاماً، لوكالة الصحافة الفرنسية إن بعض الأحجار تجلب "العفو، مثل عقيق اليمن، فيما يجلب الزمرد النجاح".

وأشار إلى أن خاتماً مرصعاً بحجر العقيق الأحمر أو الياقوت يمكن أن يباع بمائة ألف دينار (85 دولاراً) أو أكثر.

وبدوره، قال محمد الشمراتي، 30 عاماً، وهو تاجر أحجار كريمة، إن الحجارة التي لا بد من شرائها هي كوارتز النجف، وهي أشبه بالزجاج ولكنها صلبة كالصخر وتوجد في الصحراء التي تحيط بالمدينة.

ومن جانبه، أكد فاضل أبو عبدالله، 50 عاماً، أن الحجارة التي يبيعها لها ميزات علاجية.

فأوضح أن "الياقوت الأصفر مثلاً مفيد لمعدل ضربات القلب، كما يعالج أيضاً اليرقان لدى الأطفال حديثي الولادة"، في حين أن الأحجار الأخرى يمكن أن تبعد "سوء الحظ والأرواح الشريرة" عمن يرتديها.

ولفت الشمراتي إلى أن المرأة الشابة العزباء تشتري خواتمه لتساعدها على إيجاد رجل يتزوجها.

أما أبو عباس، 40 عاماً وهو من منطقة ريفية خارج النجف، فاعتبر أن الخاتم الذي حُفرت عليه آية من القرآن أو أحد أسماء الله الـ 99، يمكن أن يحمي من يرتديه.

وقال "غالباً ما أتنقل عبر المناطق الصحراوية وقد أتعرض لهجوم مسلح في أي وقت"، باحثاً عن الحجارة المناسبة في مختلف المحلات.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500