يقول مراقبون إنه فيما تستعد القوات العراقية وقوات التحالف لشن هجوم للقضاء على تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) في تلعفر، تحول التنظيم لماكينة دعايته لرفع معنويات مقاتليه المحاصرين.
وأضافوا أن التنظيم يحاول من خلال ماكينته الدعائية إقناع مسلحيه في تلعفر، وهي آخر معاقل التنظيم في محافظة نينوى، بأنه "لم يُهْزم" بالموصل.
وأشاروا إلى أن التنظيم يلقي باللائمة في خسارته على بعض من مقاتليه، متهمًا إياهم بالتعاون مع القوات العراقية.
وقد بدأ التنظيم في تسمية الموصل "أرض الخذلان والمعصية" بعد أن كان يُطلق عليها "أرض التمكين والطاعة".
ويشير المحلل الأمني فاضل أبو رغيف إلى أنه بدلًا من الإقرار بهزيمته الساحقة في الموصل، فإن تنظيم داعش يزعم أن مقاتليه "انسحبوا منها نتيجة استشعار قياداته لحجم الخيانات التي حصلت داخل صفوفه".
ويقول إن تنظيم داعش سعى للبرهنة على صحة ما يشيعه بالتنويه لدقة الضربات الجوية التي دفنت أبرز قياداته ومقراته تحت التراب.
وأضاف أنه وفقًا لاختصاصيي الدعاية بالتنظيم، فإن دقة الغارات الجوية تمثل إشارة واضحة على "اختراق صفوفه وتخابر عدد من عناصره مع قوات الأمن".
الاقتتال والفوضى الداخلية
ويؤكد أبو رغيف أنه منذ الهزيمة بالموصل، انخرط قادة داعش في "تراشق وتبادل واسع للاتهامات بالخيانة وكذلك بالتقاعس أو التهاون".
ويضيف أن الخسارة جعلت التنظيم يعيد حساباته بالتركيز أولًا على ترميم الحالة النفسية المتردية لعناصره، وثانيًا بإعادة ترتيب صفوفه لشحذ كل طاقاته الدفاعية.
وذكر أبو رغيف أنه وفقًا لمعلومات استخبارية، فقد أعاد التنظيم رسم هيكلة قياداته في تلعفر بالسماح لأعضائه البارزين والأقوياء بتشكيل مجموعات متناثرة ومستقلة.
وأضاف أن هذا يهدف بصورة أساسية "لإعطاء مرونة أكبر" لعناصره في حرب الشوارع الجديدة، وتكثيف الاعتماد على الهجمات الإرهابية الفردية.
وتابع أن التنظيم قد جند 250 انتحاريًا انتظارًا للمعركة المرتقبة في تلعفر وحصل على سيارات ملغمة وحفر أنفاقًا وخنادق مموهة ووضع المتاريس في كل أرجاء المدينة.
لكن أبو رغيف شدد على أن كل تلك الاستعدادات لن تكون كافية لهزيمة القوات العراقية.
التغطية على الزوال الوشيك
وبدوره، صرح إسكندر وتوت عضو لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي لديارنا أن دعاية داعش في تلعفر تهدف للتغطية على هزيمة التنظيم وزواله الوشيك.
وقال إن محاولة تبرير الهزيمة بالخيانة هو "للتغطية على المشاكل والضعف الكبير الذي أصاب التنظيم نتيجة خسائره المتلاحقة".
وأضاف "إنهم (أي المسلحين) يحاولون إخفاء حقيقة أنهم انتهوا تمامًا بفقدانهم للموصل مقر خلافتهم المزعومة"، وأن "قوتهم التي كانوا يتفاخرون بها تلاشت وأحلامهم بالدولة مترامية الأطراف صارت ضربًا من الماضي".
ويعتقد وتوت أن معركة تحرير تلعفر ربما لن تكون بالصعوبة التي يتصورها بعض المتابعين، لافتًا إلى أن تلك المدينة تختلف عن الموصل بكون أحيائها مفتوحة وأقل ازدحامًا.
وأضاف أن هذا سيُمَكّن القوات العراقية من استخدام سلاح المدفعية، إلى جانب الغارات الجوية دعمًا للقوات البرية.
تلعفر 'محاصرة من كل الجهات'
ومن جانبه، صرح عضو مجلس محافظة نينوى بنيان الجربا لديارنا أنه يعتقد أن هزيمة داعش في تلعفر مسألة مؤكدة، حيث أن التنظيم لا يمتلك القوة للصمود طويلًا.
مبينا إن تلعفر "مطوقة اليوم عسكريًا من كل الجهات"، مشيرًا إلى أن طيران التحالف الدولي يدك مراكز الإرهابيين "بضربات موجعة".
وذكر الجربا أنه أثناء حكم التنظيم للموصل، فقد روج "لأكاذيب كثيرة منها إن الموصل هي أرض التمكين والطاعة، لكن الحقيقة هي أن أهالي هذه المدينة انتفضوا على وجود الإرهابيين".
وأضاف "عندما بدأت عمليات التحرير، انبرى الأهالي لمساعدة قواتهم المحررة وقدموا لهم كل ما يحتاجون من معلومات، وهذا بشهادة القادة العسكريين".
واستدرك الجربا أن "صمود السكان المحليين وتعاونهم مع رجال الجيش والشرطة هو ما ألحق الهزيمة بالإرهاب".