كسرت القوات العراقية الحصار الذي كان يفرضه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على 13 بلدة في تلعفر، وذلك في إطار المعركة التي شنتها لاستعادة السيطرة على آخر معاقل داعش في البلاد.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعلن يوم الأحد، 20 آب/أغسطس، انطلاق عملية "قادمون يا تلعفر" لتحرير المدينة.
وتشارك في المعركة قوات مشتركة من الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب، فضلاً عن مقاتلين محليين وإسناد مباشر من طيران التحالف الدولي.
وقال عضو المجلس المحلي لتلعفر، طارق عكريش لديارنا، إن المعركة انطلقت من جهات المدينة الأربع.
وأضاف أن "القوات العراقية تمكنت في يوم القتال الأول من كسر خطوط داعش الدفاعية والسيطرة على خمس قرى في غرب تلعفر".
وأوضح أن هذه القرى تشمل جبارة، العبرة الصغيرة، العبرة الكبيرة، كسر محراب وقزل قويو.
وتابع أنه تمّ تحرير ثماني قرى في شرق تلعفر هي بطيشة، العلم، خفاجة، حلبية العليا، مرازيف، تل السمباك، حلاوة وأبو شكة.
وذكر أن "مقاومة العدو ضعفت"، مؤكداً أن "هذه البداية جيدة وتبشّر بنصر قريب".
آخر معاقل داعش
من جانبه أشار الخبير الأمني فاضل أبو رغيف، إلى أن تلعفر هي آخر معقل للمسلحين في محافظة نينوى واستعادتها تمثل "مكسباً كبيرا".
وأوضح لديارنا أن "المدينة، تقع وسط الطريق بين الموصل والحدود مع سوريا باتجاه الرقة"، لافتاً إلى أن "تحريرها سيقطع أكبر طرق إمداد داعش".
وقال إن "الكثير من قيادات داعش العليا موجودة في تلعفر، والقضاء عليهم سيشكل صفعة قوية للتنظيم".
وأردف أنه "بحسب مصادر محلية، فإن هؤلاء العناصر بايعوا مع بدء المعركة التنظيم بيعة الموت واستعدوا للقتال بوسائلهم التقليدية، وهي الانتحاريون والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والقناصة".
وأضاف أنهم عمدوا أيضاً إلى حفر أنفاق وملاجئ وإقامة متاريس وحواجز.
"لكن قواتنا اكتسبت ما يكفي من مهارات لمواجهة كل أساليب العدو"، وفقاً له.
ولفت إلى توفر معلومات عن قيام داعش بحرق "وثائقه السرية" في تلعفر حتى لا تقع بيد القوات العراقية.
وأشار إلى أن "هذه الوثائق وبغض النظر عن مضمونها، لن تكون بأهمية تلك التي عثرت عليها قواتنا في الموصل قبل ثلاثة أشهر وكانت بمثابة كنز لا يقدر بثمن".
وأكد أن وثائق الموصل قدمت معلومات خطيرة عن هيكلية داعش وموارده وكيفية توزيعه الرواتب على عناصره.
القوات العراقية تحمي المدنيين
وبالعودة إلى عكريش، قال إن نحو ألفي عائلة هربوا من تلعفر خلال الأسابيع القليلة التي سبقت المعركة، مؤكدا أن قوات التحرير أعدت عدتها لحماية المدنيين العالقين.
وأوضح أن الجيش خصّص تردداً إذاعياً وهو FM 104.5، لتمكين الأهالي من التقاط التوجيهات والمعلومات حول مسارات الفرار الآمنة، إلى جانب وضع الرقم المجاني 195 لتلقي بلاغاتهم حول أي أشخاص مشبوهين أو نشاط مشكوك فيه.
أما عضو مجلس محافظة نينوى، بنيان الجربا، فأعرب عن ثقته بقدرة القوات الأمنية على حماية المدنيين.
وذكر لديارنا أن "تلعفر تشبه الموصل لجهة كثافتها السكانية وأحيائها القديمة".
وتحدث عن مخاوف من أن يلجأ المسلحون إلى استخدام آلاف الناس هناك كدروع بشرية أو محاولة قتل الفارين وتعريض أرواحهم للخطر.
وتابع: "لكن لدينا ثقة بقدرة قواتنا على تجاوز الاختبار الجديد والمحافظة على أرواح الأهالي".
وختم مؤكداً أن القوات العراقية اكتسبت خبرة جيدة أثناء معركة الموصل على صعيد توجيه الضربات الدقيقة ومنع الإرهابيين من قتل المدنيين.