باتت قوات سوريا الديموقراطية على قاب قوسين من مدينة الرقة، وتهدف إلى تطويقها بالكامل واستعادتها من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش).
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد أفادت في بيان صدر يوم 13 نيسان/أبريل، عن انتهاء المرحلة الثالثة من عملية غضب الفرات، مؤكدة نجاحها فى تحقيق الهدف منها ألا وهو تحرير الريف الشمالي للرقة.
وفي حديث لديارنا، قال قائد إحدى المجموعات المقاتلة في هذه القوات، عبد الفتاح نصرالدين، إنه ما أن أعلنت قوات سوريا الديموقراطية عن بدء المرحلة الرابعة، حتى كانت قد "نجحت في السيطرة على على مطار الطبقة".
وتوغلت بعد ذلك بشكل كبير داخل مناطق تنظيم داعش، حيث استطاعت السيطرةعلى أطراف مدينة الطبقة، وفق ما أضاف.
وأوضح أن قوات سوريا الديمقراطية دخلت أحياء الاسكندرية شرقي المدينة وعايد الصغير الواقع غربها وسيطرت عليهما، كما باتت تتحكم تحكماً كاملاً بمدخل المدينة الشمالي.
وتابع أن المعارك تدور أيضاً في الجهة الجنوبية من المدينة والجهة الشمالية الغربية منها، بهدف قطع الطريق الذي يصل بين مدينتي الطبقة والرقة.
ولفت الى ان عناصر داعش هربوا من المنطقة بعد ساعات على بدء المعارك، مخلفين وراءهم عدداً كبيراً من القتلى والجرحى.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه في 24 نيسان/أبريل، "دخلت قوات سوريا الديموقراطية مدينة الطبقة للمرة الأولى بعد أن حاصرتها من كل الجهات".
وأكد نصرالدين أن "العمليات الدائرة حالياً تهدف أيضاً إلى استكمال السيطرة على سد الفرات ومحيطه لتأمينه بالكامل".
وأشار إلى أن من بين القرى التي تحررت منذ بدء المرحلة الرابعة، قرية المزرعة الحكومية وقرية كبش كبير وريان إضافة إلى مزرعة عايد وجبل عايد وقرية مشيرفة الشمالية.
وأردف أن مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية سيطروا أيضاً على وادي الجلاب وقرى تقع في محيطه وهي قرية أم التنك وقرية بير جربا وقرى جروا وريال وكبش غربي، فضلاً عن قرى أخرى.
إحباط الهجمات الانتحارية
من جهته، قال المقاتل انس مظهر وهو شاب من ابناء محافظة الرقة ومن المنضمين لقوات سوريا الديموقراطية لديارنا، إنه مع تقدم قوات التحرير باتجاه الطبقة، كثّف تنظيم داعش هجماته الانتحارية.
وأوضح أن "الأمر لم يقتصر على السيارات والمدرعات المفخخة بل انتقل إلى استخدام العناصر المفخخة بسترات ناسفة والتي أرسلها لتتسلل إلى مواقع قوات سوريا الديموقراطية وتفجر نفسها".
وأكد أن قوات سوريا الديموقراطية تمكنت حتى الآن من إحباط عشرات الهجمات الانتحارية وتفادي وقوع عدد كبير من الخسائر البشرية، مضيفاً أن التنظيم لجأ أيضاً إلى استخدام الطائرات الصغيرة المسيرة لإلقاء القنابل.
وذكر مظهر أن الطائرات دون طيار التي تنشط في الضواحي الشرقية لمدينة الرقة، كانت تستخدم للمراقبة والتجسس.
وكشف أن داعش زرعت مئات الألغام لإعاقة تقدم قوات سوريا الديموقراطية في مدينة الطبقة ومحيطها، كما لجأت إلى نشر عدد كبير من القناصة.
وأكد أن فرقاً متخصصة في قوات سوريا الديموقراطية تقوم بإزالة الألغام لتأمين معابر مرور آمنة لمقاتليها، وتتعامل أيضاً مع قناصة التنظيم.
وقال مظهر إن تنظيم داعش يمنع المدنيين من الخروج من مدينة الطبقة ووزع العشرات منهم على معظم مواقعه الأساسية، ما أعاق العمليات العسكرية وأبطأ من تقدم قوات سوريا الديموقراطية التي تتعامل مع الموقف بكل تأني ودراية حفاظاً على حياة المدنيين.
وشدد على أن "التعاون بين الفصائل العاملة ضمن غرفة عمليات غضب الفرات ممتاز جداً، ويجري التنسيق مع التحالف الدولي في كل الخطوات العملية على الأرض".
وأكد مظهر أن "العديد من أبناء المنطقة انضموا وبكثافة إلى قوات سوريا الديموقراطية للمشاركة بتحرير مدينة الرقة، فضلاً عن مشاركة العديد من الفصائل الأخرى في العملية، كقوات النخبة والمجلس العسكري في دير الزور".
وأوضح أن أغلبية الوافدين الجدد هم من أبناء العشائر العربية "التي تدعم وبقوة العملية الجارية وتقف ضد وجود تنظيم داعش بشكل مطلق".
تأمين سلامة النازحين
أما الناشط أوجلان شيخي العامل في المجال الإغاثي على الحدود التركية السورية، فقال إن آلاف المدنيين يفرون يومياً من مناطق سيطرة تنظيم داعش حيث يتم إيواؤهم في مخيمات مؤقتة.
وأشار لديارنا إن الأهالي سيعودون إلى مزارعهم وقراهم فور تحريرها وتمشيطها.
وأضاف أن "قوات سوريا الديموقراطية تقوم بما في وسعها وضمن الإمكانات المتاحة لديها بتوزيع المواد التموينية على النازحين".
وأشار إلى أنه بسبب غياب المنظمات الإنسانية والإغاثية من المنطقة بسبب المعارك الدائرة، يقوم عناصر قوات سوريا الديموقراطية بتوزيع المواد الغذائية بانفسهم.
وأردف شيخي أن "قوات سوريا الديموقراطية قامت ومنذ بدء المرحلة الرابعة بتحرير وادي الجلاب نظراً لموقعه الاستراتيجي لجهة هرب المدنيين إلى المناطق الآمنة، وتحول الوادي بالفعل إلى معبر الهرب الأساسي".
ولفت إلى أن مئات المواطنيين يمرون عبره يومياً.
وختم موضحاً أن أبرز المخيمات التي يتم تجميع النازحين فيه هو مخيم عين عيسى الواقع شمال مدينة الرقة، حيث تقوم لجنة تابعة للإدارة الذاتية الديموقراطية بتأمين الخيم والأغطية والمواد الغذائية الضرورية لهم.