أخبار العراق
حقوق الإنسان

مقتل 3 أطفال إثر موجة الحر في مخيم الركبان

وليد أبو الخير من القاهرة

منازل من الطين تنتشر في مخيم الركبان في المنطقة الصحراوية على حدود الأردن مع سوريا. وأدت موجة حر شديد متزامنة مع نقص مياه في المخيم إلى وفاة ثلاثة لاجئين سوريين حتى تاريخ 4 تموز/يوليو. [حقوق الصورة لطارق النعيمي]

منازل من الطين تنتشر في مخيم الركبان في المنطقة الصحراوية على حدود الأردن مع سوريا. وأدت موجة حر شديد متزامنة مع نقص مياه في المخيم إلى وفاة ثلاثة لاجئين سوريين حتى تاريخ 4 تموز/يوليو. [حقوق الصورة لطارق النعيمي]

أدت موجة حر شديد إلى وفاة ثلاثة أطفال وإصابة العشرات بأمراض سببها الحر في مخيم الركبان المؤقت للاجئين السوريين، ويقع في المنطقة العسكرية المغلقة على الحدود الأردنية.

وأكد ناشطون لديارنا أن ثلاثين من المصابين هم في حالة خطرة، ذاكرين أن النقص الحاد في المياه بالمخيم الواقع في المنطقة الصحراوية يشكل عاملاً أساسياً ساهم في تفاقم هذه الأزمة الأخيرة.

ونقلت وسائل الإعلام المحلية أن درجات الحرارة التي تجاوزت الأربعين درجة مئوية، كانت أعلى بكثير من المعدل الموسمي.

وفي هذا السياق، قال طارق النعيمي الذي يعمل في المجال الإغاثي في المخيم، إن ندرة المياه ودرجات الحرارة الحارقة التي شهدتها المنطقة التي لا مأوى فعلي فيها من الشمس، كان لها تأثير كارثي على صحة اللاجئين السوريين ولا سيما الأطفال منهم.

هز هجوم انتحاري نفذته ʼالدولة الإسلاميةʻ جزءاً من مخيم الركبان في 15 ايار/مايو. [حقوق الصورة لطارق النعيمي]

هز هجوم انتحاري نفذته ʼالدولة الإسلاميةʻ جزءاً من مخيم الركبان في 15 ايار/مايو. [حقوق الصورة لطارق النعيمي]

وأشار في حديث لديارنا إلى وفاة ثلاثة أطفال لغاية الثلاثاء، 4 تموز/يوليو، بسبب الحر.

وأضاف أنه "تم إرسال أكثر من 80 طفلاً إلى مستوصفات المخيم لتلقي العلاج بعد إصابتهم بعوارض مختلفة مرتبطة بالحر، وهم يستمرون بتلقي العلاج فيها ولا يزال 30 منهم بحالة خطرة".

وأوضح أن الراشدين في المخيم أصيبوا أيضاً بأمراض مرتبطة بالحر، بما في ذلك حالات جفاف وقيء وإنهاك بسبب الحر وضربات شمس، وأصيب آخرون بإسهال بعد شرب مياه مالحة.

نقص حاد في المياه

يُذكر أن الأردن أغلق المنطقة وأعلنها منطقة عسكرية السنة الماضية بعد هجوم انتحاري نفذه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وأسفر عن مقتل سبعة جنود أردنيين وإصابة 13 آخرين في موقع عسكري قريب من المخيم.

ويضم المخيم أكثر من 75 ألف لاجئ سوري، معظمهم فروا من المناطق الخاضعة لسيطرة داعش مثل دير الزور والرقة والحسكة.

وأشار النعيمي إلى أن "المخيم يقع في منطقة صحراوية لا مصادر للمياه فيها".

وأضاف "يتم تزويد المياه بواسطة الصهاريج وأقرب مصدر مجاني للمياه يبعد حوالي 8 كيلومترات عن المخيم ومن المستحيل قطع هذه المسافة سيراً على الأقدام في ظل ارتفاع درجات الحرارة".

وتابع أن المنظمات الإغاثية والإنسانية تحاول قدر المستطاع تزويد المخيم بمياه الشرب، إلا أن ارتفاع عدد سكانه بشكل مستمر ونقص الدعم الإنساني أحدثا ثغرة كبيرة جداً.

ولفت إلى أن "معظم مزودي المخيم بالماء يستغلون هذه الأوضاع ويبيعون المياه بأسعار مرتفعة للغاية لا يستطيع تحملها إلا عدد قليل من سكان المخيم".

وأكد النعيمي أن المخيم بحاجة ماسة إلى المزيد من الفرق الطبية والإغاثية وإلى أسرّة علاج وأدوية إضافية، إلى جانب مصدر مياه دائم.

وذكر أنه "يمكن حفر آبار أرتوازية تكفي حاجة المخيم [من الماء] أو على الأقل يمكن أن تؤمن السلطات عدداً كافياً من الصهاريج لنقل المياه مجاناً إلى سكان المخيم".

وحذر قائلاً إن الأوضاع الصحية ستسوء في حال لم تتغير هذه الظروف.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500