أخبار العراق
إرهاب

الحويجة: هل ستكون معقل داعش المقبل في العراق؟

خالد الطائي

مقاتلون عراقيون من الحويجة في محافظة كركوك يستعدون لمواجهة سيطرة تنظيم 'الدولة الإسلامية' على بلدتهم. [حقوق الصورة للشيخ وصفي العاصي]

مقاتلون عراقيون من الحويجة في محافظة كركوك يستعدون لمواجهة سيطرة تنظيم 'الدولة الإسلامية' على بلدتهم. [حقوق الصورة للشيخ وصفي العاصي]

مع اقتراب النصر الكامل في الموصل، حوّلت القوات العراقية أنظارها إلى بلدة الحويجة في محافظة الموصل التي أصبحت ملاذاً للفارين من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

ونظراً إلى الهزائم التي لحقت بها في مناطق أخرى من البلاد، تحاول داعش تثبيت موطئ قدم لها في بلدة الحويجة، وفق ما قاله الشيخ وصفي العاصي، قائد قوات عشائر الحويجة.

وأوضح لديارنا أن "التنظيم بدأ بحفر خنادق وأنفاق سرية"، وطرد سكان البلدات المحيطة بالحويجة من منازلهم بهدف إنشاء حزام عازل ومحصن حولها.

وأضاف العاصي أن مقاتلي داعش يزرعون الألغام والعبوات الناسفة ويخزنون المؤن الغذائية استعداداً لهجوم عسكري مقبل لتحرير المنطقة.

في غضون ذلك، أفاد السكان الذين ما يزالون في البلدة، أن التنظيم فرض التجنيد الإلزامي على الشبان وأنشأ معسكرات للتدريب.

وتابع أن الأهالي مُنعوا من المغادرة ويخافون من استخدام التنظيم لهم كدروع بشرية.

وأردف العاصي أن انتهاكات داعش ضد الناس العزّل ازدادت وحشية. وقال "نسمع من سكان فارين أن التنظيم أعدم عائلات بأكملها بعد فشلها بالهرب من قبضته".

وتعاني البلدة من نقص في المواد الغذائية والطبية، إذ تشير التقارير الإعلامية إلى أن التنظيم صادر ما تبقى من مخزون ويعمد إلى بيع السكان أدوية منتهية الصلاحية.

تجمّع قادة داعش في الحويجة

وأكد العاصي أن "العديد من قادة التنظيم ومقاتليه هربوا من المدن المحررة وتمكنوا من الوصول إلى الحويجة، مستفيدين من مساحتها الصحراوية الشاسعة وكثرة الوديان فيها".

وفي حديث لديارنا، لفت نائب محافظ كركوك راكان الجبوري، إلى وجود بين 2000 و4000 عنصر من داعش في المنطقة، التي تحولت إلى "ملاذ رئيس" لقادة التنظيم.

وقال إن التنظيم يسعى للإفادة من تضاريس المنطقة الوعرة والتي تمتد من جنوب القيارة في محافظة نينوى إلى جبال حمرين وطوز خورماتو.

وذكر الجبوري أن "هذه المنطقة شاسعة ومفتوحة على عدة محافظات وتضمّ الكثير من القرى والمناطق المترابطة"، مرجحاً أن يكون التنظيم يسعى لاستخدامها كقاعدة تنطلق منها هجماته.

وأوضح أن "هذا ما يحصل باستمرار، إذ يعمد المسلحون إلى شنّ هجمات على طول الخطوط الدفاعية للقوات الأمنية"، ما يشكّل خطراً على حقلي عجيل وعلاس النفطيين ومدن كركوك والشرقاط وتكريت.

وأشار الجبوري إلى أن "القيادات العسكرية تدرك تماماً الخطر الذي يشكّله وجود الإرهابيين في الحويجة، وتعتبر مسألة تحريرها أولوية بعد استعادة الموصل".

سكان البلدة يعانون في ظلّ سيطرة داعش

وكشف الجبوري أن داعش تزجّ سكان الحويجة في السجون وتعذبهم وتقتلهم بلا أدنى رحمة، وذلك تحت ذرائع مختلفة.

وتابع أن العديد من الأهالي "خاطروا بحياتهم ليتخلّصوا من هذا البطش، وينبغي أن لا تستمر معاناتهم مدة أطول".

من جانبه، أكد الخبير الأمني والمسؤول السابق في وزارة الداخلية جاسم حنون لديارنا، أن عملية تحرير الحويجة تتطلّب تنسيقاً عالياً بين مختلف القوات الأمنية.

ودعا إلى تشكيل غرفة تنسيق خاصة تضمّ قوات مشتركة من قيادات عمليات صلاح الدين وسامراء والرافدين، إضافة إلى قوات البيشمركة وشرطة كركوك.

ورأى أن عملية التحرير ستحتاج إلى تخطيط دقيق، إذ أن الحويجة مأهولة بآلاف المدنيين المحاصرين وسجل داعش بالوحشية حافل.

وكشف حنون أن التنظيم أقدم في أول أيام عيد الفطر الذي صادف يوم 25 حزيران/يونيو، على نحر سبعة رجال بتهمة التعاون مع القوات العراقية.

واعتبر أن "هذا الأمر يمثّل أحدث حلقة في سلسلة جرائم داعش ضد أهالي الحويجة".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500